العلماء الأمريكيون يختبرون نظاماً جديداً للإنذار المبكر بالهزات الأرضية
يختبر فريق من العلماء الأمريكيون في ولاية كاليفورنيا منذ شهر شباط/ فبراير 2011 نظاماً جديداً للإنذار المبكر عن الهزات الأرضية، محاولين اللحاق بمن سبقهم في هذا المجال مثل اليابان والمكسيك ودول أخرى. وكان يحثهم على الاهتمام بهذا الأمر ما حققه اليابانيون بإنقاذ كثير من الأرواح عن طريق الإنذار المبكر عن الهزة الأرضية الكبرى بشدة 9 على سلم ريختر الذي حدثت يوم 11 آذار/ مارس 2011 التي أودت مع ذلك بحياة عشرات الآلاف نتيجة أمواج تسونامي الهائلة التي تبعتها. وكانت اليابان قد وضعت نظامها الخاص بالإنذار المبكر عام 2007.
كانت هذه العملية تجري بصمت بإشراف الحكومة الأمريكية، وكانت اليزابيث كوكران Elizabeth Cochran يوم الأول من إيلول/ سبتمبر إحدى أهم عناصر الفريق الذي يختبر النظام جالسة في مكتبها عندما أصدر حاسبها الآلي (الكومبيوتر) فجأة صوت إنذار: بيب. بيب. بيب. وظهرت على خارطة كاليفورنيا في شاشة الجهاز نقطة حمراء تدل على مكان حدثت فيه هزة أرضية. وبدأت ساعة بجانب الخارطة العد العكسي بالثواني التي تلزم لوصول موجة الهزة الأرضية من مركز حدوثها شمال لوس أنجلس إلى مركز المراقبة في باسادينا: 5 – 4 – 3 – 2 – 1.
عند ذلك شعرت كوكران بأن كرسيها يهتز بشكل خفيف جداً، وكان ذلك بسبب الهزة الأرضية التي حدثت جنوب كاليفورنيا بشدة 4.2 على سلم ريختر في ذلك اليوم. وقد عبرت كوكران عن ذلك بالقول أنها لو لم تكن تعرف أن ما يحصل هو هزة أرضية لظنت أن شاحنة تمر إلى جانب مكتبها.
ويقول العلماء أن النظام الأمريكي الجديد للإنذار المبكر عن الهزات الأرضية لا يزال بدائياً، كما أنه لا يوجد الآن توزيع للإنذار المبكر على السكان أو رجال الأعمال. ويأمل الباحثون أن اختبارات وتمويلات الباحثين ستساعدهم على إقامة نظام إنذار للعموم شبيه بنظام الإنذار الياباني.
وبما ليس من الممكن معرفة زمن ومكان وشدة الهزة الأرضية قبل حدوثها، فإن مناصري الإنذار المسبق عنها يعتبرونه من أفضل الأشياء التي تساعد الناس والقطاع التجاري على التهيؤ قبل حدوث الهزة. فحتى 5 ثوان معرفة بالهزة قبل حدوثها يمكن أن تكون ثمينة جداً. فقد يمكن للمرء أن يخفي في مثل هذا الزمن رأسه تحت الطاولة قبيل سقوط سقف الغرفة عليه، طالما أنه لا يستطيع الوصول إلى خارج المبنى.
وحسب الباحثين، تم تصميم الإنذار المبكر بحيث يشعر بأولى نبضات الطاقة بعد تشقق الطبقات الأرضية ومن ثم يقدر شدة الهزة بناء على بعض المعلومات المتاحة المرتبطة باختلاف سرعات حركة الأمواج السيسمية. ويمكن في الواقع لشبكة من الحساسات المنتشرة تحت الأرض أن تكشف الأمواج الأولية الأكثر سرعة والأقل ضرراً قبل وصول الأمواج الثانوية الأبطأ لكن القادرة على تدمير المباني، وهذا يسمح بإصدار إنذار عن الهزة قبل وصول الأمواج القوية المدمرة. ويعتمد فارق الزمن الذي يتراوح بين بضعة ثوان وعشرات من الثواني على البعد عن مركز الهزة ويزداد بازدياده.
ومن الأفعال التي يمكن إجراؤها في هذه الفترة الزمنية بحسب مدير مشروع البحث دوغ غيفن Doug Given من إدارة المساحة الجيولوجية الأمريكية إبطاء أو إيقاف القطارات، وإيقاف حركة هبوط وإقلاع الطائرات، وإغلاق صمامات منشآت الطاقة والمصانع، وتوجيه تلاميذ المدارس للنزول تحت المقاعد وتغطية رؤوسهم.
