إذا أخذنا برأي العامة وقلنا بأن الرؤيا هي الحلم، فدعونا نفرق بين الحلم الذي يحتاج لتفسير والحلم الذي يجب ألا تعيره أدنى اهتمام، فالحلم السيء الذي يدعو لانقباض القلب علينا أن ننحيه جانبًا ولا نحاول تذكره، وأن ننفث ثلاثًا ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثًا، كما أرشدنا النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). أما الرؤيا التي نراها ونحتار أو نستبشر بها هي ما يجب أن نتجه لمصدر ذو ثقل في تفسير الأحلام للتعرف على ما ترمز له وما تشير إليه من دلالات، فقد تكون لنا نورًا لما يجب علينا القيام به في المستقبل، وبالطبع هي ليست تنبؤات مستقبلية بقدر ما تعبر عن تفسير حقيقي لما رآه الإنسان في منامه، فقد يكون سالكًا طريق خاطئ وهو يعتقد أنه الأنسب، فيجد نفسه مضطرًا لتعديل مساره.
و تكون الأحلام في بعض الأحيان مصدراً مهماً للقلق والإزعاج ومبعثاً للخوف عند البعض وذلك حسب ماهية الحلُم ؛ فممكن أن يأتي كالكوابيس أو تتشكل على مخلوق غريب ومخيف في شكله، أو تكون الأحداث مريبة ومحبطة، فتؤثر على نفسية الحالم، ويمكن أن تكون الأحلام مصدراً مهماً لدى البعض ‘ إذ فيها يفرغون ما في نفوسهم وما يقلقهم، أو تحقيقاً لبعض الأمنيات التي لا ملجئ لتحقيها إلا في الحلم.