انا لم أختر هذه الحياة !!

[سيف الدين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



انا لم أختر هذه الحياة !!

وأنا أتصفح حسابي على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، مررت على صورة بقيت أردد كلماتها
وأفكر وأتمعن مدلولها، وفي مخيلتي تمر علي بعض من المواقف التي تيقنت حينها - المواقف التي
حصلت لي - "كيف أن الله لا يظلم عنده أحد" !!

هذه هي العبارة:

أنت لا تعلم إلى أي درجة الله رحيم بك ! لا تعلم كيف يسخر لك الأشخاص والأرواح والصدف
والمفاجآت ! لا تعلم كيف يصرف عنك ما تحب لشر لا تعلمه، وكيف يقرب لك ما تكره لخير
لا تعلمه ! الحمد لله على ما كان وعلى ما سيكون، والحمد لله عدد الحركات والسكون.

كيف أن الله لا يظلم عنده !! لأن أي شيء يحصل لنا في حياتنا ونعيشه في أرض الواقع يحدث نتيجة
أفكارنا، والحديث حول هذا الموضوع يحتاج إلى صفحات بل إلى كتب، ودورات تدريبية لشرح
الموضوع.

أول أمس وأنا أتصفح أحد المنتديات الجزائرية وبالخصوص قسم مشكلتي، مررت على أحد المشكلات
لأحد الأخوة عنوانها أريد أن أموت !! وفي ثنايا الموضوع يقول لماذا الانتحار حرام !! وقال أيضا
أنا لم أختر الواقع الذي أعيشه ولا الدولة التي أعيش فيها ولا المحيط الذي هو فيه الآن، هو كاره
لحياته ويريد الانتحار إلا أنه حرام !! هو في عمر 31 سنة وعاطل عن العمل ويريد الزواج وأن
يرتاح مع زوجته.

ترى لماذا وضعه سيء لهذه الدرجة؟ لماذا حياته تحولت إلى جهنم؟

قليل من يعرف الاجابة وكثير من يحوّل الأمر إلى القضاء والقدر مع أننا أحرار وبارادتنا، وأن الله عز
وجل هو من أعطانا حرية ذلك، لذلك فهو يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن، وما كان ليكون،.. لو
كتب الله لنا مثلا ان نتحصل على وظيفة في شهر نوفمبر المقبل، ومع الدعاء الذي يرد القضاء يمكن
لك أن تغير ذلك بمشيئة الله إلى شهر أكتوبر الذي قبله والله عز وجل يعلم ذلك طبعا، لانه يعلم ما لم
يكن وما كان ليكون !!

ذاك الشخص وغيره الكثير يشتمون أوضاعهم المعيشية وبطريقة غير مباشرة أ مباشرة يلومون الله
عز وجل - والعياذ بالله - وهم لا يعلمون أن الله يقول في محكم تنزيله:

"ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"

لماذا بيل غيتس أثرى إنسان في المعمورة؟

ترى لماذا لا نسأل أنفسنا: لماذا بيل غيتس وغيره من يتربع على عرش كبار أثرياء العالم يملكون
ذاك الكم الهائل من الأموال والثروات !!

هناك دراسة جديدة حول هذا الموضوع، تشير إلى أننا لو قمنا بتقسيم كل ثروات العالم على الناس
وبالتساوي، حيث أنه لن يكون هناك انسان فقير وانسان غني، وانما كل البشر يملكون نفس المقدار
من المال وعلى مدار 3 سنوات سيعود الغني كما كان من قبل - أي قبل تقسيم الأموال بالتساوي
على الناس - والفقير سيصبح فقيرا من جديد !!

أترككم مع الفيديو لفهم الأمر، والتعليق سيكون أسفله :



الشخص الذي ظهر في الفيديو اسمه تيد روديجو وهو من مشردي ولاية كاليفوريا بالولايات المتحدة
الأمريكية، وقد قرر المنتجون في أحد الشركات للأفلام الوثائقية في سنة 2005 بإعطاء مبلغ قيمته
100 ألف دولار !! ليروا ان كانت حياة هذا الشخص ستتغير أم لا.

حصل تيد روديجو على المبلغ بعد أن تأكد القائمين على هذه الدراسة من سلامة عقله وعدم تعاطيه
للمخدرات ووُضِع تحت الرقابة، بدأ تيد في البداية بإنفاق المال على حاجياته الرئيسية، إلا أنه مع
مرور الوقت زاد من حدة الانفاق لدرجة اسراف المال، نصحه البعض بأن يقوم باستشارة مخطط
مالي أو بالبحث عن العمل، إلا أنه كان رده:"رتبت أموري لمدى الحياة"، مع مرور 6 أشهر لم يتبقى
في جيبه سوى 5 ألاف دولار !! وبطبيعة الحال انتهى به الأمر لينام تحت برج كاليفورنيا، ويقوم
بجمع القمامة !!

الغني ليس غني المال، والفقير ليس فقير المال، وانما الغني غني العقل، والفقير فقير العقل، والأفكار
الايجابية والسلبية تلعب دورا كبيرا في تغيير الوضع الذي نعيشه، يقول الرسول الكريم - صلى الله
عليه وسلم - في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، و إن ظن شرا فله".


نصبح على غد اجمل ان شاء الله ♥

أخوكم سيف الدين ^^

بقلمي