facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم الأدبي العام


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-09-19, 03:44 PM   #1
فدوى


العضوية رقم : 45
التسجيل : Sep 2012
المشاركات : 61
بمعدل : 0.01 يوميا
نقاط التقييم : 37
فدوى is on a distinguished road
فدوى غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي الاصمعيات

الأصمعيات
الأصمعي

إحدى مجاميع الشعر العربي الأولى، وهي اختيارات الإمام الأصمعي، وتضم 72 قصيدة في 1163 بيتاً. ل 61 شاعراً، لم يسم ثلاثة منهم. وشعراء هذه المجموعة كشعراء المفضليات، جلهم من الجاهليين وفيهم إسلاميون. إلا أن الأصمعيات دون المفضليات في المكانة والشهرة. مع أنهما وصلانا في كثير من النسخ في مجلد واحد. ولم تشتهر بهذا الاسم المتعارف عليه اليوم، وإنما كان يقال لها: (اختيارات الأصمعي) قال ابن النديم: (إن الأصمعي عمل قطعة كبيرة من أشعار العرب ليست بالمرضية عند العلماء لقلة غريبها واختصار روايتها) انظر مناقشة هذا الرأي في كتاب (الأصمعي اللغوي) د. الشلقاني (ص130). قال أبو الطيب اللغوي في (مراتب النحويين): (إن المفضليات كانت ثمانين قصيدة، فلما قرئت على الأصمعي صارت مائة وعشرين). وننبه هنا إلى أن المفضل يمثل مدرسة الكوفة، وكان كما يقول ابن سلام: (أعلم من ورد البصرة من رجال الكوفة) بينما الأصمعي كان إمام أهل البصرة في عصره. وكانت وفاة المفضل سنة 168 والأصمعي إذ ذاك في الرابعة والأربعين، وامتد به العمر، فكانت وفاته عام 216ه وقد اتفقا على رواية (19) قصيدة في مختاراتهما. قال أبو عبيدة في قصيدة الحويدرة (بكرت سمية): (وهي من مختار الشعر، أصمعية مفضلية). طبع الكتاب لأول مرة في مدينة ليبزج بألمانيا سنة 1902م بعناية المستشرق وليم بن الورد، كما كان يسمي نفسه. إلا أنه أسقط (19) قصيدة منها، بحجة أنها مكررة في المفضليات، ووقعت في نشرته هذه تصحيفات كثيرة، مما حدا بالمرحومين: أحمد شاكر وابن أخته: عبد السلام هارون إلى إعادة طباعتها كاملة سنة 1955م (القاهرة: دار المعارف) في 212 صفحة. وقد قدما لكل قصيدة بما يكشف عن جوها وملابساتها، مع ترجمة الشعراء، وفهرسة الكتاب فهارس دقيقة ومتنوعة. ونشر د. السيد معظم حسين في الهند سنة 1938م قطعة من كتاب (الاختيارين) تضم قصائد مفضلية وأصمعية، ليست في مطبوعتيهما. وعثر د. أمجد الطرابلسي على خمس أصمعيات، لم ترد في المطبوعة، انظرها في كتابه: (نظرة تاريخية في حركة التأليف عند العرب: ص106). وانظر ترجمة وليم بن الورد في هذه الموسوعة. قال لويس شيخو: (ولو لم يكن له من الفضل إلا وصفه المخطوطات العربية في مكتبة برلين لكفى له فخراً. وهذا الوصف يتناول عشرة مجلدات ضخمة وصف فيها عشرة آلاف وثلاثمائة وسبعين كتاباً عربياً هناك مع فهارس ممتعة مستوفية).

هذا مجموع الأصمعيات
قال
الأسْعَرُ الجُعْفيُّ
أبُلِغْ أبَا حُمْرانَ أَنَّ عَشِيرَتي ناجَوْا ولِلقَومِ المُناجينَ التِوا
باعُوا جَوَادَهُمُ لِتَسْمَنَ أُمُّهُمْ ولِكي يَعُودَ عَلىْ فِرَاشِهِمُ فَتَى
عِلْجٌ إذا مَا بَزَّ عَنهَا ثَوبَها وتَخامَصَتْ قالَتْ لَهُ مَاذَا تَرَى
لكِنْ قَعِيدَةُ بَيتِنَا مَجْفُوَّةٌ بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها وَلَهَا غُنَى
تُقفي بِغَيْبةِ أَهْلِها وَثّابَةً أوْ جُرْشُعاً عَبْلَ المَحَازِمِ والشَوَى
ولقَدْ عَلِمْتُ عَلَى تَجَشُّمي الرَدَى أنَّ الحُصُونَ الخَيْلُ لا مَدَرُ القُرَى
رَاحُوا بَصَائِرُهُمْ عَلى أكْتَافِهِمْ وبَصِيرَتي يَغْدُو بِهَا عَتَدٌ وَأَي
نَهْدُ المَرَاكِلِ مُدْمَجٌ أرْساغُهُ عَبْلُ المَعَاقِمِ ما يُبالي ما أَتى
أَمَا إِذَا اسْتَقبَلتَهُ فَكَأَنَّهُ بازٌ يُكَفْكَفُ أَنْ يَطِيرَ وقدْ رَأَى
وإِذِا هُوَ اسْتَدْبَرْتَهُ فَتَسُوقُهُ رِجْلٌ قَمُوصُ الوَقْعِ عارِيَةُ النَسَا
وإذِا هُوَ اسْتَعْرَضْتُهُ مُتَمَطِراً فَتَقُولُ هَذَا مِثْلُ سِرْحانِ الغَضَا
إنّي رَأيْتُ الخَيْلَ عزَّاً ظاهراً تُنجي مِنَ الغُمَّى ويَكشِفْنَ الدُجَى
ويَبِتنَ بالثَغرِ المَخُوفِ طَلائِعاً ويبِتْنَ لِلصُعْلُوكِ جَمَّةَ ذِي الغِنى
وإِذَا رَأيتَ مُحارِباً ومُسَالِماً فلْيَبْغِنِي عِنْدَ المُحاربِ مَنْ بَغَى
وخَصاصَةُ الجُعفيِّ ما صاحَبْتَهُ لا تَنْقَضي أَبَداً وإِنْ قِيلَ انقَضَى
مَسَحُوا لِحَاهُمْ ثُمَّ قَالوا سالِمُوا يَا ليتَني في القوْمِ إذْ مَسَحُوا اللِحَى
وكَتيبَةٍ وَجَّهتُها لِكَتيبَةٍ حتَّى تقولَ سرَاتُهُمْ هذا الفتَى
لا يَشْتَكُونَ غيرَ تَغَمْغُمٍ حَكَّ الجِمالِ جُنُوبَهُنَّ مِنْ الشَدَا
يَخرُجْنَ من خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً كأَصَابعِ المَقرُورِ أَقْعَا فاصْطلى
يَتَخالسُون نُفُوسَهُمْ بِرِمَاحِهِمْ فَكَأنَّمَا عَضَّ الكُماةُ عَلى الحَصَا
يَا رُبَّ عَرْجَلَةٍٍ أَصَابُوا خَلَّةً دَأَبُوا وَحارَدَ لَيْلُهُمْ حتَّى بَكَى
بَاتَتْ شَآمِيَةُ الرِياحِ تَلُفُّهُمْ حتَّى أَتَوْنَا بَعدَ ما سقطَ النَدَى
فَنَهَضْتُ في البَرْكِ الهُجُودِ وفي يَدي لَدْنُ المَهَزَّةِ ذُو كُعُوبٍ كَالنَوَى
أحْذَيْتُ رُمْحى عائِطاً مَمكُورَةً كَوَماءَ أَطرافُ العِضا لَها خَلا
باتَتْ كِلابُ الحيّ تنبحُ بينَنَا يَأكُلنَ دَعلَجَةً ويَشبَعُ مَنْ عَفَا
ومِنَ اللَيَالي لَيلَةٌ مَزءودَةٌ غَبراءُ ليسَ لِمَنْ تَجسَّمَها هُدَى
كلَّفتُ نَفسِي حَدَّها وَمِراسَها وَعَلِمْتُ أنَّ القومَ ليسَ لهُمْ غَنَى
وَمُرَأَّسٍ أقصدْتُ وَسْطَ جمُوعِهِ وعِشارِ رَاعٍ قَد أخذْتُ فَمَا تُرى
ظلَّتْ سَنابِكُها على جُثمانِهِ يلعَبْنَ دُحْرُوجَ الوَليدِ وقَدْ قَضَى

قال
عدِي بن رعّلاء الغَسّاني
رُبَّما ضَربَةٍ بسيفٍ صَقِيلٍ دُونَ بُصرَى وَطَعْنَةٍ نَجلاءِ
وغَمُوسِ تَضِلُّ فيها يَدُ الآ سِى ويَعيَي طبِيبُها بالدَواءِ
رفعُوا رايةَ الضِرابِ وآلوا ليَذُودُنّ سامِرَ المَلحاءِ

الصفحة : 2

فَصَبَرْنَا النُفُوسَ للطَعنِ حتَّى جرَتِ الخيلُ بينَنا في الدماءِ
لَيْسَ مَنْ ماتَ فاستراحَ بِمَيْتٍ إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ مَنْ يعيشُ ذليلاً سِيئًّا بالُهُ قليلَ الرجاءِ

قال
رَجُلٌ من غَنِيٍ
إنَّ العواذِلَ قد أتعبنَني نَصَبَا وَخِلتُهُنَّ ضعيفاتِ القُوى كُذُبَا
ألغادِياتِ عَلى لَوِم الفَتَى سَفَهاً فِيمَا استفادَ ولا يَرْجِعْنَ ما ذهَبَا
يا أيُّها الراكبُ المُزْجِى مَطيَّتهُ لا نِعمَةً تَبتَغي عندي وَلا نَسَبا
أعْص العَواذِلَ وَارمِ الليلَ عنْ عُرُضٍ بذي سَبيبٍ يُقَاسي لَيلَهُ خَبَبا
نَاتي المَعَدَّينِ خاظٍ لحْمُهُ زِيمٌ سامٍ يَجُرُّ جِيادَ الخيلِ مُنجَذِبا
مِلْءِ الحِزامِ إذا مَا اشتدَّ مِحْزَمُهُ ذِي كاهِلٍ ولَبَانٍ يَمْلأ اللَّبَبَا
يَظَلُّ يَخْلِجُ طَرْفَ العَينِ مُشتَرِفاً فَوقَ الأكامِ إذا مَا انتصَّ وارتَقَبَا
كَالسَمْعِ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَهُ وَلمْ يَدِجْهُ ولمْ يَضرِبْ لَهُ عَصَبا
عارِي النَواهِقِ لا يَنْفَكُّ مُقْتَعَداً في المُطنِباتِ كَأسرَابِ القطَا عُصُبا
تَرَى العَنَاجِيجَ تُمرَى بعدَ مالَغِبَتْ بالقِدِّ مَرْيَا ومَا يُمرَى ومَا لَغِبا
يُدنِي الفَتَى لِلغِنَى في الراغِبِينَ إذَالَيْلُ الِتمامِ أهَمَّ المُقْتِرِ العَزَبا
حتَّى يُصادِفَ مالاً أو يُقالَ فتىً لاقى اللّتي تَشعبُ الفِتيانَ فانشَعَبَا
إنَّ ابتِياعَكَ مَوْلَى السَوْءِ تسألُهُ مِثلُ القُعُودِ ولَمَّا تَتَّخِذْ نَسبَا
إذَا افتَقَرْتَ نَأي واشتدَّ جَانِبُهُ وإنْ رَآكَ غَنيَّاً لانَ واقتَرَبا
وذُو القَرابَةِ عِندَ اللَيلِ تَطلُبُهُ هُوَ البَعيدُ إذَا ما جِئْتَ مُطَّلِبا
لا يَحملنَّكَ إقتارٌ على زُهُدٍ ولا تَزَلْ في عَطاءِ الله مُرتَغِبا
لا بَلْ سَلِ الله ما ضَنُّوا عَلَيْكَ بهِ ولا يَمُنُّ عَليكَ المَرءُ ما وَهَبا
ألا تَرى إنَّمَا الدُنيَا مُعلَّلةٌ أصحابُها ثم تَسري عنْهُمُ سَلبَا
بَيْنَا الفتَى في نَعيمٍ يطمئِنُّ بهِ ردَّ البَئِيسَ عليهِ الدَهرُ فانقلَبا
أو في بَئيسٍ يقاسيهِ وفي نَصَبٍ أَمسَى وقدْ زايلَ البأساءَ والنصَبا
ومن يُسوِّي قصيراً باعُهُ حَصِراً ضيقَ الخليقَةِ عَثّاراً إذَا ركِبا
بِذِي مَخارِجَ وضّاحٍ إذَا نُدِبُوا في الناسِ يَوماً إلى المَخشِيَّةِ انتَدَبا
لا تكُ صَبّاً إذَا استَغْنى أضَرَّ ولمْ يحفِلْ قرابَةَ ذي قُربَى ولا نَسَبا
الله يُخلِفُ ما أنفقتَ مُحتَسِبَاً إذا شَكرتَ ويؤتِيكَ الَّذي كَتَبا
مِثلي يَرُدُّ على العادي عدَاوَتَهُ ويُعْتبُ المرءَ ذَا القُربَى إذا عَتَبا
تَحمِي عليّ أُنُوفٌ أنْ أَذِلَّ وَلا يَحمي مُنَاوِئُهَا أنفاً ولا ذَنَبا
أَنَا ابنُ أعصُرَ يسمو للعُلى وتري فيمنْ أُقاذِفُ عن أعراضِهِمْ نَكِبا
إذَا قُتيبَةُ مدَّتني حَوالِبُها بالدُهْمِ تَسمَعُ في حافاتِها لَجَبا
مَدّّ الخليجِ تَرَى في مَدَّه تأقَاً وفي الغَواربِ مِنْ آذِيِّهِ حَدَبا
لايمنعُ الناسُ منّي ما أرَدْتُ ولا أُعطِيهُمُ ما أرادوا حَسْنَ ذَا ادَبا
لا يَخفضُ الحربُ للدُّنيا إذا استعرَتْ ولا تَبوخُ إذا كُنَّا لَهَا شُهُبا

الصفحة : 3

حتَّى نَشُدَّ الأسَارَى بعدَ مَافزَعُوا مِنْ بَيْنِ مُتّكئ قَدْ فاظَ أوكَرَبا
سَائِلْ بناحيَّ عَليَاءٍ فقدْ شرِبُوا مِنَّا بِكأسٍ يستَمرِثوا الشُرُبا
إنَّا نَحُسُّهُم بالمَشرَفيّ وهُمْ كالهِيمِ تَغشي بايْدي الذادةِ الخَشَبا

قال بَعضُهُمْ
كيفَ قرَيتَ ضيفكَ الأزَبَّا
لمَّا آتَاكَ بائِساً قِرشبَّا
يَنشِدُكَ الزادَ وكُنتَ لِزبَا
قُمتَ إليهِ بالقَفِيل ضَربَا
ضَرْبَ بَعيرِ السُوءِ إذْ أحبَّا
كأنَّما تُلْحِكُ فاهُ الزبَّا

قال
الحَكَمُ الخُضْرِي
إلي ابنِ بِلالٍ جَوْبَي البيدَ والدُّجَى بزيّافَةٍ إنْ تَسمعِ الزَجرَ تَغضبِ
إذا غَضِبتْ أنْ يُزجَرَ العِيسُ خَلفَهَا تُنَاطحُ مِنْ مِسمارٍ ساجٍ مُضبَّبِ
مُحنَّبةُ الرجلَينِ حَرفٌ كأنَّها قطاةٌ متَى يُتْمِمْ لها الخِمسُ تَقْرُبِ
إذا استودَعَتْ فَرْخينِ بَيْدَاءَ قَلَّصتْ سماويَّةَ المُمسَى نجاةَ التَقَلُّبِ
فَجاءَتْ مَعَ الإشراقِ كدراءِ رادةً فحَامَتْ قليلاً في مَعانٍ ومَشربِ
فلمَّا استقَتْ طارَتْ وَقَدْ تَلَعَ الضُّحَا بِشِرْبِ قَرَتْهُ في زُهيدٍ مُحَبَّبِ
فكرَّتْ فأمَّتْ حيثُ جاءَتْ كأنَّها دَلاءٌ هوَتْ مِنْ كفِّ ساقٍ ومُكْرِبِ
إذا استقبَلَتْها الريحُ صدَّتْ بخطمِها قليلاً وحثَّتْ مِنْ نَجاءٍ مُنحَّبِ

قال
عُقْبَة بن سابِق
وَخرْقٍ سَبسَبٍ يَجْرِي عَلَيهِ مورَة?ٌ? جَدْبِ
تعسَّفْتُ على وَجْنا ءَ حَرْفٍ حَرَجٍ رَهْبِ
طَليحٍ كالفَنِيقِِ القَط مِ المُستَكْبِرِ الصَعبِ
تَهادَى بالرُّدَافَا و تَشَكَّى وَجَعَ النَكْبِ
وعَنْسٍ قد برَاهَا لَذَّةُ المَوكِبِ والشَّرْبِ
رفَعْنَاهَا ذَمِيلاً في مُعَالاً مُعمَلٍ لَحْبِ
وقد أغْدو بطِرِفٍ هَيكلٍ ذي خُصَلٍ سَكبِ
آسيلٍ سَلْجَمِ المُقبلِ لا شَخْتٍ ولا جأُبِ
مِسَحٍّ لا يُواري العَيرَ مِنهُ عَصُرُ اللِهْبِ
لهُ ساقَا ظَليمٍ خا ضِبٍ فُوجئَ بالرُّعبِ
وقُصرَا شنِجٍ الأنسَا ءِ نبّاحٍ من الشُعبِ
وَمتْنانِ خظَاتَانِ كزُحْلُوفٍ من الهَضبِ
تَرَى فاهُ إذا أقبلَ مِثلَ السَلَقِِ الجَدبِ
لهُ بينَ حَوَاميه ِنُسُورٌ كنَوَى القَسْبِ
حديدُ الطَرْفِ والمنْكبِ والعُرقُوبِ والكَعْبِ
جوادُ الشدِّ والتَّقريبِ والإحضارِ والعَقبِ
يَخُدُّ الأرضَ خدّاً بِصُمُلٍّ سَلِطٍ وَأبِ
يدِينُ البيتَ مَربُوطاً ويَشفي قَرَمَ الرَكبِ
ويُردي الخاضٍبَ الآخْرَ جَ في ذي عَمَدٍ صُهبِ
وفَحلَ العَانةِ الجُونِ الخِماصِ النُحُضِ الُحقْبِ
يهُزُّ العُنُقَ الأجرَ دَ في مُستأمَنِ الشَعْبِ

قال
أسْماءُ بن خارجَة الفزاري
إنّي لَسائِلُ كُلِّ ذي طِبِّ ماذا دواءُ صَبابةِ الصبِّ
ودواءُ عاذِلَةٍ تُباكِرُني جَعَلتْ عتِابي أوجَبَ النَحْبِ
أوَ ليسَ مِنْ عَجبٍ أُسائِلُكم ما خطبُ عاذِلَتي ومَا خَطبِي
أَبِهَا ذَهَابُ العَقلِ أم عَتَبَتْ فأُزِيدَهَا عتباً علىعتبِ
أوَلم يُجرِبْني العَواذِلُ أوْ لمْ أبلُ من أمثالِهَا حَسبِي
ما ضرَّهَا ألا تُذَكرَني عيشَ الخِيامِ ليالي الخِبِّ
ما أصبحَتْ بشرٌ بأحسنَ في ما بينَ شَرقِ الأرضِ والغَرْبِ
عَرَفَ الحِسَانُ بها جُوَيرِيةً تَسْعَى معَ الأترَابِ في إتْبِ

