(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران 31
عيد الحب
Valentine's Day
قصته – مظاهره – حكمه
إعداد :
الشيخ أبو معاذ الأثري
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على النبي الأواه ، نبينا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد:
فمن المظاهر التي يتكرر اهتمام عدد من الناس بها في شهر فيفري من كل عام ما يسمى بــِ "عيد الحب". ولما كان هذا العيد دخيلاً على المجتمعات المسلمة، فقد كان من المهم أن يعرف الشباب والفتيات وعموم المسلمين حقيقته وقصته الكاملة ، وهل له علاقة بعقائد الأمم الأخرى أم لا ؟ وهل مشاركة الكفار في الاحتفال به نابعة عن عقيدة؟ أم عن فراغ وجهل؟ وهل التأثر به ناشئ عن أزمة حب يعيشونها؟ أم أنها أزمة في رصيدهم العقدي والثقافي؟ .
هذه المسائل وغيرها أسأل الله أن يوفّقني في إلقاء الضوء عليها. وأسأل الله تعالى أن يعمر قلوبنا جميعاً بحبه، وحب كل عمل يقربنا لحبه . آمين .
اسمه الأصلي:يوم أو عيد القديس فالنتاين (Valentine's Day) . وقد حدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فيفري من العام الإفرنجي، لعقيدة محددة ذكروها في تاريخ أعيادهم سأذكرها بعد أسطر.
وما كان لنا أن نقف أو نلتفت لهذا العيد -فهو من جملة عشرات الأعياد الكفرية عندهم- ولكن لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات وشاركوا في الاحتفال به وهم لا يدرون أن هذا العيد عيد ديني له ارتباط وثيق بعقيدة الرومان الوثنية الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون،فجعلوا للحب إلهًا، وللنور والظلماء إلها ، وآلهة للنبات والأمطار والخصوبة والبحار، منها الذكور ومنها الإناث - سبحانك هذا بهتان عظيم-.
وخلاصة ما جاء في قصة عيد الحب ما يلي :
اتفقت دوائر المعارف والموسوعات الغربية مثل: (دائرة المعارف الكاثوليكية) و(الأعياد في كل العالم لـِ Margaret Ecas) و(قصص الأعياد العالمية لـِ Hemfry) على أن أصل هذا العيد روماني وثني وأشهر ما ذكروا في قصة ظهوره قصتان :
الأولى: في أسطورة رومانية جاء أن يوم ( ١٤ ) فيفري كان يوما مقدسا تحبه الإلاهة اليونانية "جونو" أخت وزوجة كبير الآلهة جوبيتر -نعوذ بالله من الكفر والفاحشة - .وهي ملكة الآلهة الرومانية وإلهة النساء والزواج، فكانوا يعظمون هذا اليوم ويجعلونه يوم الزواج والحب لأجلها!!
القصة الثانية: أن الإمبراطور الروماني الوثني(كلاوديوس) وجد صعوبة في تجنيد الرجال للحرب التي تعاني منها روما ، وتبين له أن سبب عدم التجنيد هو عدم رغبة الرجال العاشقين والمتزوجين في الخروج وترك معشوقاتهم وزوجاتهم، حيث يبادر العشاق إلى الزواج وبالتالي يتحجج المتزوجون بعدم القدرة على الخروج للحرب ، فما كان منه إلا أن أصدر مرسومًا يمنع فيه القساوسة النصارى من عقد الزواج للجنود. فجاء القس النصراني "فالنتاين" ليخالف أمر الإمبراطور، فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً، فاعتقله الإمبراطور وسجنه لمدة طويلة إلى أن قتله في يوم ١٤ فيفري 270م فحزن عليه الناس وجعلوا ذلك اليوم عيدًا للأحباب . والمصيبة أن الكنيسة اعترفت بهذا اليوم ترغيباً للناس في النصرانية وكي تُظهر لهم أنها ليست ضد الحب والعشق - بزعمها - .
قبل أن نتكلم عن حكم الاحتفال بهذا اليوم أريد أن أطرح مجموعة من التساؤلات التي أوجهها كصرخة حائر مشفق لمن يحتفلون به ، فأقول مستعينا بالله :
الذي أظنه بكم بما عندكم من الفطرة وتوحيدكم لله تعالى، أنكم لو علمتم الخلفية الدينية لهذا الاحتفال -كما بيناه آنفاً - وما عرفتم فيه من رموز الكفر و الشرك بالله تعالى، والتظاهر بأن معه إلهًا آخر – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – لأدركتم فداحة خطئكم وشناعة توجهكم وتأثركم، فظني بكم وبما عندكم من الفطرة أن الإخلال بالعقيدة أمر لا مساومة فيه عندكم، وإن وقع منكم ما يقع منا جميعا من زلل ومعاصٍ... فكيف تقبلون تلك الهرطقات والمزاعم الساقطة بدعوة آلهة غير الله سبحانه؟ . كيف ترضون أن تكون الكنيسة وأتباعها هم قدوتكم ؟ أين عقيدة التوحيد التي نشأتم عليها ؟ أين فطرتكم التي تأبى دعوة غير لله؟ أين غيرتكم على دين الله؟ أين حبكم لمن خلقكم ،ومن كل خير منحكم وهو القائل: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ؟
ثم كيف راجت عليكم تلك التصورات السخيفة؟! أين عقولكم؟! أين ثقافتكم؟! أين عقيدتكم؟! بل أين إسلامكم ونصرتكم لحبيبكم محمد ؟ ......سؤال أخير أرجو أن يجيب عنه كل من ابتلي بالاحتفال بهذا اليوم : لو رآك النبي في هذا اليوم وأنت تحمل بين يديك الهدايا والأزهار والقلوب الحمراء وتلبس ثيابا حمراء ، وأنت خارج من بيتك بتلك الأشياء تجد الحبيب محمدًا واقفا أمامك وهو يسألك : ما هذه الأشياء التي تحملها وتلبسها ؟ أي يوم هذا ؟ من أي الأمم أنت ؟ ....
أخي الحبيب .... هل تظن أنك تجرؤ على الإجابة ؟؟؟ بل : كيف يكون حالك في ذلك الموقف ؟ . أترك الإجابة لك كي انتقل إلى الكلام عن حكم الاحتفال بهذا اليوم فأقول :
أجمع أهل العلم بلا خلاف على حُرْمَةِ الاحتفال بأعياد الكفر كلها وعيد الحب على وجه الخصوص لما فيه من اعتقادات كفرية وثنية وإشاعة للفاحشة بين المسلمين واختلاط بين الجنسين الاختلاط المفضي إلى الفاحشة والعياذ بالله . كما لا تجوز التهنئة به ولا إهداء الهدايا فيه ولا بيعها ولا شراؤها بل كلُّ كَسْبٍ انجرّ عن بيع الهدايا الخاصة بهذا العيد والتي هي شعار فيه فهو كسب حرام ومال خبيث لا بركة فيه -نسأل الله لنا ولكم العافية -.
وهذه فتاوى كبار العلماء في حكم الاحتفال بعيد الحب :
سئل الشيخ العثيمين رحمه الله ما نصه :" انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب خاصة بين الطالبات وهو عيد من أعياد النصارى ، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر ، الملبس والحذاء ،
ويتبادلن الزهور الحمراء ، نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد ، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم ؟
فأجاب : الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه :الأول : أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة .الثاني : أنه يدعو إلى العشق والغرام
الثالث : أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة
المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم .
فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل، أو المشارب، أو الملابس، أو التهادي، أو غير ذلك.