وزارة التعليم الإسرائيلية تدرج الدارجة المغربية في مقررات
المؤسسات التعليمية
أثار خبر تدريس اللغة الدارجة (اللهجة المغربية) في إسرائيل جدلاً بالمغرب، وكذلك بين
المغاربة المقيمين هناك، وتعلق الأمر في البداية ببرنامج اختياري لتعليم الدارجة
المغربية لأبناء وأحفاد اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل الذين يقدر عددهم ما بين
700 و800 ألف شخص.
نجاح التجربة الاختيارية والإقبال الكبير عليها دفع وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت
لإدراجها ضمن برامج التعليم في الموسم الدراسي المقبل في مقررات المؤسسات
التعليمية.
ردود الفعل اختلفت بين الترحيب والتحذير والرفض، “هافينغتون بوست عربي” رصد
الآراء المختلفة حول قرار تدريس الدارجة المغربية في إسرائيل.
مغاربة إسرائيل يرحبون
روفين أبارحيل إسرائيلي من أصول مغربية غادر المغرب صغيراً برفقة أسرته للاستقرار
في إسرائيل قبل أن يصبح واحداً من أبرز قيادات حركة “الفهود السود” التي تبنت الدفاع
عن مصالح السفارديم (اليهود الذين تعود أصولهم الأولى إلى إسبانيا والبرتغال) في
المجتمع الإسرائيلي، قال أبارحيل لـ”هافينغتون بوست عربي” إن تدريس الدارجة
المغربية بالنسبة لليهود المغاربة في إسرائيل كان دائماً مطلباً ملحاً للحفاظ على صلة
الوصل التي تجمعهم بالمغرب وأهمها عنصر اللغة.
وتابع أن أبناء وأحفاد المغاربة الذين هاجروا من المغرب إلى إسرائيل لم يعودوا يتحدثون
الدارجة، وهم الآن يرغبون في زيارة المغرب للتعرف على أرض أجدادهم – وعددهم
يصل إلى الآلاف سنوياً – يحتاجون الدارجة للتواصل.
ويضيف روفين: “اليهود المغاربة المقيمون في إسرائيل فرحوا بقرار تدريس الدارجة
المغربية ورحبوا به”.
واختلف سيون أسيدون، اليهودي المغربي المناهض للصهيونية والتطبيع، مع أبارحيل
معتبراً في حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “قرار الحكومة الإسرائيلية تدريس
الدارجة المغربية قد يبدو وكأنه تراجع منها عن التعامل بمنطق الاحتقار والعنصرية تجاه
اليهود المغاربة الذين تم اقتلاعهم من أرض أجدادهم وإقحامهم في مغامرات عنصرية
عدائية وحرمانهم من لغة آبائهم العامية المغربية، ما جعلهم يعيشون واقعاً من الحرمان
والحنين”.
وتابع أسيدون: “في هذا القرار تكريس للتمييز العنصري ضد العامية الفلسطينية التي لا
تدرس لا في المدارس اليهودية أو حتى العربية، والتي يرغم تلاميذ القرى الفلسطينية
على الدراسة بها”.
ومن جهة أخرى يرى سيون أسيدون أن “القرار الإسرائيلي بتدريس الدارجة لا يمكن
فصله عن المشروع الإسرائيلي الذي يحاول جعل المغرب في موقع متقدم على طريق
التطبيع، ولهذا السبب هو تدخل إسرائيلي غير مباشر ولأسباب غير واضحة في النقاش
المغربي الداخلي الدائر حالياً حول موضوع تدريس الدارجة”.
مدافعون: القرار مؤامرة ضد المغرب
ويجد فؤاد بوعالي، عالم اللسانيات المغربي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة
العربية، في حديثه مع “هافينغتون بوست عربي” أن توظيف الدارجة في صراع الهوية
داخل المغرب “ليس قضية وطنية داخلية بل تحركه أيادٍ خفية وغدت أكثر وضوحاً الآن”.
وأضاف بوعالي أنه وبعد ما كانت المراكز الثقافية الأجنبية هي التي تقود أنشطة
“التلهيج” في المغرب “الآن إسرائيل بدأت تعد العدة لاستغلال الدارجة من أجل هدم جدار
الممانعة داخل الوطن والنفاذ إلى العمق المغربي”.
واعتبر رئيس الائتلاف أن معرفة هدف إسرائيل من قرارها تدريس الدارجة المغربية
يقتضي بتفحّص كتاب “عقيدة الأطراف” ليوسي الفر، القائد السابق للمخابرات
الإسرائيلية، الذي كشف فيه أن “اختراق المغرب هو الإنجاز الأكبر الذي حققه الموساد
لأنه يفتح الباب لاختراق باقي الدول العربية”.
وأشار بوعالي إلى أن استخدام التلهيج هو”آلية للمزيد من اختراق المجتمع والاشتغال
على التناقضات الداخلية لكسر جدار الممانعة الهوياتية”.
المصدر: هافينغتون