الصفحة : 4

بِنتَ الذينَ نبيَّهُمْ نَصَرُوا والحقُّ عندَ مواطنِ الكَربِ
والحيُّ من غَطفانَ قد نزَلُوا مِنْ غزةٍ في شامخٍ صَعْبِ
بدَلُوا لكلِّ عِمارةٍ كَفرَتْ سُوقَينِ مَنْ طعنٍ ومن ضَرْبِ
حتَّى تحصَّنَ مِنهمُ من دُونَهُ ما شاءَ مِنْ بحرٍ ومن دَرْبِ
بلْ رُبَّ خَرْقٍ لا أنيسَ به نابِي الصُوى مُتماحلٍ شَهْبِ
ينَسَى الدليلُ به هِدَايتَهُ مِنْ هَوْلِ ما يَلْقَى منَ الرَعْبِ
ويَكادُ يَهلِكُ في تَنائِفِه شأوُ الفريغِ وعَقبُ ذِي عَقبِ
وبهِ الصدَى والعزفُ تحسِبُهُ صَدْحَ القيانِ عَزَفْنَ لِلشَرْبِ
كابَدْتُهُ بالَّليل أعسِفُهُ في ظُلمَةٍ بسَواهِمٍ حُدْبِ
ولقَدْ ألمَّ بنا لنَقْريَهُ بادِي الشقاءِ مُحَارَفُ الكَسْبِ
يدعُو الغِنَا إنْ نالَ عُلْقتَهُ مِنْ مطْعمٍ غِبَّا إلي غِبِّ
فطَوى ثَمِيلتَهُ فألحَقَها بالصُّلبِ بعدَ لُدُونةِ الصُلْبِ
فأضلَّ سعيُكَ ما صنَعْتَ بِما جمَّعتَ من شُبٍّ إلى دُبِّ
فجَعلتَ صالِحَ ما أخترشتَ ومَا جمَّعْتَ من نَهْبٍ إلى نَهْبِ
وأظنُّهُ سَغِباً تَذِلُّ بهِ فلقدْ مُنيتَ بِغايَةِ السغْبِ
إذْ ليسَ غيرَ مناصِلٍ يُعصا بهَا ورِحالِنا ورَكائِبِ الرَكبِ
فأعمِدْ إلى أهلِ الوقيرِ فإنَّمَا يخشَى شذاكَ مرابِضُ الزَرْبِ
أحسِبتنِا ممَّنْ تُطيفُ بهِ فاخترتَنَا للأمنِ والخِصبِ
وبغيرِ معْرِفةٍ ولا نَسبٍ أنَّي وشعْبُكَ ليسَ من شَعْبِي
لمَّا رأى أنْ ليسَ نافعَهُ جدٌّ تهاوَنَ صادِقَ الإربِ
وألحَّ إلحاحاً بِحاجَتِهِ شكوَى الضريرِ ومَزْجَرَ الكَلبِ
ولدُ التكَلُّحِ يشتَكي سَغَباً وأنا ابنُ قاتلِ شِدَّةِ السَغْبِ
فرأيتُ أنْ قد نلتُهُ بأذى مِنْ عُدمِ مَثلبَةٍ ومن سَبِّ
ورأيتُ حقاً أنْ أضيِّفَهُ إذْ رامَ سِلْمِى وأتَّقى حَرْبي
فوقفْتُ مُعتاماً أُزاوِلُها بمُهندٍ ذي رَونقٍٍ عَضْبِ
فعرَضتُهُ في ساقِ أسمَنِها فأختارَ بينَ الحاذِ والكعْبِ
فتَرَكتُهَا لعيالِهِ جزرَاً عمداً وعلَّقَ رحلَهَا صَحْبِى

قال
دُرَيْدُ بن الصِمَّة
يَا راكباً إمَّا عَرَضْتَ فبلِّغنْ أبا غالبٍ أنْ قَدْ ثأَرْنَا بِغالِبِ
وأبلِغْ نُميراً أنْ عرضْتَ بدارِها على نأَيهَا فأيُّ مَوْلاً وطالبِ
قَتلْتُ بعْبدِ الله خيرَ لِدَاتهِ ذُؤَابَ بْنَ أسماءَ بْنِ زَيدِ بنِ قاربِ
فَلِليَوْمِ سُمِّيتُمْ فَزارةَ فاصبِرُوا لِوَقْعِ القنا تَنْزُونَ نَزْوَ الجَنَادِبِ
تَكُرُّ عَليهِمْ رجْلَتي وفَوارسِي وَأكْرِهُ فِيهِمْ صَعْدَتي غَيْرَ ناكِبِ
فإنْ تُدْبِرُوا يأُخُذْنَكُمْ في ظُهُورِكُمْوإنْ تُقْبِلُوا يأُخُذْنكُمْ في التَرائِبِ
وإنْ تُسْهِلُوا للخيلِ تُسهِلْ عليكُمُ بطعْنٍ كإيزاعِ المَخاضِ الضواربِ
إذا أحزَنُوا تَغشَى الجِبالَ رجالُنَا كمَا استوفَزَتْ فُدْرُ الوُعُولِ القَراهِبِ
ومرَّةَ قَدْ أخرَجْنَهُمْ فتَرَكنهُمْ يَروغُونَ بالصَلعاءِ روغَ الثَعالِبِ
وأشجَعَ قَدْ أدركنَهُمْ فترَكنَهُمْ يَخافُونَ خَطْفَ الطَيْرِ مِنْ كُلِّ جانِبِ
وثَعْلَبَةَ الخُنْثَى ترَكْنَا شَرِيدَهُمْ تَعِلَّةَ لاهٍ في البِلادِ ولاعبِ

الصفحة : 5

ولولا جنانُ الليلِ أدركَ ركْضُنَا بذي الرمثِ والأرطي عياضَ بنَ ناشبِ
فليتَ قبوراً بالمخاضةِ أخبرَتْ فتُخبرُ عنَّا الخُضرَ خُضرَ مُحاربِ
رَدَسناهُمُ بالخيلِ حتَّى تملأّتْ عوافي الضِباعِ والذِئابِ السَواغبِ
ذَرِيني أُطوُّفْ في البلادِ لعلَّني أُلاقي باثْرٍ ثُلّةً مِنْ مُحاربِ
وأنتَ أمرؤٌ جَعدُ القفَا متعكِسٌ مِنْ الأقِطِِ الحوليِّ شبعانُ كانِبِ

قال
أبو النَشْناش النَهْشَليّ اللِصُّ
وسائلةٍ أينَ الرحيلُ وسائِلٍ ومِنْ يسألُ الصُعْلُوكَ أينَ مَذاهِبُهْ
وداويَّةٍٍ يَهماءَ يُخشَى بهَا الرَدَى سَرَتْ بأبي النَشْناشِ فِيها ركائِبُهْ
ليُدركَ ثأراً أو ليُدركَ مغنماً جزيلاً وهذَا الدهرُ جَمَّ عجائِبُهْ
إذَا المرءُ لم يَسْرَحْ سَواماً ولم يُرِحْ سواماً ولم تَعْطِفْ عليهِ أقاربُهْ
فللموتُ خيرٌ للفتى من قُعودهِ فقيراً ومِن مولى يدبُّ عقاربُهْ
ولم أََر مثلَ الهمِّ ضاجعَهُ الفتَى ولا كسوادِ الليلِ أخفقَ طالبُهْ
فمُتْ مُعدِماً أوعشْ كريماً فإنَّني أرى الموتَ لاينجُو من الموتِ هاربُهْ
ولوْ كانَ شيءٌ ناجياً من مَنَّيةٍ لكانَ أثيرٌ يومَ جاءَتْ كتائبُهْ

قال
أُمْرُؤُ القَيسِ
ألا يا لهفَ هندٍ من أُناسٍ هُمُ كانُوا الشِفاءَ فلمْ يُصابُوا
وقاهُمْ جدُّهم ببني أبيهِمْ وبالأشقيْنَ ما كانَ العِقابُ
وأفلتَهُنَ علباءٌ جَريضاً ولو أدرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

قال
كَعْبُ بن سَعْد الغنويّ
أخي ما أخي لا فاحِشٌ عندَ بيتِهِ ولا ورِعٌ عندَ اللقاءِ هَيُوبُ
هو العسلُ الماذيُّ حِلْماً ونائلاً وليثٌ إذا يَلقَي العدوَّ غَضُوبُ
لقدْ كان أمَّا حِلمُهُ فَمُرَوَّحٌ علينَا وأمَا جهلُهُ فعَريبُ
حليمٌ إذَا مَا سورةَ الجهلِ أطلقَتْ حُبَا الشيْبِ للنفسِ المَجُوجِ غَلُوبُ
هوتْ أمُّهُ ما يبعثُ الصبحَ غادِياً ومَا ذَا يُؤدي الليلَ حينَ يَؤُوبُ
كعاليةِ الرمحِ الرُدينيّ لمْ يكُنْ إذَا ابتدَرَ الخيلَ الرجالُ يخِيبُ
أخو شتَواتٍ يعلَمُ الضيفُ أَنَّهُ سيَكثُرُ ما في قدرهِ ويطيبُ
إذَا حلَّ لمْ يُقصِ المحلَّةَ بينَهُ ولكنَّهُ الأدنَى بحيثُ يَثُوبُ
حبيبٌ إلى الجُنَاءِ غَشيانُ بَيتِهِ جميلُ المُحيَّا شبَّ وهوَ أديبُ
يَبيتُ الندَى يا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ إذَا لَمْ يكنْ في المُنقِياتِ حَلُوبُ
إذَا نزَلَ الأضيافُ أو غِبتَ عنهُمُ كَفَا ذاكَ وضَّاحُ الجبينِ أريبُ
وداعٍ دَعَايَا مَنْ يُجيبُ إلى النَدَى فلَمْ يستَجِبْهُ عندَ ذاكَ مُجِيبُ
فقُلتُ ادعُ أُخرَى وأرفعِ الصوتَ دعْوَةً لعلَّ أبَا المِغوارِ مِنْكَ قريبُ
يُحبكَ كمَا قدْ كانَ يَفْعَلُ إنَّهُ بَأمثالِها رَحبُ الذِراعِ أرِيبُ
كأنَّ أبَا المِغوارِ لمْ يُوفِ مَرقَباً إذَا رَبَأ القومَ الغزاةَ رقيبُ
ولمْ يَدعُ فتياناً كِراماً لِميسرٍ إذَا اشتدَّ مِنْ ريحِ الشتاءِ هُبوبُ
فإنِّي لباكِيهِ وإِنِّي لصادقٌ عليهِ وبعضُ الباكياتِ كذُوبُ
فتىً أريحيٌّ كانَ يهتزُّ بالندَى كمَا اهتَزَّ مِنْ ماءِ الحديدِ قضِيبُ

الصفحة : 6

وحدَّثتُماني أنَّما الموتُ في القُرَى فكيفَ وهَاتَا هضبَةٌ وقلِيبُ
وماءُ سماءٍ كانَ غيرَ مجمَّدٍ ببريَّةٍ تَجري عليْهِ جنوبُ
تَرى عَرَصاتِ الحيِّ تُمسي كأنَّها إذَا غابَ لَمْ يَحْلُلْ بِهِنَّ عريبُ
لَيَبْكِكَ سَمحٌ لمْ يجِدْ مَنْ يُعينُهُ وطَاوي الحَشَا ناءي المَزَار غَرِيبُ
تُرَوِّحُ تَزْهَاهُ صَباً مستطيفَةٌ بكلِّ ذُرى والمُستَرَادُ جَدِيبُ

قال
عريقة بن مُسافع العبسي
تقولُ سُليمَى مَا لِجسمِكَ شاحِباً كأنَّكَ يَحميكَ الشرابَ طبيبُ
فقلتُ ولمْ أَعي الجوابَ ولمْ أُلِحْ ولِلدَهرِ في صُمِّ السلامِ نصيبُ
تَتَابُعُ أحداثٍ تَخَرَّمْنَ إِخوَتي وشيَّبْنَ رأَسي والخُطُوبُ تُشيبُ
أََتى دونَ حُلوِ العيشِ حتَّى أمَرَّهُ نُكُوبٌ على آثارِهنَّ نُكُوبُ
لَعَمْري لَئِنْ كانتْ أصابَتْ مُصيبةٌ أَخي والمَنَايَا للرجالِ شَعُوبُ
أَخي كانَ يَكفيْني وكانَ يُعينُني على نائِباتِ الدهرِ حينَ تَنُوبُ
هَوَتْ أَمُّلهُ مَاذَا تَضمَّنَ قَبْرُهُ مِنَ الجُودِ والمعْروفِ حينَ يَنُوبُ
جَمُوعُ خلالِ الخيرِ مِنْ كُلِّ جانبٍ إذَا جاءَ جيّاءٌ بهنَّ ذَهُوبُ
مُفيدٌ مُلَقَّى الفائداتِ مُعوَّذٌ لِفعلِ النَدَى للمُعدَماتِ كَسُوبُ
فتىً لا يُبالي أنْ يكونَ بجِسمهِ إذَا نالَ خلَّلاتِ الكرامِ شُحُوبُ
غَنِينَا بخيرٍ حِقبةً ثمَّ جَلَّحَتْ علينَا التي كُلَّ الرجالِ تُصِيبُ
فأبقَتْ قليلاً ذَاهباً وتَجَهَّزتْ لآخرَ والراجِي الحياةَ كَذُوبُ
وأَعلمُ أنَّ الباقي الحيَّ مِنهُمَا إلى أجلٍ أقْصَى مَدَاهُ قَريبُ
فلوْ كانَ مَيتٌ يُفتدي لَفَدَيتُهُ بمَا لمْ تكُنْ عنْهُ النفوسُ تَطِيبُ
بعينيَّ أو يُمنَى يَدي وقيِلَ لي هوَ الغانمُ الجذلانُ حينَ يَؤوبُ
فإنْ تكُنِ الأيامُ أحسنَّ مرةً إلي فقَدْ عادَتْ لهُنَّ ذَنُوبُ
كثيرُ رَمادِ القِدرِ رَحبٌ فنَاؤُهُ إلى سندٍ لَمْ تَحتَجِبهُ غُيُوبُ
قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوُّهُ لهُ نبَطاً عِندَ الهَوانِ قَطوبُ
لقدْ أفسدَ الموتُ الحياةَ وقدْ أَتَى على يومِهِ عِلْقٌٌ إليَّ حَبيبُ
حَليمٌ إذَا مَا الحِلمُ زيَّن أَهلَهُ معَ الحلمِ في عينِ العدوِّ مَهِيبُ
إذَا مَا تَرَاآهُ الرجالُ تحفَّظُوا فلمْ تُنطَقِ العوراءُ وهوََقرِيبُ

قال
ضابئُ بن الحارِث بن أرطاةَ البُرجُميّ
فمنْ يكُ أمسَى بالمدينةِ رحلُهُ فإنِّي وقيَّاراً بهَا لغرِيبُ
فلا تَجزعَنْ قيّارُ من حبسِ ليلةٍ قضيَّةُ ما يُقضَى لنَا فَتؤُبُ
ومَا عاجلاتُ الطيرِ تُدنى مِنَ الفَتى رَشاداً ولا عَنْ ريثِهنَّ مَخِيبُ
ورُبَّ أمُورٍ لا تضِيرُكَ ضيرَةً وللقلبِ مِنْ مخشَاتِهِنَّ وَجيبُ
فلا خيرَ فيمنْ لا يُوطِّنُ نفسَهُ على نائباتِ الدهرِ حينَ تَنُوبُ
وفي الشكِّ تفرِيطٌ وفي الحزمِ قوةٌ ويُخطىءُ في الحدسِ الفَتى ويُصيبُ
ولستُ بمستبقٍٍ صدِيقاً ولا أَخَاً إذَا لمْ يَعُدَّ الشيءَ وهوَ يَريبُ

قال
خُفافُ بنُ نُدْبَة
طرَقَتْ أُسيماءُ الرحالَ ودُوننَا مِنْ فَيدِ غَيقَةَ ساعِدٌ وَكَثِيبُ
فالطودُ فالملكاتُ أصبحَ دونَها ففِراغُ قُدسَ فعمقُها فَخَشُوبُ

الصفحة : 7

فلئِنْ صرمْتِ الحبلَ يا ابنةَ مالكٍ والرأيُ فيهِ مُخطئٌ ومُصيبُ
فتَعلَّمي أَنّي امرؤٌ ذُو مرَّةٍ فيمَا ألمَّ مِنَ الخُطوبِ صَليبُ
أدعُ الدناءَةَ لا أُلابِسُ أَهلَها ولديَّ مِنْ كيسِ الزمانِ نَصيبُ
ومعبدٍ بيضُ القَطَا بجنُونهِ ومِنَ النواعجِ رِمَّةٌ وصَليبُ
نفّرْتُ آمِنَ طَيْرهِ وسباعهِ ببُغامِ مجذَامِ الرَوَاحِ جَنُوبِ
أُجُدٍ كانَ الرَحلَ فوقَ مُقلِّصٍ عاري النواهِقِِ لاحَهُ التَقريبُ
عَدَلَ النُهاقُ لِسانَهُ فكأنَّهُ لمَّا تخمَّطَ للشُّحَاجِ نَقيبُ
وَلقدْ هبطْتُ الغيثَ يرفعُ منكبِي طرفٌ كسَافِلَةِ القناةِ ذَنُوبُ
نَمِلٌ إذَا ضُفِزَ اللِجامَ كأنَّهُ رجُلٌ يُنوِّهُ باليدَينِ سَليبُ
حامٍ على دُبْرِ الشياهِ كأنَّهُ لوْ جدَّ يَسحَلُ تُربَهُ مَصُبوبُ
بردٌ تقَحَّمَهُ الدَبورُ مَرَاتباً مُلقَى ضَوَاحي بينهُنَّ لُهُوبُ
مُتطلِّعٌ بالكفِّ ينهضُ مُقدِماً مُتَتابِعٌ في جَريِهِ يَعبُوبُ
ربذُ الجنابِ إذَا تلأبَ رجلُهُ في وقعِهَا ولحاقِها تَجْنِيبُ

قال
دُرَيْد بن الصِمَّة
ومُردٍ عَلَى جُردٍ شَهِدْتُ طِرادَها قُبيلَ طُلُوعِ أو حينَ ذَرَّتِ
صَبحْتُهُمُ بيضاءَ يَبرُقُ بَيضُها إذَا نظرَتْ فِيها العيونُ ازمَهرَّتِ
ولمَّا رأيتُ الخيلَ رَهواً كأنَّها جَداوِلُ زرعٍ أُرسلَتْ فأسبَطرَّتِ
فجَاشَتْ على النفسُ أولَ وهلةٍ وَرُدَّتْ علَى مكرُوهِها فاستقرَّتِ
علامَ تقولُ الرُمحُ يُثقلُ عاتِقِي إذَا أنَا لمْ أطعُنْ إذ الخيلُ ولَّتِ
عقرْتُ جوادَ ابنْي دُريدٍ كليهِما ومَا أخَذَتْني في الخُتُونِة عِزَّتي
لَحَا اللُه جَرماً كلَّمَا ذَرَّ شارقٌ وجوهُ كلابٍ هارَرَتْ فازبَأرَّتِ
ظَلِلْتُ كأنَّي للرماحِ دريَّةٌ أُقاتِلُ عَنْ أبناءِ جَرْمٍ وفرَّتِ
فلمْ تُغنِ جرْمٌ نهْدَهَا إذْ تَلاقيَا ولكنَّ جَرماً في اللقاءِ ابذعرَّتِ
فلوْ أنَّ قومِي أنطقتِني رمَاحُهُمْ نطقتُ ولكِنَّ الرِماحَ أجرَّتِ

قال
عِلْبَاءُ بنُ أرِيم بن عَوْف
من بني بكر بن وايل
حلَّتْ تُماضرُ غَرْبَةً فاحتلَّتِ فَلجاً وأهلُكِ باللِوَى فالحِلَّةِ
وكأنَّمَا في العينِ حَبَّ قَرَنْفُلٍ أو سُنبُلاً كُحِلتْ بهِ فانهلَّتِ
زعَمَتْ تُماضِرُ أنَّني اِمَّا أمُتْ يَسْدُدْ اُبَيْنُوهَا الأصاغِرُ خَلَّتي
تَرَِبتْ يداكِ وهلْ رأيْتِ لقومِهِ مِثلي على يُسري وحينَ تعِلَّتي
يوماً إذَا مَا النائباتُ طرقنَنَا أكفي بمُعضِلةٍ وإنْ هي جَلَّتِ
ومُناخَ نازِلَةٍ كَفَيتُ وفارسٍ نَهِلَت قَناتي مِن مَطاهُ وَعَلَّتِ
وإذَا العَذَارَى بالدُخانِ تقنَّعتْ واستعجَلَتْ نَصْبَ القُدُورِ فَمَلَّتِ
درَّتْ بأرزاقِ العيالِ مغالِقٌ بيَدَيَّ مِنْ قَمَعِ العِشارِ الجِلَّةِ
ولقدْ رَأيْتُ ثَأي العشيرةِ بينَها وكفيْتُ جانِيَهَا اللَّتيَّا والَّتي
وصفحْتُ عنْ ذي جهلِها ورفدْتُهُ نُصحِي ولم يُصِبِ العشيرةَ زَلَّتي
وكفَيْتُ مَولايَ الأحَمَّ جريرَتي وحبَسْتُ سائِمَتي عَلى ذِي الخَلَّةِ

قال
عبْدُ الله بن جِنْح النُكْرِي
زعمَ الغَوانِي إنْ أردْنَ صريمَتي أنْ قدْ كبِرْتُ وأدبَرَتْ حاجَاتي

الصفحة : 8

وضحِكْنَ مِنِّي ساعةً وسألنَني مُذْ كمْ كذَا سنةً أخذْتُ قَناتِي
ما شبْتُ مِنْ كبرٍ ولكِنّي أمرؤٌ أغشَى الحروبَ ومَا تشِيبُ لِدَاتي
أحْمِي أُناسِي أنْ يُبَاحَ حريمُهُمْ وهمُ كذاكَ إذَا عُنِيتُ حُماتي
مِنْ معشرٍ يَأبَى الهوانَ أخوهُمُ شُمُّ الأنوفِ جَحَاجِحٌ ساداتِي
عَزُّوا وعزَّ بِعزِّهِمْ مِنْ جاوَروا وهُمُ الذُرَى وغَلاصِمُ الهاماتِ
إنْ يُطلَبُوا بجريرَةٍ يَنأَونَها أوْ يُطلبُوا لا يُدرَكُوا بِتِراتِ

