هو محمد بن سيرين، مولى أنس بن مالك خادم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عاصر في حياته ثلاثين صحابيّاً، وكان كثير المُزاح والضحك، كما كان صدوقاً، فقد شهد له أهل العلم بذلك، حيث قال فيه عون بن عمارة: هو أصدق من أدركت، وقيل إنّه لم يكن هنالك بالبصرة من هو أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين، وقد جمع ابن سيرين بين الفقه والورع، فقد ورد أنّ الناس كانوا يذكرون الله تعالى إذا رأوه، وتُنسب إليه مقولة: "إنّ هذا العلم دينٌ، فانظروا عمّن تأخذون دينكم"، وكان ابن سرين شديد الورع عند الفتوى، حتى أنّه إذا سُئل عن الحلال والحرام تغيّر لونه، اشتهر ابن سيرين بتفسير الرؤى؛ حيث جاءه رجل كان قد رأى في المنام أنّه أمسك بيديه قدحاً من الزجاج وفيه الماء، فانكسر القدح وبقي الماء كما هو، فأوّلَ ابن سيرين هذه الرؤيا بقوله: ستلدُ امرأتك وتموت بعد الولادة ويبقى ولدها حياً، فما لبث أن ماتت امرأته، وبقي ولدها على قيد الحياة.
لمعرفة المزيد اضغط هنا