*** نيك بنتين - نيك طيز مشاهير - *** سحاق نار - تحميل افلام نيك - *** فى الشارع
وحسب مبدأ هذا النظام لا توجد فائدة له قريباً من مركز الهزة لعدم وجود فرق زمني محسوس في وصول الأمواج الأولية والثانوية.
تعتبر اليابان أول من سعى ومول أبحاث إنشاء نظام للإنذار المبكر في العالم بعد هزة عام 1995 المميتة بشدة 6.9 على سلم ريختر. وقد بدأ تطوير النظام عام 2000 وأنفق عليه في سبع سنوات 500 مليون دولار لتعلن اليابان أخيراً عن إقامة أول شبكة إنذار مبكر عن الهزات الأرضية في العالم. كما أقامت أجزاء من المكسيك وتايوان وتركيا شبكات إنذار مبكر خاصة بها لكنها أقل كفاءة.
وقد كانت التجربة الكبرى للنظام الياباني في شهر آذار الماضي عندما ضربت الشواطئ الشمالية الشرقية أقوى الهزات الأرضية في القرن الحالي وتبعها أمواج تسونامي المدمرة العاتية. فقد أرسل إنذار بإعلان حالة طوارئ عامة بعد ثماني ثوان من كشف الحساسات لأول إشعار مبهم عن الهزة، وقد قطع برامج محطات التلفزة والراديو على الفور لإنذار الجمهور وطنت الهواتف الخليوية على الفور إنذاراً بالهزة. وقد أتيح للملايين ما بين 5 ثوان و 40 ثانية مهلة إنذار بحسب بعدهم عن مركز الهزة. وحصل سكان طوكيو الذين يبعدون حوالي 230 ميل عنه على فترة تتراوح بين 10 و30 ثانية. وقد أتيح لعشرات القطارات أن تقف دون أن تخرج عن مسارها.
ولكن كان هناك بعض الأخطاء في النظام فالحساسات قدرت أن شدة الهزة 8.1 حسب سلم ريختر في حين كانت أقوى من ذلك بـ 22 مرة. وبسبب ذلك لم يرسل الإنذار إلى بعض المدن. وقد كانت الضربة عنيفة إلى حد أنها طرقت 55 محطة سيسمية خارج الخط، ولهذا لم يمكن إرسال إنذارات بالهزات الارتدادية لعدة ساعات تلت الهزة الأولى. ومع ذلك فإن مارسيا ماك نت Marcia McNutt مديرة إدارة المساحة الجيولوجية الأمريكية أخبرت الكونغرس الأمريكي بعد أسبوع من الهزة أن النظام الياباني للإنذار المبكر أنقذ الألاف من الأرواح، واعترفت بالمشاكل المالية التي تحيط بالجهد الأمريكي في هذا المجال، مضيفة أنه سيكون من العار على الأمريكيين إذا لم يستفيدوا من المحنة اليابانية.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تختبر ثلاثة أنظمة إنذار منذ عام 2006، وأطلقت داخلياً نموذجاً دعي “ShakeAlert” في شباط/ فبراير قبل شهر من الهزة اليابانية. ويعمل على هذا النموذج حالياً 30 عالماً يتلقون الرسائل الخاصة بالمشروع في إدارة المساحة الجيولوجية ومعهد كاليفورنيا التكنولوجي وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وينجزون برامج حاسوبية بميزانية محدودة. وتستعين الولايات المتحدة ببعض أجزاء النظام الياباني كلما أمكن ذلك، معتبرين أنه لا يمكن استخدام نسخة مكررة عنه لاختلاف شبكات الحساسات السيسمية في البلدين، وأن النظام الياباني غير كامل ويبدو كما لو أن أجزاءه لصقت بشريط لاصق، ولكنه فعال.
والخطوة الأمريكية التالية لنجاحهم الأخير هي المشاركة مع رجال الأعمال لاختبار النظام في عالم الواقع في وقت متأخر من هذا العام، والعمل على شبكة أكثر كفاءة. ويذكر أن مركز الهزات الأرضية في جنوب كاليفورنيا يتألف من 55 باحثاً من معاهد في مختلف أنحاء العالم، وقد اختير ليقيس كفاءة عمل النظام بصورة مستقلة.
*** نسوان مع حيوانات - *** اغتصاب محجبة - افلام *** هنديه - نيك خلفي قوي - اجمل *** حيوانات
وبالإضافة للمصاعب التكنولوجية يعاني هذا العمل من نقص التمويل. وقد أنفقت إدارة المساحة الجغرافية الأمريكية مليونا دولار على المشروع، وتبحث عن مساعدة من المؤسسات الخاصة والمجموعات الصناعية. ويقدر الباحثون أن الكلفة ستصل إلى 80 مليون دولار تنفق خلال 5 سنوات لإنشاء نظام إنذار عام على مستوى الولاية وملايين إضافية أخرى سنوياً لصيانة النظام.