قال
ابْنُ نَجاء التَيْمي
أنعتُهَا انِّي مِنْ نُعَّاتِها مُندَحَّةُ السَّراةِ رادِ فاتِها
مَكفُوَفةُ الأحفافِ مُحمرَّاتِها سابِغةُ الأذنابِ ذبّالاتِها
طوَتْ ليومِ الخِمسِ أسقياتِها غابِرَ مَا فيهَا على بُلاّتِها
كأنَّمَا نِيطَتْ إلى ضَرّاتِها مِنْ نَخرِ الطِلحِ مُجَوَّفاتِها
وأتَّقتِ الشَمسَ بجُمْجُمَاتِها تَمشي إلى رِوَاءِ عاطِنَاتِها
تَمشِّي العانِسِ في رَيْطاتِها

قال
شُعْبَةُ بن الغَرِيض اليهوديّ
ألا إنّي بَكَيتُ وقدْ بَقِيتُ وإنِّي لَنْ أعُودَ كمَا غَنِيتُ
فإنْ أودَي الشبابُ فلمْ أُضِعهُ ولمْ اتكَلْ عَلى أنِّي عَزِيتُ
إذَا مَا يَهتَدي حِلمي كَفانِي وأسئَلُ ذَا البيانِ إذَا عَيِيتُ
ولا الحي علَى الحَدَثانِ قوْمِي عَلى الحَدَثانِ ما تُبْنَى البُيُوتُ
أُيَاسِرُ معشري في كل امر بايسرِ ما رأيتُ وما أُريتُ
ودَارِي في مَحَلِّهِمِ ونَصرِي إذَا نزَلَ الألَدُّ المُستَمِيتُ
وأجتَنِبُ المَقارعِ حيثُ كانَتْ وأنزِلُ مَا هَوَيْتُ لمَا خَشِيتُ

قال
السمَوأَل
أخو شُعْبَة
نُطفَةً ما مُنيتُ يومَ مُنيتُ أُمِرَتْ أمرَها وفيْهَا رُبيتُ
كَنَّهَا اللهُ في مَكانٍ خفيٍّ وخفِيّ مَكَانُها لوْ خَفيتُ
أنَا مَيتٌ في ذاكَ ثُمَّتَ حيٌّ ثُمَّ بعدَ الحياةِ للبعثِ مَيتُ
إنَّ حِلمِي إذَا تغيَّبَ عَنِّي فاعْلَمي أنَّني كبيرٌ رُزِيتُ
فأجعلنْ رِزقَي الحلالَ منْ الكس بِ وبرَّاً سريَرتي مَا حَيِيتُ
ضِّيقُ الصدرِ بالخيانةِ لاينقُ صُ فَقري أَمانَتي ما بَقيتُ
رُبَّ شتمٍ سمعتُهُ فتصَامَم تُ وغَيٍّ تركتُهُ فكفِيتُ
ليتَ شعرِي وأشعرَنَّ إذا مَا قِيلَ أقرأ عُنوَانَهَا وقَرِيِتُ
أليْ الفضلُ أمْ عليَّ إذَا حُو سِبتُ إنِّي عَلى الحسابِ مُقيتُ
مَيتَ دهرٍ قدْ كنتُ ثُمَّ حَييتُ وحيَاتِي رهنٌ بأنْ سأمُوتُ
وأتَتني الأنباءُ أنِّي إذَا مَا مُتُّ أوْ رمَّ أعظُمِي مبعوثُ
هلْ أقُولَنْ إذَا تدارَكَ حِلمِي وتَدَاعَى عَلىَّ أنَّي دَهِيتُ
أبِفَضلٍ مِنَ المليكِ ونُعمَى أمْ بذنبٍ قَدَّّمْتُهُ فجُزِيتُ
ينفَعُ الطِيِّبُ القليلُ مِن الرِزْ قِ ولا ينفَعُ الكثيرُ الخَبِيثُ
وأتتنِي الأنباءُ عَنْ مُلكِ داوو دَ فَقَرَّتْ عينِي بِهِ ورَضيتُ
ليسَ يُعطي القَويُّ فضلاً مِنَ الرِزْ قِ ولا يُحرَمُ الضعيفُ الخَتِيتُ
بلْ لكُلٍّ مِنْ رِزقهِ مَا قَضَى اللهُ ولوْ حكَّ أنفَهُ المُستميتُ

قال
دَوْسَر بن ذُهَيْل القُريْعيّ
وقائلةٍ مَا بالُ دوسرَ بعدَنا صحَا قلبُهُ مِنْ آلِ ليلَى ومنْ هِنْدِ

الصفحة : 9

فإنْ تكُ أثوابي تمزَّقنَ لِلبِلى فإنِّي كَنصلِ السيفِ في خَلَقِ الغِمدِ
وإنْ يكُ شيبٌ قدْ عَلاني فربَّمَا أرَاني في ريعِ الشبابِ معَ المُردِ
طويلُ عُرَي السربالِ أغيدُ للصِّبا أكُفُّ على ذِفرَاي ذَا خُصلٍ جَعدِ
وحَنَّتْ قلُوصي منْ عَدانَ إلى نَجدٍ ولمْ يُنسِها أوطانَها قِدَمُ العَهدِ
وإنَّ الذي لاقيتُ في القَلبِ مثلُهُ إلى آلِ نجدٍ مِنْ غليلٍ ومنْ وَجدِ
إذَا شِئتُ لاقيتُ القِلاصَ ولا أَرَى لقومِي أبدالاً فيألَفُهمْ ودِّي
وأرمِي الذي يرمُونَ عنْ قَوسِ بغضةٍ وليسَ عَلى مَولاي جِدِّي ولا عَهدِي
إذَا مَا أمرؤٌ ولَّى عليَّ بِودِّهِ وأدبر لم يصدر بإدباره ودّي
ولم أتعذر من خلال تسوءه لما كان بأبى متلهف على عمد
وذي نخواتٍ طامجِ الرأسِ جاذبَتْ حبالى فرخَّي من علابيِّهِ مَدِّي

قال
أُحَيْحةُ بن الجُلاح
إذَا مَا جئتُها قدْ بِعْتَ عَذقاً تُعانِقُ أوْ تُقبِّلُ أو تُفدِّي
أهنْتُ المالَ في الشهواتِ حتَّى أصارَتْني أسِيفاً عبدَ عبدِ
فمنْ نالَ الغنَى فليَصْطَنِعهُ صَنيعتَهُ ويجهدْ كلَّ جهدِ
أُعلمُكُمْ وقدْ أرديْتُ نفسِي فمنْ أهدي سبيلَ الرُشدِ بَعدي

قال
عَوْف بن عَطِيَّة التيمي
سخِرَتْ فُطيمةُ إذْ رَأَتْني عارياً جِرزي إذَا لمْ تُخفهِ ما أرتَدي
بَصُرَتْ بفتيانٍ كانَّ صنيعَهُمْ جرذانُ رابيةٍ خلَتْ لمْ تصطَدِ
إمَا تَريني قدْ كَبِرْتُ وشفَّني وجعٌ يُقرِّبُ في المجالِسِ عُوًّدي
فلقدْ زجرتُ القِدّحَ إذْ هبَّتْ صَباً خرقاءُ تَقذِفُ بالحِصارِ المُسنَدِ
في الزاهِقاتِ وفي الحُمُولِ وفي الّتي أَبقت سناماً كالغَرِيّ المُجْسَدِ
فإذا قَمَرتُ اللَحمَ لم أنظر به نِيَّاً كَمَا هوَ ماءهُ شِرَقَ الغَدِ
وجرَى بأعراضِ البيوتِ وأهلِها وإلى مقامَةِ ذِي الغِنَى والمَحتِدِ
شَرَفٌ بهِ ماءُ السديفِ فأنْ يكُنْ لا شحمَ فيهِ فمَا استطعْنَا نَحشِدِ
وإذَا هوازِنُ جُمِّعُوا فتناشَدوا جنباتهم ألفيتني لَمْ أُنشَدِ

قال
دُرَيْد بن الصِمّة
َأَرَثَّ جَديدُ الحَبْلِ مِنْ أُمِّ معبدِ بعاقِبَةٍ وأخْلفَتْ كلَّ موْعِدِ
وبانَتْ ولَمْ أَحْمَدْ إليْكَ جِوارَنا ولَمْ تُرْجَ فينا رِدَّةُ اليَوْمِ أوْ غَدِ
أعاذِلَ إنَّ الُرزءَ في مثلِ خالدٍ ولا رُزءَ فيمَا أَهلكَ المرءُ عَنْ يدِ
وقلتُ لعارضٍ وأصحابِ عارضٍ ورهطِ بني السوداءِ والقومُ شُهَّدي
علانِيةً ظُنُّوا بألفَي مُدَجَّجٍ سراتهُمُ في الفارسيّ المُسرَّدِ
أمرتُهُمُ أمري بُمنعرجِ اللِوَى فلَمْ يستبينُوا الرُشدَ إلا ضُحى الغدِ
فلمَّا عصَوني كنْتُ منهُمْ وقد أرَى غوايتَهُمْ وأنَّني غيرُ مُهتَدِ
ومَا أنَا إلا من غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ غويْتُ وإنْ تَرشُدْ غزَّيَةُ أرشُدِ
وإنْ تُعقِبِ الأيامُ والدهرُ تعلمُوا بني قاربٍ أنَّا غِضابٌ لِمعبَدِ
تَنادَوا فقالُوا أردَتِ الخيلُ فارساً فقُلتُ أَعبدُ اللهِ ذلكمُ الرَدي
وإنْ يكُ عبدُ اللهِ خلَّى مَكانَهُ فمَا كانَ وَقافاً ولا طائشَ اليدِ
ولا برماً إذَا الرياحُ تناوحَتْ بِرطبِ العِضاةِ والضريعِ المُعَضَّدِ
كميشُ الإزارِ خارجٌ نصفُ ساقِهِ صبورٌ علَى العزَّاءِ طلاَّعُ أنجُدِ

الصفحة : 10

رئيسُ حروبٍ لايزالُ ربيئَةً مُشيحاً عَلى مُحقَوقَفِ الصُلبِ مُلْبِدِ
صُبورٌ على رُزءِ المصايبِ حافِظٌ من اليومِ إدبار الأحَاديثِ في غدِ
صَبا ما صَبا حتَّى عَلا الشيبُ رأسَهُ فلمَّا علاهُ قالَ للباطلِ أبْعَدِ
وهوَّنَ وجدي أنَّني لمْ أقُلْ لّهُ كذبتَ ولمْ أبخَلْ بمَا ملكَتْ يَدي
وكنْتُ كأَني واثقٌ بمُصَدَّرٍ يُمشِّي بأكنافِ الجُبيب فَمَحْتِدِ
غداةَ دعَاني والرماحُ ينُشنَهُ كوقعِ الصياصِي في النسيجِ المُمدَّدِ
وكنْتُ كذاتِ البَوِّ ريعَتْ فاقبلَتْ إلى جِذَمٍ من مَسكِ سقبٍ مُجلَّدِ
فطاعَنْتُ عنهُ الخَيلَ حتَّى تبدَّدَتْ وحتَّى عَلاني حالِكُ اللونِ أسوَدُ
طعانَ إمريءٍ آسَى أخاهُ بنفسِهِ وأعلَمُ أنَّ المرءَ غيرُ مُخلَّدِ
وهَوَّنَ وجدِي انَّمَا هوْ فارِطٌ أمَامي وأنَّي واردُ اليومِ أو غدِ
وغارةِ بينَ اليومِ والليلِ فلتةٍ تداركتُهَا ركضاً بسيدٍ عَمَرَّدِ
سليمِ الشظَاعَبِلِ الشوَى َشنجِ النَسَا طويلِ القرَا نهدٍ آسِيلِ المُقلَّدِ
ويُخرِجُ مِنهُ صرةُ القومِ مِصدَقاً وطوُلُ السُرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ

قال
خُفاف بنُ نُدْبَة
يا هِندُ يا أختَ بَني الصاردِ مَا أنَا بالباقِي وَلا الخالِدِ
إنْ اُمسِ لا أملكُ شيئاً فقدْ أملكُ أمرَ المِنسرِ الحاردِ
بالضَابعِ الضابطِ تقريبَهُ إذْ وَنَتِ الخيلُ وذِي الشاهدِ
عّبْلِ الذراعينِ سليمِ الشَّظَا كالسيدِ تحتَ القِرَّةِ الصارِدِ
يِطعنُ في المِسحَلِ حتَّى إذَا مَا بَلَغَ الفارسُ بالسّاعِدِ
حدَّ سبُوحاً غيرَ ذِي سقطةٍ مُستفرغٍ ميعتَهُ واعِدِ
يُصيدُكَ العيرَ بِرَفِّ النَّدا يَحفرُ في مُبتكِرِ الراعِدِِ
يُعقدُ في الجيدِ عليهِ الرُّقى منْ خيفَةِ الأنفُسِ والحاسِدِ

قال
مالِك بن نُوَيْرَة
إلا أكُنْ لاقيْتُ يومَ مُخطِّطٍ فقَدْ خبَّرَ الرُكبانُ مَا أتوَدَّدُ
أتانِي بنَقرِ الخُبرِ مَا قدْ لقيتُهُ رزينٌ وركبٌ حولَهُ مُتَصعِّدُ
يُهِلُّونَ عُمّاراً إذَا مَا تغوَّروا ولاقَوا قُرِيْشاً خبَّرُوهَا فأنجَدُوا
بأبناءِ حيّ مِنْ قبائِلِ مالكٍ وعمرِو بنِ يَربُوعٍ أقامُوا فاخلَدُوا
وردَّ عليِهمْ سرحَهُمْ حولَ دارهِمْ ضِناكاً ولمْ يستأنِفِ المُتَوَحِدُ
حُلُولٌ بفردوسِ الأيادِ واقبلَتْ سراةُ بني البَرشاءِ لمَّا تأَيَّدُوا
بالفينِ أو زادَ الخميسُ عليِهما ليَنتَزِعُوا عِرقاتِنا ثُمَّ يُرِعِدُوا
ثلثَ ليالٍ منْ سنامٍ كأنَّهمْ بريدٌ ولمْ يَثوُوا ولمْ يتزوَّدُوا
وكانَ لهُمْ في أهلهِمْ ونسائِهِمْ مبيتٌ ولمْ يدرُوا بِمَا يجدُلُ الغَدُ
فلمَّا رأوْا أدْنَى السِهامِ مُعَزَّباً نهاهُمْ فلمْ يلوُوا على النهْي أسودُ
وقالَ الرئيسُ الحوفزَانُ تلبَّبُوا بَني الحِصنِ إذْ شارَفتُمُ ثمَّ جدِّدوا
فما فتِئُوا حتَّى روانَا كأنَّنَا مِنْ الصُبحِ آذىٌ من البحرِ مزبِدُ
بملومةٍ شهباءَ يبرقُ خالُهَا ترى الشمسَ فيهَا حينَ ذرَّتْ تَوَقَّدُ
فَمَا برِحُوا حتَّى علتْهُمْ كتائبٌ إذَا لقيَتْ أقرانَهَا لا تُعرِّدُ

الصفحة : 11

ضمَمْنَا عليهِمْ طاقتيهِمْ بصائبٍ مِنْ الطعنِ حتَّى استأسَرُوا وتبدَّدوا
بسمرٍ كأشطانِ الجَرُورِ نواهِلٍ يجودُ بِها زَوُّ المنايَا ويقصِدُ
ترَى كلُّ صدقٍ زاعبيٍّ سِنانُهُ إذا بَلَّهُ الأنداءُ لا يتأوَّدُ
يقعنَ مَعاً فيهِمْ بأيدِي كُماتِنا كأنَّ المُنونَ للأسنَّةِ مَوعِدُ
تُدرُّ العُرُوقَ الآنياتِ ظُباتُها وقدْ سنَّها طَرّ ووقعٌ ومبرَدُ
فأقررتُ عينِي حينَ ظلُّوا كأنَّهُمْ ببطنِ الأيادِ خشْبُ آثلٍ مُسنَّدُ
صريعٌ عليهِ الطيرُ تنتِخُ عينَهُُ وآخرُ مكبولٌ يميلُ مُقيَّدُ
لَدُنْ غُدوةً حتَّى أتَى الليلُ دونهُمْ ولا تنتَهي عنْ مِلئِهَا مِنْهُمُ يدُ
فأصبحَ منهُمْ يومَ غِبِّ لقائِهِمْ بقيقاءَةِ البُردينِ فلٌّ مُطرَّدُ
إذا مَا أستبالُوا الخيلَ كانَتْ أكُفُّهُمْ وقائِعَ للأبوالِ والماءُ أبرَدُ
كأنَّهُمُ إذْ يعصرونَ فُظُوظَهَا بدجلَةَ أو فيضِ الخُريبةِ مورِدُ
وقدْ كانَ لأبنَي حوفزانَ كليهِمَا سُويدٍ وبِسطامٍ عَنْ الشرِّ مَقعَدُ

قال
المُرَقِّشُ الأصغَرُ
ألزِّقُّ مُلكٌ لمنْ كانَ لَهُ والملكُ منهُ طويلٌ وقصيرْ
مِنْها الصبوحُ الَّذي يترُكُنِي ليثَ عفرينَ والمالُ كثيرْ
فأوَّلَ الليلِ ليثٌ خادرٌ وأخرَ الليلِ ضبعانٌ عثُورْ
قاتلكَ اللهُ مِنْ مشرُوبَةٍ لوْ أنَّ ذا مِرَّةٍ عنكَ صَبُورْ

قال
ابنُ مَهديّ
قدْ كادَ يقتلُني أصمُّ مُرَقّشٌ من حُبِّ كلثمَ والخُطوبُ كثيرْ
حتَّى أصدَّ اللهُ عَنِّي رَأسَهُ واللهُ بالمرءِ المُضافِ بَصيرْ
خُلقتْ لَهازِمُهُ عرينَ ورأسُهُ كالقُرصِ فُلطحَ منْ طحينِ شَعيرْ
وكأنَّ شِدقَيهِ إذَا مَا أَقبَلا شِدقَا عجُوزٍ مضمَضَتْ لِطُهُورْ
ويُديرُ عَيناً لِلوِقاعِ كَأنَّها سمراءُ طاحتْ منْ نَفيضِ بريرْ

قال
أبو دُواد الإيادي
ودارٍ يقولُ لَهَا الرائدُو نَ ويلُ أمِّ دارِ الحُذاقيّ دارا
فلمَّا وضعْنَا بهَا بيتَنَا نتَجْنَا حُواراً وصِدْنَا حِمارا
وباتَ الظليمُ مكانَ المجَ نِّ تسمَعُ بالليلِ منْهُ عَرارا
وراحَ علينَا رِعاءُ لنَا فقالُوا رأينَا بهَجلٍ صِوارا
فبِتنَا عُراةً لدَي مُهرِنا نُنزِّعُ مِنْ شفتَيِهِ الصِفارا
وبِتنَا نُغرِّثُهُ باللجامِ نُريدُ بهِ قنصاً أو غِوارا
فلمَّا أضاءَتْ لنَا سُدفَةٌ ولاحَ منَ الصُبحِ خيرٌ أنارا
غدَونَا بهِ كسوارِ المُلو كِ مُضطِمراً حالِبَاهُ اضطِمارا
مَرُوحاً يجاذبُنَا في القيادِ تخالُ منْ القودِ فيهِ اقوِرارا
ضَرُوحَ الحماتَينِ سامي التَليلِ وثُوباً إذَا مَا انتَحَاهُ الحُبارَى
فلمَّا عَلا متْنَتيِهِ الغُلامُ وسكَّنَ مِنْ آلِهِ أنْ يُطارا
وَسُرِّحَ كالأجدَلِ الفارس يّ في إثرِ سربٍ أجدَّ النِفارا
فصادَ لنَا أكحَلَ المقلتي نِ فَحلاً وأُخرَى مهاةً نَوارا
وعادَى ثلاثاً فَخَرَّ السِنا نُ إمَّا نُضُولاً وإمَّا انكِسارا
أكُلَّ امرئٍ تحسبينَ امرءًا ونارٍ تُوقَّدُ بالليلِ نارا
قال مَقّاس العائِذِيّ لامرئ القيس الكلبي

الصفحة : 12

أَوْلى فَأَولى يا امرءَ القيسِ بعدَ مَا خَصَفْنَ بآثارِ المطيِّ الحَوَافِرا
فإنْ كنْتُ قدْ نجِيتَ مِنْ غمرَاتِهَا فلا تأتِيَنَّا بعدَها اليومَ سادِرا
تذكَّرْتِ الخيلُ الشعيرَ عشيَّةً وكُنَّا أُناساً يُعلِفُونَ الأيَاصِرا
فوَاللهُ لوْ أنَّ امرَءَ القيسِ لمْ يكُنْ بفلجٍ عَلى أنْ يسبِقَ الخيلَ قادِرا
لقاظَ أسيراً أوْ لعالَجَ طعنَةً تَرَى خلفَهُ منهَا رََشَاشَاً وقَاطِرا
فِدًى لأناسٍ ذكَّرُوهُمْ معيشَةً تَرَى للثَّريدِ الوَردِ فيهَا بَواخِرا
أجِئْتُمْ إلينَا في بقيَّةِ مالِنَا تُزَجُّونَ مِنْ جهلٍ إلينَا المَناكِرا

