استدعت الشرطة المغربية طفلا لا يتعدى عمره 10 سنوات في إحدى مدن الريف شمال البلاد، للتحقيق بشأن مقطع فيديو ظهر فيه يحث على الاحتجاج مع الالتزام بالسلمية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أمس، نسخة للاستدعاء الذي وجهته مفوضية الشرطة بمدينة إمزورن التابعة لمحافظة الحسيمة، إلى أحمد بوكريش والد الطفل سيف الدين من أجل الحضور "عاجلا" إلى مقر المفوضية.
وذكر أحمد بوكريش والد الطفل أنه استجاب لدعوة الشرطة، لكن الضابط بادره بالسؤال عن ابنه سيف الدين ومكان وجوده، وبضرورة إحضاره معه.
وأضاف بوكريش أنه عندما أحضر ابنه سيف الدين إلى مقر مفوضية الشرطة "بدأ ضباط الشرطة في سؤال الابن عن من شجعه أو لقنه ما قاله في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويحث فيه باللغة الأمازيغية المحلية، على مواصلة الاحتجاجات والالتزام بسلميتها حتى إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب".
وقال الوالد إن ابنه تعرض لتهديد شفهي حتى "كشف عن أسماء 3 أشخاص قال إنهم شجعوه وأثنوا على ما قاله"، كما تعرض لتهديد آخر بـ"إيداعه سجن الأحداث في حال عودته إلى القيام بما قام به".
وقال الوالد إن ضباط الشرطة "دفعوه" إلى التوقيع على شكوى ضد الأشخاص الذين قال ابنه إنهم "شجعوه ولقونه" ما قاله في مقطع الفيديو، موضحا أنه شخصيا لا يعرفهم.
وكان الطفل سيف الدين ظهر في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو فيه شباب الريف إلى الاحتجاج، وافتتح سيف الدين كلامه باللغة العربية الفصحى بقوله "السلام عليكم، تحية نضالية عالية للأحرار والحرائر"، قبل أن ينتقل إلى الحديث باللغة الأمازيغية محييا المعتقلين ومطالبا بمواصلة الاحتجاجات والحضور بكثافة إلى ساحات الاحتجاج حتى "إطلاق سراح المعتقلين وتلبية المطالب"، مشددا على "الالتزام بالسلمية".
وفي سياق الاحتجاجات التي يشهدها المغرب، تدخلت العناصر الأمنية أمس لوقف فعالية تضامنية مع معتقلي الحراك الشعبي بالريف أمام البرلمان وسط العاصمة الرباط، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين خلفت إصابات في صفوف المتظاهرين، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وارتفع عدد النشطاء الموقوفين على خلفية حراك الريف بالمغرب، المتواصل منذ 8 أشهر بإقليم الحسيمة وعدد من المدن شمال البلاد، إلى 176 موقوفا، حتى الخميس 7 يوليو الجاري، حسب المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي.
ومنذ أكتوبر الماضي، تشهد الحسيمة بالإضافة إلى عدد من مدن وقرى منطقة الريف، احتجاجات متواصلة، للمطالبة بـ"التنمية ورفع التهميش ومحاربة الفساد".
وبدأت الاحتجاجات عقب مصرع تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع السلطات من مصادرة أسماكه.