كشف وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، أن تونس بصدد التشاور مع الجزائر لعقد اجتماع حول ليبيا، سيمثل إضافة جديدة تدفع الليبيين لإيجاد حل فيما بين الأطراف المتنازعة.
وقال الجهيناوي، في حوار مع التلفزيون التونسي، الأربعاء، إن تونس تتعامل مع الطرف الليبي الذي اختارته الأمم المتحدة الناتج عن اتفاق الصخيرات وهو حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، مؤكدًا أنه "مع الأسف، هناك اتفاق سياسي لم يتم استكمال إجراءاته، فلم يعتمد من برلمان طبرق لوجود اختلاف بين الليبيين أنفسهم".
وحث وزير الخارجية التونسي، جميع الأطراف الليبية على الحوار دون إقصاء، مجددًا موقف بلاده القائم على الحياد الإيجابي تجاه الأزمة الليبية، وتابع أن الوضع في ليبيا زاد تعقيدًا بعد تدخلات من دول أجنبية عدة، وقال إنه "كل دولة لها أجندتها الخاصة في ليبيا".
وأشار إلى أن تونس هي التي فتحت أبوابها لكل الليبيين وهم يجتمعون يوميًا في تونس، وقال: "نحن ندعو كل الليبيين للاتفاق فيما بينهم لإيجاد حل وعدم اعتماد سياسة الإقصاء".
وأضاف الجهيناوي: "إن سياسة تونس في ليبيا أثبتت صوابها، بدليل اختيار كل من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لدبلوماسيين تونسيين لتمثيلهما بليبيا".
وبخصوص العلاقات الجزائرية التونسية، قال وزير الخارجية التونسي "إن العلاقات بين البلدين قوية وتاريخية، وقرار فرض رسوم للعبور تم تجاوزه وإلغاؤه، والجزائر وقفت معنا في محاربة الإرهاب وقدمت مساعدات كبيرة لتونس منذ 2011، وأنقذت الموسم السياحي لدينا، كما قدم التونسيون في الماضي تضحيات من أجل الشعب الجزائري".
ومرت العلاقات التونسية-الجزائرية بمرحلة فتور خلال شهر سبتمبر الماضي على خلفية ما بات يعرف بأزمة ضريبة العبور، حيث استبقت تونس زيارة رئيس حكومتها يوسف الشاهد، مؤخرا للجزائر بإلغاء ضريبة العبور "30 دينارا تونسيا" التي كانت مفروضة على الجزائريين، كبادرة لإبداء حسن النية وتهيئة الأجواء للزيارة التي وصفت في العاصمتين بالاستثنائية .
وكادت الضريبة على العبور أن تعصف بالعلاقات بين البلدين بعدما لجأت الجزائر تحت ضغوط مواطنيها إلى معاملة تونس بالمثل، حيث تحرك نواب برلمانيون ومثقفون من البلدين لاحتواء الأزمة، وهي جهود آتت أكلها في تسوية الخلافات على المستوى السياسي الرسمي.
وبخصوص ما تم تداوله مؤخرا حول وجود قاعدة عسكرية أمريكية في تونس، جدد الجهيناوي، نفيه لذلك، مؤكدا أن أمريكا لا تحتاج إلى قاعدة عسكرية في تونس، فهي متواجدة في البحر المتوسط بما يمكنها من التدخل في أي بلد، كما أن التعاون التونسي الأمريكي متمحور في محاربة الإرهاب.
وقال "نسعى للاستفادة من الإمكانيات الأمريكية، وعلى مدار 60 سنة لم تقم دولة قاعدة عسكرية على أراضينا، وإذا فعلنا ذلك سنعلن وسنعرض على البرلمان، لا شيء سرا، لكن ما يجرى خلط كبير بين المساعدات الأمريكية التي تقدمها لنا ولدول غيرنا في المجال العسكري وبين وجود قاعدة عسكرية".
وفي هذا السياق، تقوم الجزائر وتونس بتنسيق أمني على أعلى المستويات في مجال مكافحة الإرهاب، أمام انتشار مسلحين تابعين لتنظيمات إرهابية في المرتفعات القريبة من الحدود الثلاثية بين ليبيا وتونس والجزائر.
ونقلت صحيفة "الصباح" التونسية، في أكتوبر الماضي، عن مصادر أمنية جزائرية أنها نبهت أجهزة الأمن في تونس إلى أن مسلحين تابعين لعدد من التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة يواصلون مساعيهم لدخول البلدين عبر الحدود الليبية.
وتأتي التحذيرات الجزائرية للجارة تونس في خضم الحديث عن اتفاقية أمنية يتم التحضير لتوقيعها بين البلدين ضمن إجراءات تطبيع العلاقات بينهما.
وقال وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب، إن الاتفاقية الأمنية سيتم توقيعها قريبا في الجزائر، وهي تتعلق بتعزيز التعاون والتنسيق الأمني، خاصة في مجال محاربة الإرهاب.
وقام رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بزيارة إلى العاصمة الجزائر، التقى خلالها كبار المسؤولين الجزائريين بمن فيهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقد اتفق الجانبان على عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بينهما في تونس العاصمة أواخر شهر فيفري المقبل، كخطوة رمزية إيذانا بتوجههما نحو مرحلة جديدة.
منقول