قال
عُرْوَةُ بن الوَرْد
أقِلِّي عَلَي اللومَ يَا ابنَةَ مُنذرٍ ونَامِي فإِنْ لمْ تشتَهِي النومَ فاسهَرِي
ذَرِينِي ونفسِي أُمَّ حَسَّانَ إنَّنِي بهَا قَبلَ ألا أمِلكَ البيعَ مُشتَرِي
أحاديثَ تبقَى وَالفَتَى غيرُ خالِدٍ إذَا هُوَ أمسَى هامَةً تَحتَ صَيِّرِ
تُجاوبُ أحجارَ الكِناسِ وتشتكِي إلَى كُلِّ مَعرُوفٍ تَرَاهُ ومُنكَرِ
ذَرِيني أُطَوِّفْ في البلادِ لعلَّنِي أُخَلِّيكِ أو أُغْنيكِ عَنْ سُوء مَحضَرِي
فإنْ فاز سهمٌ للمنيَّة لم أكن جزوعاً وهل من ذاك من مُتأخرِ
وإنْ فازَ سهمٌى كفَّكُمْ عَنْ مَقاعدٍ لَكُمْ خَلْفَ أدبارِ البُيوتِ ومَنْظَرِ
تقُولُ لكَ الويلاتُ هلْ أنتَ تارِكٌ ضُبُوءًا بِرَجلٍ تارةً وبِمنسرِ
ومُستَثبِتٌ في مالِكَ العامَ إنَّني أراكَ على أقتادِ صَرماءَ مُذْكِرِ
فجُوعٍ بهَا للصَّالحينَ مَزِلِّةٌ مَخُوفٍ ردَاهَا أنْ يُصيبكَ فاحذَرِ
أبَى الخفضَ مِنْ يَغْشاكِ مِنْ ذِي قرابَةٍ ومِنْ كُلِّ سوداءِ المعاصِمِ تَعتَرِي
ومُستهنِئٌ زيدٌ أبُوهُ فَلا أرَى لَهُ مَدْفَعاً فاقنَيْ حياءكِ واصبرِي
لحَا اللهُ صُعلُوكاً إذَا جنَّ ليلُةُ مُصَافي المُشَاشِ آلفاً كُلَّ مَجزَرِ
يعُدُّ الغِنَى مِنْ دهرِهِ كُلَّ ليلَةٍ أصابَ قِراهَا مِنْ صدِيقٍٍ مُيسَّرِ
قَليلَ الِتماسِ المالِ إلاّ لِنفسِهِ إذَا هوَ أضحَى كالعريشِ المُجَوَّرِ
ينَامُ عِشاءً ثمَّ يُصبِحُ قاعِداً يحُتُّ الحَصَى عَنْ جنبِهِ المُتَعفِّرِ
يُعينُ نساءَ الحيِّ مَا يستعِنَّهُ فيُضْحي طليحاً كالبعيرِ المُحَسَّرِ
وللهِ صُعلُوكٌ صفيحَةُ وجهِهِ كضوءِ شهابِ القابِسِ المُتَنوِّرِ
مُطلاًّ عَلى أَعْدَائِهِ يَزجُرُونَهُ بساحتِهِمْ زجرَ المنيحِ المُشَهَّرِ
وإنْ بَعُدُوا لا يَأمَنُونَ اقترابَهُ تَشَوُّفَ أهلِ الغائِبِ المُنْتَظَّرِ
فذلكَ إنْ يَلقَ المنيةَ يلقَها حَميداً وإنْ يستغْنِ يوماً فَأَجْدِرِ
أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وزيدٌ ولمْ أقُمْ عَلَى نَدَبٍ يوماً ولي نَفسُ مُخْطِرِ
سيُفْزِعُ بعدَ البأسِ مَنْ لاَيَخافُنَا كواسِعُ في أُخرَى السَّوَامِ المُنفَّرِ
نُطاعِنُ عَنْها أوَّلَ القومِ بالقَنَا وبيضٍ خِفافٍ وَقعُهُنَّ مُشَهَّرُ
ويوماً عَلَى غاراتِ نَجدٍ وأهِلِهَا ويَوماً بأرضٍ ذاتِ شثٍّ وعَرْعَرِ
يُنَاقِلنَ بالشُمطِ الكِرامِ إلى النُهَى نقابَ الحجازِ في السَريحِ المُسيَّرِ
يُريحُ علَى الَّليلُ أضيافَ ماجِدٍ كريِمٍ ومَالي سَارِحاً مالُ مُقْتِرِ

الصفحة : 13

قال
المُنَخَّلُ بن عامر
بن ربيعة بن عمرو اليَشْكُرِيّ
إنْ كُنْتِ عاذِلَتِي فَسيرِي نَحوَ العراقِ وَلا تَحُورِي
لا تَسأَلِي عن جُلِّ مَا لي وأنظُري حَسبِي وَخِيرِي
وإذَا الرياحُ تكمَّشَتْ بجوانِبِ البيتِ الكبيرِ
ألفيتَنِي هشَّ النَدَى تشريحَ قِدحِي أوْ شَجِيْرِي
وفوارسٍ كَأَوَارِ حَرِّ النَّارِ أحلاسِ الذُكُورِ
شدُّوا دوابرَ بَيضِهِمْ في كُلِّ مُحكَمَةِ القتيرِ
وأستلأموا وتلبَّبُوا إنَّ التلبٌّبَ للمغيرِ
وعَلَى الجيادِ المُسبَغَا تِ فوارسٌ مِثلُ الصُقُورِ
يخرجْنَ من خلَلِ الغُبا رِ يَجِفْنَ بالنَعَمِ الكَثيرِ
أقررْتُ عينِي مِنْ أُلا ئِكَ والكواعِبِ بالعَبِيرِ
يرفُلْنَ في المِسكِ الذك يِّ وصائِكٍ كَدَمِ النَحِيرِ
يعكُفْنَ مِثلَ أساوِدِ التَّنُّومِ لمْ تُعكَفْ لِزُورِ
ولقَدْ دخلْتُ عَلَى الفَتَا ة الخِدرَ في اليومِ المَطِيرِ
ألكاعِبِ الحسناءِ تَر فُلُ في الدمَقْسِ وفي الحريرِ
فدفعْتُهَا فتَدَافَعَتْ مَشي القطاةِ إلَى الغَديرِ
وعطَفْتُها فتَعَطَّفَتْ كتعطُّفِ الظَبي البهيرِ
فَدَنَتْ وقالتْ يَا مُنَ خِّلُ مَا بِجسمِكَ مِنْ حَرورِ
ما شَفَّ جِسْمي غيرُ حُ بِّكِ فإهدَئِي عَنِّي وَسيرِي
وأُحبُّهَا وتُحبُّنِي ويُحبُّ ناقَتَها بَعِيرِي
يا رُبِّ يومٍ للمُن خَّلِ قَدْ لَهَا فيهِ قَصيرِ
فإذَا أنتشيتُ فإنَّنِي رَبُّ الخورنقِ والسَديرِ
وإذَا صحوْتُ فإنَّني رَبُّ الشُويهةِ والبَعيرِ
ولقَدْ شربْتُ مِنْ المُدَا مَةِِ بالقليلِ وبالكثيرِ
يا هِندُ من لِمُتيَّمٍ يا هندُ لِلعاني الأسيرِ

قال
مُهلهِل بنُ َربيعَة
أليلَتَنَا بذِي حُسُمٍ أَنِيِري إذَا أنتِ أنقَضَيتِ فلا تَجُورِي
فإنْ يكُ بالذنائِبِ طالَ ليلِي فقدْ يُبكِي مِنَ اللَيْلِ القصيرِ
فلوْ نبشَ المقابِرُ عَنْ كُليبٍ فخُبِّرَ بالذنائِبِ أيُّ زِيِرِ
بيومِ الشعْثَمينِ لقرَّ عيناً وكيفَ لقاءُ مَنْ تحتَ القُبُورِ
فإنِّي قدْ تركْتُ بِوارداتٍ بُجيراً في دمٍ مثل ِ العبيرِ
وهمَّامِ بنَ مُرَّةَ قدْ تَركنَا عليهِ القشعَمانُ مِنَ النُسُورِ
وصبَّحنَا الوُخُوم بيومِ سوءٍ يُدافعنَ الأسِنَّةَ بالنُجُورِ
كانَّا غُدوَةً وبنِي أبِينَا بجَوفٍ عُنيزةٍ رَحَيا مُديرِ
فلَوْلا الريحُ أسمعَ أهلُ حِجرٍ صَليلَ البيضِ تُقْرَعُ بالذُكورِ

قال
أَعْشَى باهِلَة
واسمه عامر بن الحارث أحد بني وايل
وجَاشتِ النفسُ لمَّا جاءَ جمْعُهُمُ وراكبٌ جاءَ مَنْ تَثليثَ مُعتَمِرُ
يأبَى عَلَى الناسِ لا يَلوِي عَلَى أَحدٍ حتَّى ألتقيْنَا وكانَتْ دُونَنَا مُضَرُ
إنَّ الَّذي جئْتَ مِنْ تثليثَ تطلبُهُ منهُ السَماحُ ومنْهُ النهيُ والغِيَرُ
نُعيتُ مَنْ لا يَغِبُّ الحيُّ جفنَتَهُ إذَا الكواكِبُ أخطَأ نوءَها المطرُ
وَرَاحَتِ الشولُ مُغبرَّاً مبَاءَتَهَا شُعثاً تغيَّرَ منْهَا النيُّ والوَبَرُ
وأجحَرَ الكلبَ موضوعُ الصقيعِ بِهِ وألجَأَ الحيَّ من تَنفاحِهِِ الحُجَرُ

الصفحة : 14

عليهِ أوَّلُ زادِ القومِ إنْ نزَلُوا ثُمَّ المطيُّ إذا مَا أرمَلُوا جُزُرُ
لا تَأَمَنُ البازِلُ الكوماءُ ضَرْبتُهُ بالمشرَفيِّ إذَا مَا اخرَوَّطَ السفرُ
وتفزَعُ الشَولُ منهُ حينَ يفجَؤُهَا حتَّى تقطَّعَ في أعناقِها الجِرَرُ
لمْ ترَ أرضَ ولمْ يسمَعْ بهَا أَحَدٌ إلا بهَا مِنْ بَوَادي وَقعِهِ أَثَرُ
وليسَ فيهِ إذَا استنظرْتَهُ عَجَلٌ وليسَ فيهِ إذَا ياسَرْتَهُ عَسَرُ
إمَا يُصِبْكَ عَدُوٌّ في مُناوءةٍ يوماً فَقَدْ كنْتَ تَستَعلِي وتَنْتَصرُ
مَنْ ليسَ في خيرِهِ شرٌّ يُكْدِرُهُ عَلَى الصديقِ ولا في صَفوهِ كَدرُ
أخُو حُرُوبٍ ومَكسَابٌ إذَا عدِمُوا وفي المحافلِ منهُ الجدُّ والحذرُ
أَخُو رغائبَ يُعطيهَا ويُسألُهَا يأبَى الظُلامةَ منهُ النوفَلُ الزُفَرُ
لايَغمزُ الساقُ منْ أينَ ومنْ وَصَبٍ ولا يعَضُّ عَلَى شُرسُوفِةِ الصَفَرُ
لا يتَأَرَى لِمَا في القِدرِ يرقُبُهُ ولا يزالُ أمامَ القومِ يَقتَفِرُ
طاوِى المصيرِ عَلَى العزَّاءِ مُنصلِتٌ بالقومِ ليلَةَ لا مَاءٌ ولا شجرُ
مُهفهَفٌ أهضمُ الكشحينِ مُنخَرِقٌ عنهُ القميصُ لسيرِ الليلِ مُحتَقِرُ
لا يُصعِبُ الأمرَ إلا ريَثَ يَركَبُهُ وكُلَّ أَمرٍ سِوَى الفحشاءِ يأتَمِرُ
لا يَأَمَنُ الناسُ مُمسَاهُ ومُصبَحَهُ مِنْ كُلِّ فجٍّ إذَا لمْ يَغْزُ يُنتَظَرُ
تكفِيهِ حُزَّةُ فِلذٍ إنْ ألَمَّ بهَا مِنَ الشِواءِ ويُروِي شُربَهُ الغُمَرُ
كأنَّهُ بَعدَ صِدقِ القومِ أنفُسَهُمْ باليأسِ يلمَعُ مِنْ قُدّامِهِ البُشُرُ
لا يُعجِلُ القومَ أنْ تَغلي مَراجِلُهُمْ ويُدلُجِ الليلَ حتَّى يفسَحَ البصرُ
عِشنَا بذَلِكَ دهراً ثُمَّ فارَقَنا كذلكَ الرمحُ ذُو النَصليْنِ يَنكسِرُ
فإنْ جزِعنَا فقَدْ هدَّتْ مُصيبَتُنَا وإنْ صبَرْنَا فإنَّا معشَرٌ صُبُرُ

قال أعشى باهلة أيضاً
أَصبتَ في حَرَمٍٍ منَّا أخَا ثِقَةِ هِنْدُ بنَ اسماءَ لا يَهنِىءُ لكَ الظَفَرُ
أَمَا سلَكْتَ سبيلاً كُنْتَ سالِكَها فاذهَبْ فَلا يُبعدَنْكَ اللهُ مُنَتشِرُ
لوْ لمْ تخُنْهُ نُفيلٌ وهي خائِنًةٌ ألَمَّ بالقومِ وردٌ مِنْهُ أو صَدَرُ
وَرَّادُ حَربٍ شهابٌ يُستَضاءُ بهِ كَمَا يُضيءُ سوادَ الطَخيَةِ القَمَرُ

قال
أبُو الفَضْل الكِناني
ومُستلحِمٍ يَخشَى اللحاقَ وقدْ تَلَى بهِ مُبطيءٌ قدْ منَّهُ الجريُ فاتِرُ
ضَعيفُ القُوَى رَخوُ العِظامِ كأنَّهَا حِبالٌ نَضَتْهُ مُبْطئَاتٌ مَحامِرُ
فنَهنَهَتْ عنهُ القومَ حتَّى كأنَّمَا حَبا دُونَهُ ليثٌ بخَفَّانَ خادرُ
شتيمٌ أبُو شبلينِ أخضلَ متنَهُ مِنَ الدَجنِ يومٌ ذُوَ اهَاضيبَ ماطِرُ
يظَلُّ تُغَنِّيهِ الغرانيقُ فوقَهُ أباءٌ وغِيلٌ فَوقَهُ مُتَآصِرُ
مُحِبٌّ كأحبابِ السقيمِ ومَا بِهِ سِوى أسفٍ أَّلا يَرَى مَنْ يُشاورُ

قال
تأبَّط شرَّاً
وشِعبٍ كشلِّ الثوبِ شكسٍ طريقُهُ مُجامِعُ صَوحيْهِ نطاقٌ مُحاصِرُ
بِهِ مِنْ سيُولِ الصيفِ بيضٌ أقرَّهَا جُبارٌ لِصُمِّ الصَخرِ فيهِ قَراقِرُ
تبطَّنتُهُ بالقومِ لمْ يَهدِني لَهُ دليلٌ ولمْ يُثبِتْ لي النعتَ خابِرُ
بهِ سمَلاتٌ مِنْ مياهٍ قديمةٍ موَارِدُهَا مَا إنْ لهُنَّ مَصادرُ

قال

الصفحة : 15

العَبّاس بن مِرْداس
لأسماءَ رَسمٌ أصبحَ اليومَ دارِسا وأقفرَ مِنهَا رحرَحانَ فَراكِسا
فَجَنْبَي عَسيبٍ لا أرَى غيرَ ماثلٍ خلاءً منَ الآثارِ إَّلا الرَوامِسَا
لَيَالِي سَلمَى لا أرَى مِثلَ دَلِّها دَلالاً وَأُنسًا يُهبِطُ العُصمَ آنِسا
وأحسنَ عَهداً للمُلمِ ببيتِها ولا مَجلِساً فيهِ لِمِنْ كانَ جالِسا
تضوَّعَ منهَا المِسكُ حتَّى كأنَّما تُرجِّلُ بالرَيْحَانِ رَطباً ويَابساً
فدَعْها ولكِنْ قدْ أتَاهَا مُقادُنَا لأعدائِنَا نُزجِي الثِقالَ الكَوادِسا
بجَمْعٍ يريدُ ابنَىْ صحارٍ كلَيهمَا وآلَ زُبيدٍ مُخطِئاً ومُلامِساً
على قُلُصٍ نَعلُو بِهَا كُلَّ سَبْسَبٍ تَخالُ بِهِ الحرباءَ أشمَطَ جالِسا
سمَوْنا لَهُمْ سَبْعاً وعشرينَ ليلةً نَجُوبُ من الأعراضِ قَفْراً بَسابِسا
فبتنَا قُعُوداً في الحديدِ وأصبحُوا عَلَى الرُكباتِ يجْرُدُونَ الأيابِسا
فلَمْ أرَ مثلَ الحيِّ حيّاً مُصَبِّحاً ولا مِثلَنا لمَّا التقينَا فَوارِسا
أكرَّ أحمَى للحقيقَةِ مِنهُمُ وأضرَبَ منَّا بالسُيُوفِ القوانِسا
إذَا مَا شدَدْنَا شدَّةً نصَبُوا لهَا صُدُورَ المذَاكِي والرِماحَ المَداعِسَا
إذَا الخيلُ جالَتْ عن صرِيعٍ بكَرِّهَا عليهِمْ فمَا يَرْجِعنَ إلا عَوِابِسا
نُطَاعِنُ عَنْ أحسابِنَا برِمَاحِنا ونضرِبُهُمْ ضَرْبَ المُذيِدِ الخَوامِسا
وكنْتُ أمامَ القومِ أوَّلَ ضاربٍ وطاعَنْتُ إذْ كانَ الطِعانُ تَخالُسا
فكانَ شُهُودِي مَعبدٌ ومُخَارقٌ وبشرٌ ومَا استشْهَدَتُ إلا الأكائِسا
مَعي ابنَا صرِيمٍ دارعانِ كلاهُمَا وعُروةُ لولاهُمْ لقيتُ الدَهَارِسا
ومَارَسَ زيدٌ ثمَّّ أقصَرَ مُهرُهُ وحُقَّ لَهُ في مِثلِهَا أنْ يُمارِسا
وقُرَّةُ يحميِهمْ إذا مَا تبدَّدُوا ويَطعَنُهُمْ شَزراً فأَبْرحْتَ فَارِسا
ولوْ ماتَ منهُمْ من جَرَحْنَا لأصبحَتْ ضباعٌ بأكنافِ الأراكِ عَرَاِئسا
ولكنَّهُمْ في الفارسيِّ فلا يُرَى مِنَ القومِ إلا في المُضَاعَفِ لابِسا
فإنْ يقتُلُوا مِنَّا كريماً فإنَّنَا أبأنَا بهِ قتلاُ يُذِلُّ المعَاطِسا
قتَلْنَا بهِ في مُلتَقى الخيلِ خَمْسةً وقَاتِلَهُ زدنَا معَ الليلِ سادِسا
وكُنَّا إذَا مَا الحربُ شَّبتْ نَشُبُّهَا ونَضرِبُ فيهَا الأبلَخَ المُتَقَاعِسا
فأُبنَا وأَبْقَى طَعْنُنَا مِنْ رماحِنا مَطارِدَ خطِّيٍٍّ وحُمراً مَداعِسا
وجُرداً كأنَّ الأُسدَ فوقَ مُتُونِها مِنَ القَومِ مرءُوساً وآخَرَ رَائِسا

قال
عَمْرُو بن مَعدِيكَرِب
أعدَدْتُ للحربِ فَضْفاضَةً دِلاصاً تَثَنَّى عَلَى الراهِشِ
وأجرَدَ مُطَّرِداً كالرِشَاءِ وسيفَ سلامَةَ ذِي فائِشِ
وذاتَ عِدادٍ لَهَا أزمَلٌ بَرَتْهَا رُماةُ بَني وابِشِ
وكُلَّ نحيضٍ فتيقِ الغِرارِ عَزُوفٍ عَلَى ظُفُرِ الرائِشِ
وأجرَدَ ساطٍ كشاةِ الإرَا نِ ريعَ فعَنَّ عَلَى الناجِشِ
وآوَى إلَى فرعِ جُرثُومةٍ وعزَّ يَفُوتُ يَدَ الناهِشِ
تمتَّعتُ ذاكَ وكُنتُ امرءًا أصُدُّ عَنِ الخَلَقِ الفاحِشِ

قال
حُرْثان بن السَمَوأل
وهو ذو الإْصَبع العَدْواني
عَذِيرَ الحيّ مِنْ عَدْوا نَ كانُوا حَيَّةَ الأرضِ
بَغَى بعضُهُمْ بَعضاً فلَمْ يُرعُوا عَلَى بَعضِ

الصفحة : 16

ومنهُمْ كانَتِ السادَا تُ والمُوفُونَ بالقَرْضِ
ومِنهُمْ حَكَمٌ يَقضِي فَلا يَنقُضُ مَا يَقضي
ومنِهُمْ حامِلُ الناسِ علَى السُنَّةِ والفَرضِ

قال
مالِك بن حَريم الهَمْداني
جَزِعْتَ ولمْ تَجْزَعْ مِنَ الشَيْبِ مَجْزَعاً وقدْ فاتَ رِبْعيُّ الشَبابِ فَوَدَّعا
ولاح بياضٌ في سوادٍ كَأنهُ صِوارٌ بجوٍّ كانَ جدْباً فأمْرَعَا
وأقْبَلَ إخوانُ الصَفاءِ فأَوْضَعُوا إلى كلِّ أَحْوَى في المَقامةِ أفرَعا
تذكَّرْتُ سلْمى والرِكابُ كأنَّها قطاً واردٌ بيْنَ اللِفاظِ ولَعْلَعا
فَحدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّها أو خيالَها أَتَانَا عِشاءً حينَ قُمْنَا لنْهَجَعا
فقُلْتُ لَهَا بِيتِي لديْنا وَعَرِّسي ومَا طَرَقَتْ بعْدَ الرُقادِ لتَنْفَعا
مُنعَّمةٌ لمْ تلْقَ في العيْشِ تَرْحَةً ولَمْ تلْق بُؤْساً عنْدَ ذاكَ فتَجْزَعا
أهُمُّ بِهَا لمْ أقْضِ منْها لُبانَةً وكنْتُ بِها في سالف ِالدَهْرِ مُوزَعا
كأنَّ جنَا الكافورِ والمِسكِ خالصاً وبَرْدَ النَدَى الُأقْحُوَانَ المُنزَّعا
وقَلْتاً قَرَتْ فيهِ السحابَةُ ماءَها بأنْيابها والفارسيُّ المُشعشَعا
وإِنِّي لأسْتَحْيِ منَ المشْيِ أبْتَغي إلى غيْرِ ذي المَجْدِ المُوثَّلِ مطْمَعا
وَأكْزِِمُ نَفْسي عنْ أمورٍ كثيرةٍ حفاظاً وأَنْهى شُحَّها أنْ تطَلَّعا
وآخُذُ للْمَوْلى إذا ضيمَ حقَّهُ منَ الأَعْيَطِ الآبي إذا مَا تمَنَّعا
فإنْ يكُ شابَ الرأْسُ منِّي فإنَّني أتيْتُ علَى نَفْسي مناقِبَ أرْبَعا
فَواحِدةٌ ألاَّ أبيتَ بِغِرَّةٍ إِذا مَا سوَامُ الحيِّ حوْلي تصَوَّعا
وثانيةٌ ألاَّ أُصمِّتَ كلْبَنَا إذا نَزَلَ الاضْيافُ حِرْصاً لنودِعا
وثالِثَةٌ ألاَّ تُقَذِّعَ جارَتي إذا كانَ جارُ القومِ فيهم مُقذَّعا
ورابعةٌ ألاَّ أُخِجِّلَ قِدْرَنا على لَحْمِها حينَ الشتاءِ لِنشْبِعا
وأنِّي لاُعْدي الخيلَ تقْرَعَُ بِالقَنَا حِفاظاً على المَوْلَى الجَديرِ ليُمْنَعا

قال مالك بن حريم أيضاً
ويَلْقَى سَقيطاً منْ نِعالٍ كثيرةٍ إذا خَدَمُ الأَرْساغِ يوماً تقطَّعا
إذا ما بَعيرٌ قامَ عُلِّقَ رَحْلُهُ وإنْ هوَ أبْقَى الخَطْوَ صارَ مُقطَّعا
نريدُ بَني الخَفْيانِ إنَّ دماءَهُمْ شِفاءٌ ومَا والَى زُبيْدٌ وجمَّعا
يَقُودُ بأرْسانِ الجِيادِ سراتُنا ليَنْقَمْنَ وِتْراً أو ليَدْفَعْنَ مَدْفَعا
ترى المُهْرةَ الرَوْعاءَ تنفُضُ رَأْسها كَلالاً وأيْناً والكُمَيْتَ المُقرَّعا
وتخْلَعُ نَعْلَ العبْدِ منْ سوءِ قَوْدِهِ لكَيْما يكونَ العبْدُ للسهْلِ أَضْرَعا
وقدْ وعدوهُ عُقْبَةً فمَشى لها فما نالَهَا حتَّى رأى الصُبْحُ أدْرَعا
وأوْسَعْنَ عَقْيبْهِ دماءً فأصْبَحتْ أصابعُ رِجْليه رواعِفَ دُمَّعا
طلَعْنَ هضاباً ثمَّ عالَيْنَ قُبَّةً وجاوَزْنَ خيفاً ثم أسهَلْنَ بَلْقعا
ويَهْدي بي الخيْلَ المُغيرةَ نهدةٌ إذا ضرَبَتْ صابَتْ قوائِمَها معا
إذَا وقعَتْ إحدَى يدَيْهَا بثبرَةٍ تجاوَبَ أثناءُ الثلاثِ بِدَعْدَعا
فأصبحْنَ لَمْ يتركُنَ وِتْراً عَلِمنَهُ لِهمدانَ في سَعدٍ وأصبَحْنَ ظُلَّعا
مُقرِّبَةً آذيْتُهَا وأفتلَيتُهَا لِتَشهَدَ غُنْماً أو لِتَدفَعَ مَدْفَعَا

الصفحة : 17

تشكَّيْنَ مِنْ أعضادِها حِينَ مَشيِهَا أمِ القَضُّ مِنْ تَحْتِ الدَوابِرِ أَوْجَعَا
ومنَّا رئيسٌ يُسْتضاءُ بنورِهِ سناءً وحِلْماً فيهِ فاجتَمَعا معَا
وسارَعَ أقْوامٌ لمجْدٍ فقَصَّرُوا وقارَبَهَا زيدُ بنُ قيْسٍ فأسْرَعا
ولا يَسْأَلُ الضَيْفُ الغَريبُ إذا شَتَا بمَا زَجَرَتْ قِدْرِي لَهُ حينَ ودَّعا
فَإنْ يكُ غَثَّاً أوسَميناً فإننَّي سأجْعلُ عيْنَيْهِ لنَفْسهِ مَقْنَعا
إذا حلَّ قومي كنتُ أوْسطَ دارِهمْ وَِلا أبْتَغي عندَ الثنيَّةِ مطْلَعا

قال
يَزيْدُ بن الصَعِق
وأنتمْ بتَمْرينِ السياطِ وأنتُمُ يشَنُّ عليكُمْ بالفَنَا كُلُّ مَرْبَعِ
بَني أسدٍ ما تأْمُرُونَ بأمْرِكمْ إذا لَحقَتْ خيلٌ تثوبُ وتدَّعي

فأجابَهُ الأسديُّ
أعِبْتَ عَلَيْنا أنْ نُمرّنَ قِدَّنا وَمَنْ لايُمَرِّنْ قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ
فلا يُبْعِدِ الُله اليَمينَ الَّتي بِهَا بِرَأْسِكَ سيمَا الدَهْرِ مَا لَمْ تقنَّعِ

قال
الَأجْدَعُ بن مالك الهَمْدانِي
أسَأَلْتِني بِرَكاَئبٍ وَرِحَالِها ونَسيتِ قَتْلَ فَوارِسِ الأرْباعِ
والحارِثَ بنَ يزيدَ ويْحَكِ أعْولي حُلْواً شمَائلهُ رحيبَ الباعِ
ولَوَ أنَّني فوديتُهُ لَفَدَيتُهُ بأنامِلِي وأجَنَّهُ أضْلاعي
تلكَ الرَزيَّةُ لا رَكَائبُ أُسْلِمَتْ برِحالِها مشْدَودةِِ الَأنْساعِ
أبْلِغْ لديْكَ ابَا عُمَيْرٍ مُرْسلاً فلقدْ أنخْتَ بمَنْزلٍ جعجاعِ
ولقد قتلْنَا منْ بَنيكَ ثلْثَةً فلْتنْزِعنَّ وأنْتَ غيرُ مُطاعِ
تقْفو الجيادَ منَ البيوتِ ومنْ يَبِعْ فرساً فليْسَ جوادُنا بمباعِ
إن الفوارِسَ قدْ علمتْ مكانَهُمْ فأنعَقْ بشَاتِكَ نَحْوَ أَهْلِ رِدَاعِ
حيّانِ منْ قوْمي ومِنْ أعدائِهِمْ خفَضوا أسنَّتَهُم فكلُّ ناعِ
والخيلُ تنْزو في الأعِنَّةِ بيْنَهُمْ نَزْوَ الظِباءِ تُحُوِّشَتْ بِالقاعِِ

قالت
سُعدَى بنت الشَمَردَل الجهنية
أمنَ الحوادِثِ والمَنونِ أروَّعُ وأبيتُ ليْلي كلَّهُ لاأهجَعُ
وأبيتُ مُخْليَةً أُبكّي أسعداً ولِمثْلِهِ تبْكي العيونُ وتهْمعُ
وتبيَّنُ العيْنُ الطليحةُ أنَّهَا تبْكي من الجزَعِ الدخيلِ وتدمَعُ
ولَقَدْ بدا لي قبلُ فيما قدْ مضى وعلمْتُ ذاكَ لوَ أنَّ علْماً ينفعُ
أنَّ الحوادثَ والمَنونَ كليهِما لا يُعْتِبانِ ولوْ بَكى منْ يجزَعُ
ولقدْ علمْتُ بأنَّ كلَّ مؤَخَّرٍ يوماً سبيلَ الأَوَّلينَ سيتْبَعُ
ولقدْ علمتُ لوَ أنَّ علْماً نافعٌ أنْ كُلُّ حيٍّ ذاهبٌ فمودِّعُ
أفليْسَ فيمنْ قدْ مضى لي عِبْرةٌ هلَكوا وقدْ أيقَنْتُ أنْ لَنْ يرجعُوا
ويْلُ أمِّ قتْلي بالرِصافِ لوَ أنَّهم بلَغُوا الرَجاءَ لِقَوْمِهمْ أوْ مُتِّعوا
كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى كانوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا
فلْتَبْكِ أَسْعَدَ فتْيةٌ بسَباسبٍ أقْوَوْا وأصبحَ زادهُمْ يتمرَّعُ
جادَ أبنُ مجْدعةَ الكميُّ بنفسِهِ ولقدْ يرَى أنَّ المَكَرَّ لأشْنَعُ
وَيْلُمِّهِ رجلاً يليذُ بظهرهِ إبلاً ونسَّألُ الفَيافي أرْوَعُ
يردُ المياهَ حضيرَةً ونفيضَةً ورْدَ القَطاةِ إذا أسْمَأَلَّ التُبَّعُ

الصفحة : 18

وبهِ إلى أخرى الصحابِ تلفُّتٌ وبهِ إلى المكروبِ جرْيٌ زَعْزَعُ
ويكبِّرُ القِدْحَ العنودَ ويَعْتَلي بأُلَي الصحابِ إذا أصابَ الوعْوعُ
سبَّاقُ عاديَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ومقاتلٌ بطلٌ ودَاعٍ مِسْقَعُ
ذهبَتْ بهِ بَهْزٌ فأصبحَ جدُّها يعْلو وأصْبحَ جدُّ قومِي يخْشَعُ
أجعَلْتَ أسْعَدَ للرماحِ دريَّةً هبِلَتْكَ أمُّكَ أيَّ جرْدٍ ترْقَعُ
يا مُطعمَ الركْبِ الجياعِ إذا همُ حثُّوا المطيَّ إلى العلَى وتسرَّعوا
وتجاهَدُوا سيْراً فبعْضُ مطِيِّهمْ حسْرى مخَلِّفةٌ وبعْضٌ ظُلَّعُ
جوّابُ أوديةٍ بغيرِ صحابةٍ كشَّافُ داريِّ الظلامِ مشيَّعُ
هذا على إثْرِ الَّذي هوّ قبْلهُ وهوَ المنايَا والسبيلُ المهْيَعُ
هذا اليقينُ فكيفَ أنسَى فقدَهُ إنْ رابَ دهرٌ أوْ نَبا بِيَ مضجعُ
إنْ تأتِهِ بعدَ الهُدوِّ لحاجةٍ تدعو يُجبْكَ لها نجيبٌ أرْوَعُ
متحلِّبُ الكفَّيْنِ أمْيثُ بارِعٌ أنقٌ طُوالُ الساعديْنِ سميْدَعُ
سمْحٌ إذا ما الشَوْلُ حارَدَ رسْلُها واسْتَرْوحَ المرَقَ النساءُ الجوَّعُ
منْ بعدَ أسعدَ إذْ فُجِعْتُ بيَوْمِهِ والموتُ ممَّا قد يريبُ و يفْجعُ
فوَددْتُ لوْ قُبِلَتْ بأسْعدَ فديةٌ ممَّا يضنُّ بهِ المُصابُ الموجَعُ
غادرتْهُ يومَ الرصافِ مجدَّلاً خبَرٌ لعمْرُكَ يومَ ذلكْ أشْنَعُ

قال
مُشَعَّث
وهو رجل من بني عامر
باصْرٍ يتَّرِكْني الحيُّ يوْماً رهينَةَ دراهمْ وهُمُ سِراعُ
تمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إنَّ شيئاً سبَقْتَ بهِ الوفاةَ هوَ المَتاعُ
وجاءَتْ جيأَلٌ وأبُو أَبيها أحمُّ المأْقيَيْنِ بهِ خُماعُ
فظلاّا ينْشِبانِ التُرْبَ عَنِّي وما أنَا ويْبِ غيْرِكَ والسَماعُ

قال
عَمْرُو بن معْدِيكَرِب
أمنْ ريحانَةَ الداعِي السَميْعُ يُؤَّرِّقُنِي وأَصحَابِي هُجُوعُ
يُنادي مِنْ براقِشَ أو معينٍ فأَسمَعَ وأتلأبَّ بِنَا مَلِيعُ
وقَدْ جاوزْنَ مِنْ غُمْدانَ داراً لأبِوالِ البغالِ بهَا وَقيعُ
ورُبَّ مُحرِّشٍ في جَنْبِ سَلْمَى يَعُلُّ بعينيِها عِنْدِي شَفِيعُ
كانَّ الأثمِدَ الحارِيَّ فِيها يُسَفُّ بحيثُ تَبتَدِرُ الدُمُوعُ
وأبكارٍ لَهَوْتُ بهِنَّ حِيناً نَواعِمَ في أسِرَّتِهَا الرُدُوعُ
أُمَشّي حَوْلَها وأطُرفُ فِيها وتُعجِبُني المَحاجرُ والفُرُوعُ
إذَا يَضحكْنَ أو يبسِمنَ يَوماً ترَى بَرَداً ألحَّ بهِ الصَقِيعُ
كأنَّ عَلَى عوارضِهِنَّ راحاً يُفَضُّ عليهِ رُمَّانٌ يَنيعُ
تَرَاها الدَهْرَ مُقتِرةً كِباءً وتَقْدَحُ صَحْفةً فيهَا نَقِيعُ
وصِبغُ ثيابِها في زَعفَرانٍ بجُدَّتِها كَمَا أحْمَرَّ النَجِيعُ
وقدْ عَجبَتْ أُمامَةُ أنْ رَأَتني تَفَرَّغَ لِمَّتي شَيبٌ فَظيعُ
وقدْ أغدُو يُدافعُني سَبُوحٌ شَديدٌ أسرُهُ نَقَمٌ سريعُ
وأحمِرَةُ الهَجيرَةِ كُلُّ يومٍ يَضُوعُ جِحاشَهُنَّ بمَا يُضيعُ
فأرسَلنَا رَبيئَتَنَا فَأَوفَى فقالَ ألا ألا خَمسٌ رُتُوعُ
ربَاعيَةٌ وقارِحُهَا وجَحشٌ وهادِيَةٌ وَتاليةٌ زَمُوعُ
فنَادَانَا أنَكْمُنُ أو نُبادي فلمَّا مسَّ حالبَهُ القطيعُ

الصفحة : 19

أزَنَّ عشيَّهُ فأستعجَلَتْهُ قوائمُ كُلُّها رَبذٌ سَطُوعُ
فَأوْفَى عندَ أقْصاهُنَّ شَخصٌ يَلُوحُ كأنَّهُ سَيفٌ صَنيِعُ
ترَاهُ حينَ يَعثُرُ في دماءٍ كمَا يمشِي بأقدُحِهِ الخَليعُ
أَشَاب الرَأسَ أيامٌ طوالٌ وهمٌ ما تُبَلّعُهُ الضُلُوعُ
وسوقُ كتيبةٍ دلفَتْ لُأخرَى كأنَّ زُهاءَهَا رأسٌ صَليعُ
د نَتْ وأستأجرَ الأوغالُ عنهَا وخّلى بينَهُمْ إلا الوَريعُ
فِدًى لَهُمُ معاً عميّ وخَالي وشَرْخُ شبابِهمِْ إنْ لَمْ يُضيعُوا
وأسنادُ الأسنَّةِ نحوَ نحرِي وهزُّ المَشرَفيَّةِ والوقُوعُ
فإنْ تَنُبِ النوائبُ آلَ عُصْمٍ ترَى حكَماتِهِمْ فيهَا رُقُوعُ
إذَا لَمْ تستطِعْ شيئاً فدَعْهُ وجاوِزْهُ إلى مَا تَستَطِيعُ
وصِلْهُ بالزِماعِ فكُلُّ أمرٍ سَمَا لَكَ أو سُموْتَ لهُ وَلُوعُ
فكَمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلَمى قليلِ الأُنسِ ليسَ بهِ كَتيعُ
بهِ السِرْحانُ مُفترِشاً يديهِ كأنَّ بياضَ لبَّتِهِ الصَدِيعُ
وأرضٍ قَدْ قطعْتُ بهَا الهَوَاهِي مِنْ الجِنَّانِ سَربَخُهَا مَلِيعُ
تَراجِيف المَطِيّ بحافَتَيْهِ كأنَّ عِظامَهَا الرُخمُ الوُقُوعُ
لعمرُكَ ما ثَلاثٌ حائِماتٌ عَلَى رُبَعٍ يَرْعنَ ومَا يَريعُ
ونابٌ مَا يَعيشُ لَهَا حُوارٌ شدِيدُ الظَعنِ مِثْكالٌ جَزُرعُ
سدِ يسٌ نضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ تحرَّى في الحنينِ وتستلِيعُ
بأوجَعَ لوعَةً منِّي ووَجداً غَداةَ تحمَّلَ الأنسُ الجَمِيعُ
فإمَّا كنْتِ سائلَةً بِمَهْري فَمَهْرِي إنْ سألْتِ بهِ الرَفيعُ

قال
قَيْس بن الخَطِيم
رَدَّ الخليطُ الجِمالَ فانصَرَفُوا ماذَا عليَهِمْ لوْ أنَّهُمْ وقَفُوا
لوْ وقَفُوا ساعةً نُسَائِلُهُمْ ريثَ يُضَحِّي جِمالَهُ السَلَفُ
فيهِمْ لعُوبُ العشاءِ آنِسِةُ الدَدِلِّ عَرُوبٌ يَسُوءُهَا الخَلَفُ
بينَ شُكُولِ النساءِ خِلْفَتُهَا قَصدٌ فَلا جِبِلةٌ وَلا قَضَفُ
تغتَرِقُ الطَرْفَ وهي لاهيةٌ كأَنَّمَا شَفَّ وَجْهَها نَزَفُ
قضَى لهَا اللهُ حِيْنَ صَوَّرَها الخالِقُ ألاّ يُكِنَّهَا سَدَفُ
تَنامُ عَنْ كِبْرِ شأنِهَا فإذَا قامَتْ رُويْداً تكَادُ تَنْغَرِفُ
حَوراءُ جيداءُ يُستَضاءُ بهَا كأنَّهَا خُوظُ بانَةٍ قَصِفُ
تمشِي كَمَشْي الزهراءِ في دَمِثِ الرَمْلِ إلي السَهلِ دُونَهُ الجُرُفُ
ولا يَغِثُّ الحديثُ مَا نطقَتْ وهوَ بَفِيهَا ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ
تخْزُنُهُ وهوَ مُشتَهىً حَسَنٌ وهوَ إذَا مَا تَكَلَّمَتْ أُنُفُ
كأنَّ لبَّاتِها تضمَّنُهَا هَزْلَى جَرادٍ أجوازَهُ خُلُفُ
كأنَّها دُرَّةُ أحاطَ بهَا الغوَّاصُ يَجْلُو عنْ وجهِهَا صَدفُ
يا رَبِّ لا تُبْعِدَنْ ديارَ بَنِي عُذ رَةَ حَيثُ انصرفْتِ وانصَرَفُوا
واللهِ ذِي المسجِدِ الحَرامِ ومَا جُلِّلَ مِنْ يُمنةٍ لهَا خُنُفُ
إنِّي لأهواكِ غيرَ كاذ بَةٍ قدْ شَفَّ منِّي الأحشاءُ والشَغَفُ
بلْ ليتَ أَهْلي وأهلَ أثلَةَ في دارٍ قريبٍ مِنْ حيثُ يُخْتَلفُ
هيهاتَ مِنْ أهلُهُ بيثربَ قدْ أَمْسَى ومِنْ دُونَ أهلِهِ سَرِفُ

الصفحة : 20

أبلِغْ بَني جَحْجَبَى وقَومَهُمُ خَطْمَةُ أنَّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ
وأنَّنَا دُونَ مَا يَسُوءهُمُ الأعداءُ مِنْ ضَيمِ خُطَّةٍ ٍنُكُفُ
إنَّا ولوْ قَدّمُوا الَّذي عَلِمُوا أكبادُنَا مِنْ وَرَائِهِمْ تَجِفُ
نَفْلِي بحَدِّ الصَفِيحِ هامَهُمُ وَفَلْيُ نَا هامَهُمْ بهَا عُنُفُ
لمَّا بَدَتْ غُد وَةً وجُوهُهُمُ حَنَّتْ إلينَا الأرْحامُ وَالصُحُفُ
لنَا بآجامِنَا وحوزَتِنَا بينَ ذُرَاهَا مَخَازِفٌ دُلُفُ
يَذُبُّ عَنْهُنَّ ساهِرٌ مَصعٌ سُودَ الغَوَاشِي كأنَّهَا غُرَفُ
كَفِيلُنَا للمُقَدِّمينَ قِفُوا عَنْ شَأوِكُمْ والحِرابُ تَخْتَلِفُ
يَتبَعُ آثارَهَا إذَا اخْتُلَجَتْ سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تَكفُ

قال
المُمَزِّق العَبْديّ
أرِقْتُ فَلَمْ تَخْدَعْ بِعَينيَّ سِنَةٌ ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بَدَّ يَأَرَقِ
تَبيْتُ الهمُومُ الطارِقَاتُ يَعُدْنَنِي كمَا تَعْتَري الأهوالُ رَأسَ المُطَلَّقِِ
ونَاجِيةٍ عَدَّيْتُ مِنْ عِنْدِ ماجِدٍ إلَى واحِدٍ مِنْ غيرِ سُخطٍ مُفَرقِ
ترَاأى وتَرأى عنْدَ مَعقِدِ غَرزِهَا تَهاويِلَ مِنْ أَجلادِ هِرٍّ مُعَلَّقِِ
كأنَّ حَصَى المَعزاءِ عندَ فُروجِها نوادِي رَحاً رضّاحَةٍٍ لمْ تُدَقَّقِ
كأنَّ نضِيحَ البولِ من قَبلِ حاذِها مَلاثُ عَرُوسٍ أوْ ملاذِعُ أزرَقِ
وقدْ ضَمُرَتْ حتَّى التَقَى مِنْ نُسُوعِهَاعَرَى ذِي ثَلاثٍ لمْ تَكُنْ قَبلُ تَلْتَقِي
وقدْ تَخِذَتْ رجلِي لَدَى جَنْبِ غَرزِهَا نَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
أُنيخَتْ بِجوٍّ يَصرُخُ الدِيكُ عِندَهَا وباتَتْ بِقاعٍٍكادئِ النبتِ سَمْلَقِ
تناخ طليعاً ما تراع من الشذا ولو ظل في أوصالها العل يرتقي
ترُوحُ وتَغدُو مَا يُحَلُّ وضِيُنهَا إليكَ ابنَ مَاءِ المُزنِ وابنَ مُحَرِّقِ
عَلُوتُمْ ملُوكَ الناسِ في المجدِ والتُقَى وغَرْبُ نَداً مِنْ عُروَةِ الغزِّ يَستَقِي
وأنْتَ عمُودُ الدِينِ مهمَا تَقُلْ يُقَلْ ومهمَا تضَعْ مِنْ باطِلٍ لايُلَحَّقِ
وإنْ يجْيُبُوا تَشجُعْ وإنْ يبخَلُوا تَجُدْ وإنْ يَخرُقُوا بالأمرِ تَفضُلْ وَتْفُرقِ
أحَقاً أبيْتَ اللَعْنَ أنَّ ابنَ فَرْتَنَا عَلَى غَيْرِ إجرامٍ بِريقِي مُشرِّقِي
فإنْ كُنْتُ مَأكُولاً فكُنْ خيرَ آكِلٍ وإلا فَأدرِكْنِي ولمَّا أُمَزَّقِ
أكلّفْتَني أدواءَ قومٍ تركْتُهُمْ وإلا تَدارَكْنِي مِنَ البحرِ أغْرَقِ
فإنْ يُتهِمُوا أنْجِدْ خِلافاً عليهِمُ وإنْ يُعمِنُوا مُستَحقِبي الحربِ أعْرَقِ
فلا أنَا مَولاُهْم ولا في صحيفةٍ كَفَلْتُ عليهِمْ والكفالةُ تَعْتَقِي
وظَنِّي بهِ ألَّا يُكَدِّرَ نِعمَةً ولا يَقِلبَ الأعداءَ مِنْهُ بمَعبَقِِ

وقال
خُفَاف بن نُدْبَة
ألَا طَرَقَتْ أسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ وأنَّي إذَا حَلَّتْ بنَجرانَ نلتَقِي
سَرَتْ كُلَّ وادٍ دُونَ رَهوَةَ دافِعٍ وجَلدانَ أو كرم ٍبليَّةَ مُحدِقِ
تجاوَزَتْ الأعراضَ حتَّى توسّنَتْ وسادِي ببابٍ دُونَ جِلْدانَ مُغلَقِ
بِغُرِّ الثنايَا خُيِّفَ الظَلْمُ بَينَهَا وسُنَّةِ رئمٍٍ بالجُنَينَةِ مُؤنقِ
ولمْ أرهَا إلا تعِلَّةَ ساعَةٍ عَلَى ساجرٍ أو نظرةً بالمُشَرَّقِ

الصفحة : 21

وحيثُ الجميعُ الحاسِبونَ براكِسٍ وكانَ المُحاقُ موعِداً للتَّفَرُّقِ
بِوَجٍّ ومَا بَالِي بِوَجٍّ وبَالُها وَمَنْ يَلْقَ يَوماً جِدَّةَ الحُبِ يُخْلِقِِ
وأبدَي شُهُورُ الحجِّ مِنْهَا مَحَاسِناً ووَجْهاً متَى يَحْلُلْ لهُ الطِيبُ يُشْرِقِ
فإمَّا تَرينِي أقصَر اليومَ باطِلِي ولاحَ بياضُ الشيبِ في كُلِّ مَفرِقِي
وزايَلَني ريقُ الشبابِ وطَلُّهُ وبُدِّلتُ مِنهُ سَحقَ آخَرَ مُخلَقِ
فعثرَةَ مولاً قدْ نعشتُ وأُسرةٍ كِرامٍ وأبطالٍ لدَي كُلِّ مَأزِقِ
وحرَّةَ صادٍ قدْ نَضَحْتُ بِشَرْبَةٍ وقدْ ذَمَّ قَبلِي ليلَ آخرَ مُطْرِقِ
ونهبٍ كجُمَّاعِ الثُرَيَّا حوَيْتُهُ عِشاشٍ بِمنجاةِ القوائمِ خيفَقِِ
ومعشوقَةٍ طلقْتُها بمُرشَّةٍٍ لهَا سَنَنٌ كالا تْحمِيّ المُخرَّقِ
فباتَتْ سِليباً من أُناسٍ تُحبُّهُمْ كَئيباً ولوْلا طعنَتي لمْ تُطَلَّقِِ
وخيلٍ تَعَادَى لا هَوَادَةَ بينهَا شهِدتُ بمد لُوكِ المَعَاقمِ مُحْنَقِ
طويلٍ عُظَامٍ غيرِ حافٍ نمَا بِهِ سليمُ الشَظَا في مُكرَباتِ المُطَبَّقِِ
بصيرٍ بأطرافِ الحِدابِ مُقلصٍ نبيلٍ يُساوى بالطِّرافِ المُرَوَّقِ
إذَا مَا استحمَّتْ أرضُهُ مِن سَمَائِهِ جَرَى وَهْوَ مودُوعٌ وواعِدُ مِصْدَقِ
ومدَّ الشِمالُ طَعنَهُ في عِنانِهِ وباعَ كبوعِ الشادِنِ المُتَطَلِّقِ

قال أيضاً
ومَرقَبَةٍ يزِلُّ عنهَا حمامُها نَعامَتُهَا مَنْها بِضاحٍٍ مُزَلَّقِ
تَبِيتُ عِتاقُ الطيرِ في رقَبَاتِها كطُرَّةِ بيتِ الفارسيِّ المُعلَّقِِ
ربأتُ وَحُرْجُوجٍ جَهَدْتُ رَوَاحَها عَلَى لاحب ٍمِثِلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِِ
تَبِيتُ إلي عِدٍّ تَقادَمَ عَهدُهُ فَطَبَّقَهُ حَرُّ النهارِ بَغَلفَقِِ
كأنَّ محافيَر السباعِ حياضُهُ لتعريِسِهَا جَنْبَ الإزاءِ المُمَزَّقِ
مُعرَّس ركبٍ قافِلينَ بصرَّةٍ صرادٍ إذَا مَا نارُهُمْ لمْ تُحَرَّقِ
فدعْ ذَا ولكنْ هلْ تَرَى ضوءَ بارقٍ يُضيءُ حبيّاًّ في ذُرَى مُتألِّقِِ
علاَ الأكمَ منهُ وابلٌ بعدَ وابلٍ فقدْ أرْهَقَتْ قِيعانُهُ كُلَّ مُرهَقِِ
يجُرُّ بأكتافٍ البحارٍ إلى المَلا رباباً لهُ مثلَ النَعَامِ المُعَلَّقِ
إذَا قُلتَ تَزهاهُ الرياحُ د نَا لَهُ ربابٌ لهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِِ
كأنَّ الحُداةَ والمشايعَ وسْطُهُ وعُوذاً مطافِيلاً بأمعَزَ مَشْرُقِ
أسالَ سَفاً يعلُو العضاةَ غُثَاؤُهُ يُصفِّقُ في قيعانِها كُلَّ مَصفَقِِ
فجادَ شَرورَي فالستارَ فأصبحَتْ يَعَارُ لَهُ والوديانِ بمودِقِ
كأنَّ الضبابَ بالصَحَارَى عَشيَّةً رجالٌ دعَاهَا مُستضِيفٌ لِمْوسِقِِ
لهُ حدَبٌ يستخرِجُ الذئبَ كارِهاً يُمِرُّ غُثَاءً تحتَ غارٍ مُطَبَّقِِ
يشُقُّ الحِدابَ بالصحَارَى وينتَحي فِراخَ العُقابِ بالحِقاءِ المُحَلِّقِِ

قال
سلامَةُ بنُ جَنْدَل
لِمَنْ طَلَلٌ مِثلُ الكتابِ المُنمَّقِ خَلا عهدُهُ بينَ الصُليبِ فَمُطْرِقِ
أكَبَّ عليهِ كاتبٌ بدواتِهِ وحادِثُهُ في حِدَّةِ العينِ مُهرقُ
لأسماءَ إذْ تهوَى وصالَكَ إنَّها كَذِي جُدَّةٍٍ مِنْ وحشِ صاحَةَ مُرشِقِِ

الصفحة : 22

لهُ بقرارِ الصُلبِ بَقلٌ يلُسُّهُ وإنْ يتقدَّمْ بالدكادِكِ يأنَقِِ
وقفْتُ بهَا ما إنْ تُبينُ لسائِلٍ وهلْ تفقَهُ الصُمُّ الخوالِدُ مَنْطِقِي
فَبٍتُّ كأنَّ الكأسَ طالَ أعتيادُها عَلىَّ بصافٍ مِنْ رحيقٍ مُرَوَّقِ
كريحٍ ذكيّ المِسكِ بالليلِ ريحُهُ يُصفَّقُ في إبريقِِ جَعدٍ مُنَطَّقِِ
ومَا ذَا تُبَكِّي مِنْ رُسُومٍٍ مُحيلةٍ خَلاءٍ كَسَحقِ اليُمنَةِ المُتَمَزِّقِ
ألا هَلْ أتَتْ أنباؤُنا أهلَ مأرِبٍ كمَا قدْ أتَتْ أهلَ الدَبَا والخَوَرْنَقِِ
بانَّا مَنَعْنَا بالفُروقِ نساءَنَا ونَحْنُ قتلْنَا مَنْ أتانَا بِملزَقِ
تُبلِّغُهُمْ عِيُس الركابِ وشؤُمُهَا فريقَى معدٍّ مِنْ تَهامٍ ومُعرِقِ
وموقِفُنَا في غيرِ دارٍ نأيَّةٍ ومَلحَقُنَا بالعارضِ المُتَألِقِِ
إذَا مَا عَلَونا ظَهرَنعلٍ كأنَّمَا على الهامِ منَّا قَيْضُ بيضٍ مُغَلَّقِِ
ِمِنَ الخِمسِ إذُ جاءوا إليْنَا بجَمْعِهِمْ غداةَ لقينَاهُمْ بجأوَاءَ فَيلَقِِ
كأنَّ النَعامَ باضَ فوقَ رُءوسهِمْ بنهْيٍ القِذافِ أو بنهي مُخَفِّقِِ
ضَمِنَّا عليهِمْ حافتيهِمْ بصادقٍ منَ الطَعنِ حتَّى أزمعُوا بتفرُّقِ
كأنَّ مُنَاخاً من فَتُوتٍ ومَنِزلاً بِحيثُ التقينَا مِنْ أكُفٍ وأسوُقِ
كأنَّهُمُ كانُوا ظِباءً بصفْصَفٍ أفاءَتْ عليهِمْ غبيَةٌ ذاتُ مِصدَقِ
كأنَّ اختلاسَ المشرَفيِّ رؤسَهُمْ هوىُّ جنُوبٍ في يبيسٍ مُحَرَّقِ
لدُنْ غُدوةً حتَّى أتى الليلُ دونَهُمْ ولمْ ينجُ إلا كُلُّ جرداءَ خيفَقِِ
ومستوعِبٍ في الجرْي فضلَ عِنانِكُمْ نُزُوَّ الغزالِ الشادِنِ المُتطلِّقِِ
فالقَوْا لنَا أرسانَ كُلِّ نجيَّةٍ وسابغةً كأنَّها مَتْنُ خِرْنِقِِ
مُداخَلَةٍ مِنْ نسجِ داوودَ شَكُّهَا كحبِّ الجَنَا مِنْ أُبلُمٍ مُتَفَلِّقِِ
فمَنْ يَكُ ذَا ثوبٍ تنَلْهُ رِمَاحُنَا ومَنْ يكُ عُرْياناً يُوايِلْ فَيُشْفَقِِ
ومَنْ يدَّعُوا فينَا يُعَالِجْ نسيئَةً ومَنْ لا يُغالُوا بالرَهائِنِ يُنْفِقِِ
وأمُّ بُجيْرٍ في نَمَارِقَ بينَنَا مَتَى يأتِهَا الأنباءُ تحمِشْ وتَلحَقِِ
تركْنَا بُجيرٍاً حيثُ مَا كانَ جَدَّهُ وفينَا فِراسٌ عانِياً غَيْرَ مُطْلَقِِ
ولوْلا جَنانُ الليلِ مَا آبَ عامِرٌ إلى جعفَرٍ سربالُهُ لمْ يُخَرَّقِ
بضَرْبٍ تظَلُّ الطيرُ فيهِ جوَانِحاً وَطَعْنٍ كأفواهِ المَزَادِ المُفتَّقِِ
فعزَّتُنَا ليسَتْ بشِعبٍ بِحَّرةٍ ولكنَّهَا بَحرٌ بصحراءَ فَيْهَقِِ
يُقمِّصُ بالبُوصيِّ فيهِ غوارِبٌ مَتَى مَا يَخُضْهَا ماهِرُ اللُجِّ يَغرقِ
ومجْدُ معدٍّ كانَ فوقَ علائِهِِ سبقنَاً بهِ إذْ يرتقُونَ ونَرتَقي
إذَا الهُندُوانِيّاتُ كُنَّ عصيّنَا بِها نَتَأيَّي كُلَّ شأنٍ ومَفرِقِ
نُجَلِّى مِصَاعاً بالسيُوفِ وُجُوهَنا إذَا اعتقَرَتْ أقدامُنَا عندَ مَأزِقِ
فَخَرْتُمْ علَيْنَا أنْ طردْتُمْ فوارِساً وقولُ فِراسٍ هاجَ فِعْلي وَمَنْطِقي
عجِلْتُمْ علينَا حُجَّتينِ عليكُمُ ومَا يَشَأِ الرحمنُ يعقِدْ ويُطلِقِِ
هوَ الجابرُ العظمَ الكَسيرَ ومَا يَشأُ مِنَ الأمرِ يجمَعْ بينَهُ ويُفَرِّقِ

الصفحة : 23

هوَ المُد خِلُ النُعْمانَ بيتاً سماؤُهُ صُدُورُ الفُيُولِ بَعْدَ بيتٍ مُسَردَقِِ
وبعدَ مُصابِ المُزنِ كانَ يسوسُهُ ومَالِ مَعَدٍّ بعدَ مالِ مُحَرِّقِ
لهُ فحمةٌ ذفراءُ تنفي عد وَّهُ كمنْكبِ ضاحٍ مِنْ غمامةِ مَشْرِقِ

قال
ذُو الخِرَق الطُهَوِي
لمَّارَأَتْ إبِلي جاءَتْ حَلُوبَتُهَا هَزْلَي عِجَافاً عَلَيْهَا الريشُ والوَرَقُ
قالَتْ ألا تَبتَغي مَالاً تَعيشُ بهِ مِمَّا تُلاقي وَشَرُّ العيشةِ الرمَقُ
فيئِي إليكِ فإنَّا معشَرٌ صُبُرٌ في الجَد بِ لا خِفَّةٌ فينَا وَلا نَزَقُ
إنَّا إذَا حُطْمَةٌ حَتَّتْ لنَا وَرَقاً نمارِسُ العيدَ حتَّى يَنبُتَ الوَرَقُ

قال
المُفَضَّل النُكْرِيّ
ألمْ ترَ أنَّ جيرتَنَا استقَلُّوا فنِيَّتُنَا ونيتُهُمْ فَرِيقُ
فدمعِي لُؤلُؤٌ سَلِسٌ عُراهُ يَجُرُّ عَلى المَهَاوي مَا يَليقُ
غدَتْ مَا دُمْتَ إذْ شحطَتْ سُليْمَى وأنْتَ لِذكرِهَا طَرِبٌ مَشُوقُ
فودِّعْها وإنْ كانَتْ أَناةً مُبتَّلةً لهَا خَلْقٌ أَنيقُ
تُلَهِّى المرءَ بالحِدْثَانِ لِهواً وتَحْدِجُهُ كمَا حُدِجَ المُطِيقُ
فإنَّكَ لو رأيتَ غداةَ جِئْنَا ببطنِ أُثَالَ ضاحِيَةً نَسُوقُ
فِداءٌ خالَتي لِبَني حُيىٍّ خُصُوصاً يومَ كُسُّ القومِ رُوقُ
هُمُ صبَرُوا وصَبْرُهُمُ تلِيدٌ عَلَى العزاءِ إذْ بَلَغَ المضِيقُ
وهُمْ دفَعُوا المنيَّةَ فاستَقَلَّتْ دِراكاً بعدَ مَا كادَتْ تَحيِقُ
تلاقينَا بغينَةِ ذي طُريفٍ وبعضُهُمُ علَى بعضٍ حنيقُ
فَجاءُوا عارِضاً بَرِداً وجئُنَا كَسَيلِ العرضِ ضاقَ بهِ الطريقُ
مشَيْنَا شطرَهُمْ ومشوْا إلْينا وقُلنَا اليومَ ما تَقضِي الحُقُوقُ
رَميْنَا في وجوهِهِمُ بِرِشْقٍٍ تعَضُّ بهِ الحَنَاجِرُ والحُلُوقُ
كأنَّ النَبلَ بينهُمُ جَرادٌ تُلقِّيهِ شآميَةٌ خَرِيقُ
وَبَسْلٌ إنْ تَرَى فيهِمُ كَمِيَّاً كَبَا ليديْهِ إلَّا فيهِ فُوقُ
يُهَزْهِزُ صعدَةً جرداءَ فيهَا سِنانُ الموتِ أو قَرْنٌ مَحيقُ
وجدْنَا السُدَّ رخراخاً ضعِيفاً وكانَ النبعُ منبِتُهُ وَثيقُ
لقينَا الجهْمَ ثَعلَبَةَ بْنَ سَيْرٍ أضَرَّ بِمَنْ يُجَمِّعُ أوْ يَسوقُ
لدَى الَلأعلامِ مِنْ تلَعاتِ طِفلٍ ومنهُمْ مِنْ أضَجَّ بهِ الفُرُوقُ
فَخُوطٌ مِنْ بَنِي عمرِو بنِ عَوفٍ وأَفْنَاءُ العُمُورِ بهَا شَقِيقُ
فألفينَا الرِماحَ كأنَّ ضَرباً مَقيلَ الهامِ كَلٌّ مَا يَذوقُ
وجاوَرْنَا المَنُونَ بغيرِ نِكسٍ وَخاظِي الجَلزِثعلَبُهُ دَمِيقُ
كأنَّ هزيزَنا يومَ التقَيْنَا هَزِيزُ أباءَةٍ فيهَا خَريقُ
بكَلِ قرارةٍ وبِكُلِّ ريعٍٍ بنَانُ فتىً وجُمجُمةٌ فَليقُ
وكمْ مِنْ سيدٍ منَا ومنْهُمْ بذِي الطَرْفاءِ مَنطِقُهُ شَهيقُ
بكُلِّ مَجالٍة غادَرْتُ حِزقاً مِنْ الفِتيانِ مَبسِمُهُ رَقيقُ
فأشبَعْنَا السِباعَ واشبعُوهَا فراحَتْ كلُّهَا تَئِقٌ يَفوقُ
تركْنَا العُرحَ عاكفَةً عليهِمْ وللغربانِ مِنْ شَبعٍ نَغِيقُ
فأبكينَا نساءَهُمُ وأبكَوا نساءً مَا يَسوغُ لهُنَّ رِيقُ
يُجاوبنَ النِياحَ بكُلِّ فَجْرٍ فقَدْ صَحِلَتْ مِنْ النَوحِ الحُلُوقُ

الصفحة : 24

قَتَلنَا الحارثَ الوضَّاحَ فيهِمْ فَخَرَّ كأنَّ لِمَّتَهُ العُذُوقُ
أصابَتْهُ رماحُ بنَي حُيىٍّ فَخَرَّ كأنَّهُ سيفٌ دَلُوُقُ
وقدْ قتلُوا بهِ منَّا غُلاماً كَرِيماً لمْ تُؤشِّبهُ العُرُوقُ
وسائلةٍ بثعلبَةَ بنِ سيرٍ فَقَدْ أوْدَتْ بثعلَبَةَ العُلُوقُ
وافلتْنَا ابْنَ قُرَّانٍ جَرِيضاً تَمُرَّ بهِ مُسَاعَفَةً خَزُوُقُ
تشُقُّ الأرضَ شائلَةَ الذُنَابَا وهادِيهَا كأنْ جِذْعٌ سَحُوُقُ
فلمَّا استيقَنُوا بالصبرِ منَّا تذكَّرَتِ العشائِرُ والحَزِيقُ
فأبقيْنَا ولوْ شِئنَا ترَكْناَ لُجْيماً لاتقُودُ ولا تَسُوقُ
وأنعمْنَا وابْأَسْنَا عليهِمْ لَنَا في كُلِّ أبياتٍ طَلِيقُ

قال
طَرَفَةُ بنُ العَبْد
لاغَرْوَ إلَّلا جارَتي وسُؤالَهَا ألا هَلْ لنَا أهلٌ سُئِلْتِ كذلِكِ
تُعيِّرُني طوفِي البلادَ ورِحلَتي ألا رُبَّ دَارٍ لي سَوى حُرِّ دَارِكِ
ظَلِلتُ بذِي الأرطَى فُويْقَ مُثَقَّبٍٍ ببِيئَةِ سُوءٍ هالِكاً أوْ كَهالِكِ
يَرُدُّ عَلَيَّ الريحُ ثوبِي قاعِداً لَدَى صَدَفِيٍّ كالحنِيَّة بارِكِ

قال
ضَابِئُ بن الحارِث بن أَرْطاةَ البُرْجُمِيّ
غَشِيتُ لِلَيلَى رَسْمَ دارٍ ومَنْزِلا أبَى باللوَى فالنيرِ أنْ يَتَحَوَّلا
تكادُ مغانِيهَا تقولُ مَنَ البِلا لِسائلِهَا عَنْ أَهلِهَا لا تَغَيَّلا
وقفتُ بهَا لا قاضِياً ليْ حَاجةً ولا أنْ تُبينَ الدارُ شَيئاً فأسئَلا
سِوَى أنَّنِي قدْ قُلتُ يا ليْتَ أَهْلَها بِها والمُنى كانَتْ أضَلَّ وأجهَلا
بَكَيْتَ ومَا يُبكيكَ مِنْ رسمِ دِمنةٍ تَبنَّى حمامٌ بينَها مُتَظلِّلا
عهدْتُ بهَا الحيَّ الجميعَ فأصبحُوا أَتَوْا داعِياً للهِ عَمَّ وخَلَّلا
عهدتُ بهَا فِتيانَ حربٍ وشتوةٍ كِراماً يَفُكُّونَ الأسيرَ المُكبَّلا
وكمْ دُونَ ليَلَى مِنْ فلاةٍ كأنَّمَا تَجَلَّلَ أعلاهَا مُلاءً مُفصَّلا
مهامِهِ تيهٍ مِنْ عُنيزَةَ أصبحتْ تَخالُ بهَا القَعْقَاعَ غاربِ أجزَلا
مُخنَّقَةٍ لا يُهتَدَى بِفَلاتِهَا مِنْ القومِ إلا مِنْ مَضَى وتوكَّلا
يُهالُ بهَا رَكبُ الفلاةِ مِنَ الرَدَى وَمِنْ خَوْفِ هادِيِهِمْ ومَا قَدْ تَحَمَّلا
إذَا جالَ فيهَا الثورُ شبَّهَتَ شخْصَهُ بجوزِ الفلاةِ بربَرِيًّا مُجَلَّلا
تُقطِّعُ جُونيَّ القَطَا دُونَ مائِهَا إذَا الآلُ بالبيدِ البَسَابسِ هَروَلا
إذَا حانَ فيهَا وقعَةُ الركبِ لمْ تَجِدْ بهَا العِيسَ إلا جِلْدَهَا مُتَفَلِّلا
قطعْتُ إلي معرُوفِها مُنكراتِها إذَا البيدُ هَمَّتْ بالضُحَىأنْ تَغَوَّلا
بأدماءَ حُرْجُوجٍ كأنَّ بِدَفِّهَا تهاويلَ هِرٍّ أوْ تهاويلَ أخْيَلا
تدافَعُ في ثِني الجد يلِ وتَنْتَحي إذَا مَا غَدَتْ دفواءَ في المَشي عَيِهَلا
تَدافُعَ غَسَّانيةٍ وسطَ لُجَّةٍ إذَا هِي هَمَّتْ يومَ ريحٍ لتُرْسَلا
كأنَّ بهًا شيْطَانةً مِنْ نجَائِهَا إذَا واكِفُ الذفرَى علَى الليتِ شَلْشَلا
وتُصبحُ عَنْ غبِّ السُرَى فكأَنَّها فِنيقٌ تَنَاهَى عَنْ رحالٍ فأرقَلا
وتنجُو إذَا زَالَ النهارُ كمَا نَجَا هَجَفٌّ أبوْ رألَيْنِ ريعَ فأجْفَلا

الصفحة : 25

كأنَّي كَسَوْتُ الرحلَ أخنَسَ ناشِطاً أحَمَّ الشَوَى فرْداً بأجمادِ حَوْمَلا
رَعَا مِنْ د خُولِيْها لُعاعاً فَراقَهُ لَدُنْ غُدوَةً حتَّى يَرُوحَ مُؤصِّلا
فصَعَّدَ في وعسائِها ثُمَّتَ أنتَمَي إلَى أجبُلٍ مِنْهَا وَجاوََز أجْبُلا
فباتَ إلى أَرطاةِ حِقفٍ تَلُفُّهُ شآميَةٌ تُذ رِي الجُمانَ المُفصَّلا
توابِلُ مِنْ وطفاءَ لمْ يرَ ليلةً أشَدَّ أذَىً منهَا عليْهِ وأطوَلا
وباتَ وباتَ السارياتُ يُضِفْنَهُ إلي نقحٍ مِنْ ضائِنِ الرملِ أهيَلا
شديدَ سوادِ الحاجبينِ كأنَّمَا أُسفَّ صلا نارٍ فأصبحَ أَكحَلا
فصبَّحَهُ عندَ الشُرُوقِ غدِيَّةً أخُو قَنَصٍ يُشلي عِطَافاً وأَجْبَلا
فلمَّا رَأى ألَّلا يُحَاولنَ غيرَهُ أرادَ ليلقاهُنَّ بالشرِ أوَّلا
فجالَ عَلى وحشيِّهِ وكأنَّها يَعاسِيبُ صيفٍ إثرَهُ إذْ تَمَهَّلا
وكرَّ كَمَا كرَّ الحَوارِي يَبْتَغي إِلى اللهِ زُلْفَى أنْ يَكُرَّ فَيُقبَلا
وكرَّ وََمَا أدركْنَهُ غيرَ أنَّهُ كريمٌ عليهِ كبرياءُ فأقبَلا
يهُزُّ سِلاحاً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ سِلاحَ أَخي هيجَا أرَقَّ وأعدَلا
فمارَسَهَا حتَّى إذَا احمَرَّ روقُهُ وقْد عُلَّ مِنْ أجوافِهِنَّ وأَنْهِلا
يُساقِطَ عنهُ رَوقُهُ ضارِياتها سِقاطَ حَديدِ القينِ أخوَلَ أخوَلا
فظلَّ سَرَاةَ اليومِ يَطعنُ ظِلَّهُ بأطرافِ مدربَينِ حتَّى تَفَلَّلا
وراحَ كسيفِ الحِميرَيِّ بكفِّهِ نَضَا غمدَةُ عنهُ وأعطاهُ صَيقَلا
وآبَ عزيزَ النفسِ مانِعَ لحمِهِ إذَا مَا أرادَ البُعدَ منهَا تَمَهَّلا

قال
صُخيْر بن عُمَيْر التَيِمِيّ
تهزَأُ مِنْي أختُ آلِ طيسَلَهْ قالَتْ أراهُ مُملِقاً لا شيءَ لهْ
وهزيَّتْ منِّي بنْتُ موءَلَهْ قالَتْ أراهُ دَالِفاً قدْ دُنْى لَهْ
وأنتِ لا جنبتِ تبريحَ الولَهْ مزءُودةً أوْ فاقِداً أو مُثكِلهْ
الستِ أيَّامَ حللنَا الأعزَلَة وقبلُ إذْ نحنُ عَلى المُضلضَلَةْ
مثلَ الأتانِ نَصَفاً جَنَعْدَلَهْ وأنَّا في الضرابِ قِيلانُ القُلَهْ
أبقَى الزمانُ منكِ ناباً نَهبَلَهْ وَرَحِماً عِنْدَ الِلقاحِ مُقفَلَهْ
ومُضغَةً بالُلومِ سَحًّا مُبهلَهْ إمَّا تريْنِي للوقارِ والعَلَةْ
قارَبْتُ أمشي الفَنجَلَى والقعوَلَهْ وتارَةً أنبُثُ نَبْثَ النَقثَلَةْ
خَزَعلةَ الضِبعانِ راحَ الهنبَلَةْ وهَلْ عَلِمتِ فُحَشَاءَ جَهِلَهْ
ممغُوثَةً أعراضُهُمُ مُمَرطَلَهْ مِنْ كُلِّ ماءٍ آجنٍ وسَمَلَهْ
كَمَا تُماثُ في الهِناتِ الثَمَلَهْ وهَلْ عَلمتِ يا قُفَيَّ التَنْفُلهْ
ومرسَنَ العجِلِ وساقَ الحَجَلَهْ وغَضَنَ الضَبِّ وليطَ الجُعَلَهْ
وكشَّةَ الأفعَى ونفخَ الأصلَهْ أنِّي أفئْتُ المِأَدةَ المُؤَبَّلَهْ
ثُمَ أَفئْتُ بعدَهَا مُستَقبِلَهْ ولَمْ أضِعْ ما يَنْبَغي أنْ أفْعَلَهْ
وأفعَلُ العارِفَ قبلَ المسأَلَهْ وأنتِجُ العَيْرانَةَ السَجْلَلَهْ
وأطعَنُ السَحْسَاحَةَ المُشَلشِلْه على غِشاشِ دَهَشٍ وعَجْلَهْ
إذا أطاش الطغى ايدي البعله وصدق الفيل الجبان وهله

الصفحة : 26

أقصدتُها فلمْ أجزْهَا أنْمُلَهْ مِنْ حيثُ عَمَّتْ عنْ سواءِ المَقْتَلهْ
وأطعَنُ الخدْباءَ ذاتَ الرعَلَهْ ترُدُّ في وجهِ الطبيبِ نَثَلَهْ
وهَلْ عَلِمْتِ بيَننَا للأوَّلَهْ شُرَبَةً مِنْ غَيْرِنا أو أُكَلَهْ

قال
امرؤ القيس
نطعُنُهُمْ سُلْكَي ومَخلُوجَةً لِفتَكَ لأمينِ عَلَى نابِلِ
إذْ هي أقساطٌ كرِجلِ الدَبَا أو كقَطَا كاظِمَةَ الناهِلِ
حلَّتْ لي الخمرُ وكنتُ امرءًا عَنْ شَربِهِمْ في شُغُلٍ شاغلِ
فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُستَحقِبٍ إثماً ِمَنَ اللهِ ولا واغلِ

قال
الحارِثُ بنُ عُبَاد
قرِّبَا مربَطَ النَعامةِ منِّي لقِحَتْ حَرْبُ وايلٍ عَنْ حِبَالي
لمْ أكُنْ ِمِنْ جُناتِها عَلِمَ اللّ ه وإنِّي بِحَرِّهِا اليومَ صالِ
لا بُجَيْرٌ أغنَى قَبِيلاً وَلا رَهْ طُ كُلَيْبِ تَزاجَرُوا عَنْ ضَلالِ

قال
كَعْبُ بن سَعْد الغَنَويّ
لَقَدْ أغضبتِني أمُّ قيسٍ تَلُومُنِي ومَا لَوْمُ مِثْلي باطِلاً بِجَميلِ
تقولُ أَلا يا اسْتَبْقِ نفسَكَ لا تكُنْ تُساقُ لِغَبْراءٍ المَقامِ دَحُولِ
كَمُلقَى عِظامٍ أو كمهلَكِ سالِمٍ ولسْت لِميتٍ هالِكٍ بوَصيلِ
أراكَ امرءً تَرمي بنفسِكَ عامِداً مُرَامي تَغتالُ الرِجالَ بِغُولِ
وَمَنْ لا يَزَلْ يُرجى بِغيبٍ إيابُهُ يَجُوبُ ويغشَى هَوْلَ كُلِّ سبيلِ
عَلَى فَلَتٍ يُوشِكْ رَدىً أنْ يُصِيبَهُ إلى غَيرِ أدْنَى موضِعٍ لمَقِيلِ
ألمْ تعلَمي الاّ يُراخي مَنيَّتي قُعُودي ولا يُدنى الوفاةَ رَحيلي
معَ القدرِ الموقُوفِ حتَّى يُصيبَني حِمامِي لوْ أنَّ النفسَ غَيرُ عَجُولِ
فإنِّكِ والموتَ الذي تَرهبِينَهُ عَلَىَّ ومَا عَذّالَةٌ بِعَقُولِ
كداعِي هَدِيلٍ لا يُجَابُ إذَا دَعَا وَلا هوَ يَسلُوا عنْ دُعاءِ هدِيلِ
وذِي نَدَبٍ دَامي الأظلِّ قسمتُهُ مُحافظَةً بينِي وبينَ زَميلي
وزادٍ رفَعْتُ الكفَّ عنهُ عَفافَةً لأُوثِرَ في زادِي عليَّ أَكِيلي
وشخصٍ دَرَأتُ الشمسَ عنهُ براحَتي لأنظُرَ قبلَ الليلِ أينَ نُزُولي
ومُنْشَقِّ أعطافِ القميصِ دعوتُهُ وقَدْ سَدَّ جوزُ الليلِ كُلَّ سبيلِ
فقُلتُ لهُ قدْ طالَ نُومكَ فأرتَحِلْ ومَا ذاقَ طعمَ النومِ غيرَ قليلِ
سُحيراً وأعجازُ النجومِ كأنَّها صِوارٌ تدلَّى مِنْ سواءِ أمِيلِ
وقدْ شالَتِ الجوزاءُ حتَّى كأنَّها فَسَاطيطُ رَكبٍ بالفلاةِ نُزُولِ
ومنْ لايَنَلْ حتَّى يَسُدَّ خِلالَهُ يَجِدْ شهواتِ النفسِ غيرَ قليلِ
وعوراءَ قدْ قيلَتْ فلمْ استمِعْ لهَا ومَا الكِلمُ العَوراءُ لي بِقَبُولِ
ومَا أنَا للشيءِ الَّذي ليسَ نافِعِي ويغضَبُ منْهُ صاحبِي بقولِ
وأعرِضُ عَنْ مولاي لو شِئتَ سبَّني ومَا كُلَّ يومٍ حلمُهُ بأصِيلِ
ولمْ يلبثِ الجُهَّالُ أنْ يتهَضَّمُوا أخَا الحِلمِ مَا لمْ يَستعِنْ بجَهُولِ
وأذكُرُ أيَّامَ العشرَةِ بعدَ مَا أُميِّلُ غيظَ الصَدرِ كُلَّ مَمِيلِ
ولستُ بُمبدٍ للرجالِ سريرَتي ومَا أنَا عَنْ أسرارِهِمْ بِسَؤلِ
وقومٍ يَجُرُّونَ الثيابَ كأنَّهُمْ نَشاوَى وقْد نبهتُهُمْ لرحيِلِ

الصفحة : 27

وعَافي الحَيَا طامِي الجمامِ وردتُهُ بِذي خُصلٍ صافي السَبيبِ رَجيلِ
وقدْ نَفَّرَ الليلُ النهارَ وأُلبِستْ سماوَةَ جوْنٍ مُجنِحٍ لأصيلِ

قال
حَجَلُ بنُ نَضلَة
أبلِغْ مُعَاويَةَ المُمَزِّقَ آيةً عَنِّي فَلَسْتُ كَبَعضِ مَنْ يَتَقوَّلُ
إنْ تلقنِي لا تَلْقَ نهزَةَ واحِدٍ لا طائِشٌ رَعِشٌ ولا أنَا أعْزَلُ
تحِتي الأغَرُّ وفوقَ جلدِي نثرَةٌ زَغفٌ تَرُدُّ السيفَ وَهْوَ مُفَلَّلُ
ومُقارِبُ الكَعبَيْنِ أسمَرُ عاتِرٌ فِيهِ سِنانٌ كَالقُدَامَى مِنْجَلُ
وَمُهَنَّدٌ في متنِهِ حرْمِيَّهٌ وكأنَّ متنَيهِ حَصِيرٌ مُرْمِلُ
يَسقِى قلائِصَنَا بِماءٍ آجِنٍ وإذَا يَقُومُ بِهِ الحَسِيرُ يُعَيَّلُ

قال
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَنَمَةَ
لأمِّ الأرضِ ويلٌ مَا أجَنَّتْ غَدَاةَ أضَرَّ بِالحَسَنِ السَّبِيلُ
نُقَسِّمُ مَالَهُ فِينَا وَنَدْعُوا أبَا الصَهباءِ إذْ جَنحَ الأصِيلُ
أجِدَّكَ لنْ تراهُ ولَنْ تَراهُ تَخُبُّ بهِ عُذافِرَةٌ ذَمُولُ
حَقيبَةُ رحلِهِ بَدَنٌ وَسَرْجٌ تُعارِضُهُ مُرَبَّبَةٌ دَءُولُ
إلى مِيعادِ أرْعَنَ مُكْفَهِرٍّ تُضَّمرُ في طوائِفِهِ الخُيُولُ
لَكَ المِرباعُ منهَا والصفَّايَا وَحُكْمُكَ والنَشِيطَةُ والفُضُولُ
لقَدْ ضَمِنَتْ بَنُو بدرِ بنِ عمروٍ وَلا يُوفي بِبِسْطامٍ قَتِيلُ
وخَرَّ عَلَى الألاءةِ لمْ يُوَسَّدْ كأنَّ بُرينَهُ سَيفٌ صَقِيلُ
فإنْ يَجْزَعْ عَلَيْهِ بَنُو أبيهِ فقَدْ فُجِعُوا وفَاتَهُمُ حَلِيلُ
بمطعامٍ إذَا الأشوالُ راحَتْ الي الحُجُراتِ ليسَ لَهَا فَصيلُ
ومقدامٍٍ إذَا الأبْطالُ حامتْ وعرَّدَ عَنْ حَلِيلتِهِ الحَليلُ

قال
عِلْباءُ بن أريم
ابن عوف من بني بكر بن وايل
ألا تِلْكُمَا عِرسِي تَصُدُّ بوجهِها وتَزْعَمُ في جاراتِها أنَّ من ظَلَمْ
أبُونَا ولمْ أظلِمْ بشيءٍ عَلِمْتُهُ سِوَى ما تَرَيْنَ في القَذالِ مِنْ القِدَمْ
فيَوماً تُوافينَا بوجهٍ مُقسَّمٍ كَانْ ظبيَةٌ تَعطُو إلي ناضِرِ السَلَمْ
وَيَوْماً تُريدُ مَالَنَا معَ مالِهَا فإنْ لَمْ نُنِلْهَا لمْ تُنِمْنَا وَلمْ تَنَمْ
نَبِيتُ كأنَّا في خُصُومٍ غَرامَةٌ وتَسْمَعُ جاراتِي التَأَلِّي والقَسَمْ
فقُلْتُ لهَا إلاّ تَنَاهَى فَإنَّني أخُو النكرِ حتَّى تَقْرعِي السِنَّ مِنْ نَدَمْ
ليجتَنِبَنْكِ العِيسُ حِبْساً عُكُومُها وَذُو مِرَّةٍ في العُسْرِ واليُسُرِ والعَدَمْ
وأيُّ مليكٍ من مَعَدٍّ علِمْتُمُ يُعَذِّبُ عَبْداً ذِي جَلالٍ وذَي كَرَمْ
أمِنْ أجلِ كَبشٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ قَريَةٍ ولَا عندَ أذوادٍ رِتاعٍ وَلا غَنَمْ
يُمَشِّيْ كأنّ لا حيَّ بالجِزعِ غَيْرَهُ ويَعْلُو جرَاثيمَ المَخارمِ والَأَكَمْ
فوَ اللهِ مَا أدري وإنِّي لَصادِقٌ أمِنْ خَمَرٍ يَأتِي الضَلالَ أمِ أتَّخَمْ
بَصُرْتُ بهِ يَوْماً وقَدْ كانَ صُحْبَتي مِنْ الجُوعِ إلا يَبْلُغوا الرجمَ مِلءِ جَمْ
بذِي حَطَبٍ جَزْلٍ وسهلٍ لِفائِدٍ وَمبراةِ غَزّاءٍ يُقالُ لهَا هُذَمْ
وزندَي عَقارٍ في السلاحِ وقادِحٍ إذَا شِئْتَ أورَى قبلَ أنْ يَبْلُغَ السَأمْ
وقالَ صِحَابي إِنَّكَ اليومَ كائِنٌ عَلَيْنَا كَمَا عَفَّا قُدَارٌ عَلَى إرَمْ

الصفحة : 28

وقدرٍ يُهَاهِي بالكلابِ قُتَارُها إذَا خَفَّ أيسارُ المَسَامِيحِ واللُحُمْ
أخذْتُ لدَينٍ مُطمئِنٍ صَحِيفةً وحالَفْتُ فيهَا كُلَّ مَنْ جارَ أوْ ظَلَمْ
أخَوَّفُ بالنُعمانِ حتَّى كأنَّمَا قتَلْتُ لهُ خالاً كَرِيماً أوْ ابْنَ عَمْ
وإنَّ يَدَ النُعمانِ ليْسَتْ بِكَزَّةٍ ولكِنْ سماءٌ تُمْطِرُ الوَبْلَ والدِيمْ
لبَسْتَ ثيابَ المقتِ إنْ آبَ سَالِماً ولَمَّا أفِتْهُ أوْ أجَرَّ إلى الرَجَمْ
يُثِيرُ عَلَىَّ التُرْبَ فَحْصاً برِجْلِهِ وقدْ بَلَغَ الذَلْقُ الشوارِبَ أو نَحَمْ
لَهُ اليَهٌ كأنَّهَا شَطُّ ناقَةٍ أيَحَّ إذَا مَا مُسَّ أبهَرُهُ فَحَمْ
وقَطَّعْتُهُ باللَوْمِ حتَّى أطاعَني وأُلقى علَي ظَهْرِ الحقيبَةِ أوْ وجَمْ
ورُحْنا علَى العبءِ المُعلَّقِ شِلْوُهُ وأكْرُعُهُ والرأسُ للذِئْبِ والرَخَمْ
موَاريثُ آبَائي وكانتْ تريكَةً لآلِ قُدَارٍ صاحبِ النُكْرِ والحُطَمْ

قال
المُتلَمِّسُ
تُعيِّرني أمّي رجالٌ ولنْ تَرى أخَا كرَمٍ إلَّا بانْ يتكَرَّما
وَمَنْ يَكُ ذا عِرْضٍ كريمٍ فلَمْ يصُنْ لهُ حسَباً كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما
وهلْ ليَ أمٌّ غيْرُها إنْ ترَكْتُها أبى اللهُ إلَّا أنْ أكُونَ لها ابْنَما
أَحارِثُ أنَّا لوْ تُساطُ دِماؤُنا تزايَلْنَ حَتَّى لا يَمَسَّ دمٌ دمَاً
أمُنْتقِلاً منْ نصْرٍ بُهْثَةَ خلْتَني إلاَّ إنَّني منْهُمْ وإنْ كنْتُ أيْنَمَا
إلَا إنَّنَي منْهُمْ وعِرْضيَ عرْضُهُمْ كَذى الأنْفِ يَحْمي أنْفَهُ أنْ يُصَلَّما
لذي الحِلْمِ قبْلَ اليْومِ ما تُقْرَعُ العصَا وما عُلِّم الإنسانُ إلَّا ليَعْلَما
فإنَّ نِصابي إنْ سأَلْتَ ومَنْصبي منَ الناسِ قوْمٌ يفْتِنُونَ المُزَنَّما
وكُنَّا إذَا الجبَّارُ صعَّرَ خدَّهُ أقمْنا لهُ منْ ميْلِهِ فتقَوَّما
فلَوْ غيْرُ أخْوالي أرادوا نقيصَتي جعَلْتُ لهُمْ فُوْقَ العرَانينِ مِيسَمَا
وما كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ بكفٍّ لَهُ أخْرَى فأصبَحَ أجْذَما
فلمّا استَقادَ الكفَّ بالكفِّ لمْ يجِدْ لهُ دَرَكاً في أنْ تَبينَا فأحْجَما
فأَطْرقَ إطْراقَ الشُجاعِ ولوْ يرَى مُساغاً لنابيْهِ الشُجاعُ لَصَمَّمَا
إذا ما أديمُ القومِ أنهَجَهُ البِلَى تفرَّي ولَوْ كتَبْتَهُ وتخَرَّما
إذا لمْ يزَلْ حبْلُ القَرينَيْنِ يلْتوي فلا بُدَّ يوْماً للقُوى أنْ تُجَذَّما
وقدْ كنْتُ أرجُو أنْ أكونَ لخَلْفكُمْ زعيماً فَما أحرَزْتُ أنْ أتَكَلَّما
لاُ ورِثَ بعْدي سُنَّةً يُهْتدى بها وأجْلوَ عنْ ذي شُبْهَةٍ أَنْ يُفَهَّما
أرى عُصُماً في نصْرٍ بُهْثةَ دائِباً وتَعْذُلُني في نصْرِ زيدٍ فبِئْسَ مَا

قال
عَوْف بن عطيّة التيمي
هُما إبِلانِ فيهمَا ما علِمْتُمُ فأَدُّوهُما إنْ شئْتُمُ أَنْ نُسَالما
وإنْ شئْتُمُ ألْقَحْتمُ ونتَجْتُمُ وإنْ شئْتمُ عيناً بعَينٍ كمَا همَا
وإنْ كانَ عقْلاً فاعْقِلوا لأخِيكمُ بَناتِ المخاضِ والبكارَ المَقَاحِما
جزَيْتُ بني الأعْشَي مكانَ لبونِهِمْ كِرامَ المخَاضِ واللِقاحِ الرَوائما

الصفحة : 29

مهاريسَ لا تشْكو الوُجومَ ولَوْ رَعَتْ جِمادَ خُفافٍ أوْ رعتْ ذا جُماجِما
وتشْربُ أسْآرَ الحياضِ تسُوفُها وإنْ وَرَدتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِماً
فمَنْ مُبْلغٌ تَيْماً علَى نأْي دارِها سَراتهُمُ والحاملينَ العَظائِما
عمِدْتُ لأمْرٍ يرْحَضُ الذمَّ عنْكمُ ويغْسلُ عنْ حُرِّ الأنُوفِ الخَواتما
أبى أكْلَ أسْتاهِ المغازلِ ذمَّني ولمَّا تكُنْ فيها الرِبابُ عماعِما
فأمَّا الدِقاقُ الأسْؤُقِ الضُلْعُ منْهُمُ فلسْتُ بهاجيهِمْ وإنْ كنتُ لَائِمَا
بوُدِّهمِ لا قرَّبَ الُله وُدَّهُمْ ولا زالَ مُعْطيهِمْ منَ الخيْرِ جازِمَا
ولكنَّني أهْجُو صَفِىَّ بْنَ ثابتٍ مثَبَّجَةً لاقتْ من الطيْرِ حائِما
وحِضْباً ظَؤُوراً جَوْبُهُ خُلَّةُ اسْتِها وصفْواءَ ريقَ فوْقَها الماءُ دائِما

قال
عمرو بن الأسود
ولقدْ أمرْتُ أخاكِ عمْراً أمْرَةً فعصَى وضيَّعَهُ بذاتِ العُجْرُمِ
فإذَا أمَرْتُكِ بعْدهَا فتَبَيَّني أوْ أقْدمي يومَ الكَرِيهَةِ مُقْدَمي

قال
أبو الفَضْل الكِناني
في حوْمةِ الموْتِ الَّتي لا تَشْتكي غَمَراتِها الأبْطالُ غيْرَ تغَمْغُمِ
وكأَنَّمَا أقْدامُهُمْ وأكُفُّهُمْ كرَبٌ تساقطَ منْ خليجٍٍ مُفْعمِ
لمَّا سَمِعْتُ نداءَ مُرَّةَ قدْ علَا وابْنَىْ ربيعةَ في الغُبارِ الأقْتمِ
ومحلّماً يمْشونَ تحْتَ لِوَائهمْ والموتُ تحْتَ لواءِ آلِ محَلِّمِ
وسمِعْتُ يشْكُرَ تدَّعي بحُبَيِّبٍ تحْتَ العَجاجةِ وهي تقْطُرُ بالدَّمِ
وحُبيِّبٌ يُزْجونَ كلَّ طِمِرَّةٍ ومنَ اللهازمِ سحْبُ غيْرِ مصَرَّمِ
والَجمْعُ منْ ذُهْلٍ كانَّ زُهَاءَهُمْ جُرْبُ الجِمالِ يقودُها ابْنَا شعْثَمِ
قذَفُوا الرماحَ وباشرُوا بنُحُورهمْ عنْدَ الضِرابِ بكُلِّ ليْثٍ ضْيغَمِ
والخيْلُ تضْبِرْنَ الخَبارَ عوابِساً وعلَى مناسجِها سبائِبُ منْ دمِ
لا يصْدقونَ عنِ الوغَى بخُدُودهمْ في كلِّ سابغَةٍ كلَوْنِ العِظْلِمِ
نجَّاكَ مُهْرُ ابْنَيْ حلَامٍ منْهُمُ حتَّى اتَّقيْتَ الموْتَ بابْنَيْ حِذْيَمِ
ودَعَا بَني أمِّ الرُواعِ فأقْبَلوا عنْدَ اللقاءِ بكُلِّ شاكٍ مُعْلَمِ
يمْشُونَ في حلَقِ الحديدِ كمَا مشَتْ أسُدُ الغَريفِ بكُلِّ نحْسٍ مُظْلِمِ
فنَجَوْتَ منْ أرْماحِهِمْ منْ بعْدِ ما جاشَتْ إليْكَ النفْسُ غيْرَ المَأْزِمِ

قال
مُهَلْهِل بنُ رَبِيعَة
يا حارِ لا تجهلْ على أشياخِنَا إنَّا ذَوُو السُوراتِ والأحْلامْ
مِنَّا إذَا بلغَ الصبيُّ فِطامَهُ سائِسُ الأُمُورِ وحارِبُ الأقوَامْ
قتلُوا كُليباً ثُمَّ قَالوا أربعُوا كذَبُوا ورَبِّ الحلِّ والإحْرامْ
حتَّى نُبيدَ قبيلةً وقبيلةً قهراً ونَفْلِقَ بالسيوفِ الهامْ
ويَقُمْنَ ربِّاتُ الخدُورِ حواسِراً يمسَحْنَ عرضَ ذوائِبِ الأيتامْ

قال
طَرِيفٌ العَنْبَري
أوْ كُلَّمَا وردتْ عُكاظَ قبيلَةٌ بعثُوا إليَّ رسُولَهُمْ يتوَسَّمُ
فتوسَّمُونِي إنَّني أنَا ذَاكُمُ شاكٍ سِلاحي في الحوادثِ مُعْلَمُ
تحتِي الأغرُّ وفوقَ جِلدِي نثرةٌ زَغْفٌ ترُدُّ السيفَ وهوَ مُثَلَّمُ
حوْلي فورِاسُ مِنْ أُسيْدٍ شِجْعَةٌ وإذَا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بيتِي خَضَّمُ

الصفحة : 30

ولِكُلِّ بكرِيٍَّ لَدَيَّ عداوَةٌ وأبُو ربيعةَ شانِئٌ ومَحَلِّمُ

قال
عَمْرُو بنُ حُيَىّ التغلبيّ
ولَقَدْ دعوتَ طَرِيفُ دعوةَ جاهلٍ سفَهاً وأنتَ بمنظرٍ لو تَعْلمُ
ولقيتَ حَيًّا في الحُرُوبِ محلُّهُمْ والجيشُ باسمِ أبيهِمُ يُستَهزَمُ
فإذَا دعَوْا بأبي رَبيعةَ أقبلُوا بكتائبٍ دونَ النساءِ تلمَّمُوا
فلقيتَ فيهمْ هانئاً وسلاحَهُ بطلاً إذَا هابَ الفوارِسُ يُقْدِمُ
سلَبُوكَ درعكَ والأغرَّ كليهِمَا وبنُوا اُسيْدٍ أسلَمُوكَ وخضَّمُ

قال
أبو دُواد الإيادي
منعَ النومَ مأوِىَ التهمامُ وجديرٌ بالهمِّ مَنْ لا ينامُ
مَنْ يَنَمْ ليلُهُ فَقَدْ أُعمِلَ اللي لُ وذُو البثِّ ساهِرٌ مُستَهامُ
هل ترَى مِنْ ظعائِنٍ باكِراتٍ كالعَدَوليِّ سيْرَهُنَّ انقِحامُ
واكناتٍ يَقضَمْنَ مِنْ قُضُبِ الضِرْ وِ ويُشفَى بدَلِّهِنَّ الهُيَامُ
وسبَتْنِي بناتُ نخلَةَ لوْ كُنْ تُ قرِيباً ألمَّ بيَّ التِمامُ
يكتَبِينَ الينجُوجَ في كبَّةِ المَشتَ ى وبُلْهٌ أحلامُهُنَّ وِسامُ
ويصُنَّ الوُجُوهَ في الميَسَنانِ ي كَمَا صانَ قرنَ شمسٍ غَمَامُ
وتراهُنَّ في الهوادِجِ كالغِزْ لانِ مَا إنْ ينالُهُنَّ السَهامُ
نَخَلاتٌ من نَخلِ بيسانَ أينع نَ جميعاً ونبتُهُنَّ تُؤَامُ
وتدَلَّتْ على مَنَاهِلِ بُردٍ وفُلَيجٌ مِنْ دُوِنَها وسَنَامُ
وأتَانِي تقحِيمُ كعبٍ لي المن طِقَ إنَّ النكيثَةَ الإقْحامُ
في نظامٍ ما كُنْتُ فيهِ فَلا يُح زنْكَ شيءٌ لكُلِّ حسناءَ ذَامُ
ولقدْ رابَني ابْنُ عمِّي كعبٌ إنَّهُ قدْ يرومُ ما لا يُرَامُ
غيرَ ذنبِ بني كنانَةَ منِّي إنْ أُفارِقْ فإنَّني مِجْذامُ
لا أعُدُّ الإقتارَ عُدْماً ولكنْ فَقْدُ مَنْ قدْ رُزِئُتُهُ الإعدامُ
مِنْ رجالٍ مِنَ الأقاربِ فادُوا مِنْ حُذاقٍ هُمُ الرُءوسُ العِظامُ
فهُمُ للملاينينَ أنَاةٌ وَعُرَامٌ إذَا يُرادُ العُرامُ
وسَماحٌ لَدَى السنينَ إذَا مَا قَحَطَ القَطرُ واستَقَلَّ الرِهامُ
ورجالٌ أبوهُمُ وأََبِي عم رٌو وكعبٌ بِيضُ الوُجُوهِ جِسامُ
وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيلٍ خالَطَتْ فَرْدَ حدِّهِمْ أحلامُ
وكهُولٌ بنى لهُمْ أولُوهُمْ مَأثُراتٍ يَهابُها الأقوامُ
سُلِّطَ الدهرُ والمَنُونُ عليهِمْ فلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ
وكذاكُمْ مَصِيرُ كُلِّ أُناسٍ سَوْفَ حَقاً تُبليهِمُ الأيّامُ
فعَلَى إثرهِمْ تُساقِطُ نفسي حَسَرَاتٍ وذِكرُهُمْ لي سَقامُ
إبلي الإبْلُ لايُحَوِّزها الرا عُونَ مَجُّ النَدَى علَيْها المُدَامُ
وتدَلَّتْ بهَا المَغَارِضُ فَوْقَ الأرضِ مَا إنْ يُقلُّهُنَّ العِظامُ
سمِنَتْ فاستَحَشَّ أكرُعُهَا لا النيُّ نيٌّ ولا السَنامُ سَنامُ
فإذَا أقبلَتْ تَقُولُ إكَامٌ مشرِفَاتٌ فوقَ الإكامِ إكامُ
وإذَا أعرَضَتْ تقُولُ قُصُورٌ مِنْ سماهِيجَ فوقَهَا آطامُ
وإذَا مَا فَجِئتَهَا بَطْنَ غيبٍ قُلتَ نَخْلٌ قدْ حَان مِنْها صِرامُ
وهي كالبيضِ في الأداحيِّ مَا يُو هَبُ منهَا لمُستنيمٍ عِصامُ
غيرَ مَا طيَّرَتْ بأوبارِها الفقرَةُ في حَيثُ يستَّهِلُّ الغَمامُ

الصفحة : 31

فهي ما إنْ تُبِينُ عَنْ سنَدٍ أر عَنَ طَودٍ لِسِربِهِ قُدَّامُ
مُكْفَهِرٌ علَى حواجبِهِ يع رَقُ في جَمعِهِ الحَمِيسُ اللُهامُ
فارسٌ طارِدٌ وملتقِطٌ بِي ضاً وخَيلاً تعدُو وأُخرى صِيَامُ
قدْ براهُنَّ غِرَّةُ الصيدِ والأع داءُ حتَّى كأنَّهُنَّ جِلامُ
قد تَصَعْلَكْنَ في الربيعِ وقدْ ق رَّعَ جِلْدَ الفَرائِصِ الإقدامُ
جاذياتٌ على السنابِكِ قَدْ أفرَعَ هُنَّ الإسراجُ والإلجامُ
لَجِبٌ تُسمَعُ الصواهِلُ فيهِ وحنيِنُ اللقاحِ والإرزامُ
بِعُرىً دُونَهَا وتَقُرَنُ بالقي ظِ وقدْ دَلَّهَ الرِباعَ البُغَامُ

قال
خُفاف بن نُدْبَة
لْم تأخُذُونَ سلاحَهُ لقتالِهِ ولذَاكُمُ عندَ الإلهِ أثامُ
لا دِينُكُمْ ديني وَلا أنَا كافِرٌ حتَّى يزُولَ إلي الصراةِ شَمامُ

قال
سَوَّار بن المُضَرَّب
ألمْ ترَنِي وإنْ أُنبأتَ أنِّي طويْتُ الكشحَ عَنْ طلَبِ الغوانِي
أحبُّ عُمَانَ مِنْ حُبِّي سُليمى ومَا ظنِّي بِحُبِّ قُرَى عُمَانِ
علاقَةَ عاشقٍ وهواً مُتاحاً فمَا أنَا والهَوى مُتدانيانِ
تَذَكَّرْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ سُليمى ولكِنَّ المزارَ بهَا نآنِي
فلا أنسَى ليالي بالكلندَى فنينَ وكُلُّ هذَا العيشِ فانِ
ويوماً بالمجازةِ يومَ صِدقٍ ويوماً بينَ ضنكَ وصومَحَانِ
ألا يا سَلْمَ سيِّدَةَ الغوانِي أمَا يُفدَي بأرضِكِ تلكَ عانِ
ومَا عانيكِ يا ابنةَ آلِ قيسٍ بمفحُوشٍ عليِهِ ولا مُهانِ
أِمنْ أهلِ النقَا طرقَتْ سُليمى طَريداً بينَ شنظَبَ والثمانِي
سرَى مِنْ ليلةٍ حتَّى إذَا مَا تَدَلَّي النجْمُ كالُأدُمِ المجانِ
رمَى بلدٌ بهِ بلداً فأضحَى بظمأَى الريحِ خاشعَةِ القِنَانِ
تمُوتُ بناتُ نيسَبِها ويعيِى عَلى رُكبانِها شُرُكُ المِتانِ
يُطوِّلُ عنُدَ رِكبَةِ أرحَبىٍ بعيدِ العَجبِ مِنْ طَرَفِ الجِرانِ
مطيَّةَ خائِفٍ ورجيعِ حاجٍّ سمُورَ الليلِ مُنطلِقَ اللَبانِ
قذيفَ تنائِفٍ غُبْرٍ وحاجٍ تقحَّمُ خائِفاً قحمَ الجَبانِ
كأنَّ يديهِ حينَ يُقالُ سيرُوا عَلَى مَتنِ التنُوفَةِ عَصبَتانِ
يقيسانِ الفلاةَ كَمَا تَعَالَّا خلِيعَا غايَةٍ يتبادرَانِ
كأنَّهُمَا إذَا حُثَّ المطايَا يَدَا يَسرِ المتاحَةِ مُستَعانِ
شبُوبَا الرَجْعِ مائِرَتَا الأعالي إذَا كَلَّ المَطيُّ سفيهَتَانِ
وهَادٍ شعشَعٌ هجمَتْ عليهِ تَوالٍ مَا يُرَى فيهَا تَوانِ
أعاذِِلَتَيَّ في سَلْمَى دَعَانِي فَإنِّي لا أُطاوِعُ مَنْ نَهانِي
ولَوْ أَنِّي أُطِيعُكُمَا بِسَلْمَى لَكُنْتُ كبَعْضِ مِنْ لا تُرْشِدَانِ
دَعَاني مِنْ أَذَاتِكُمَا ولكِنْ بذِكْرِ المَذْحجِيَّةِ عَلِّلَانِي
فإنَّ هَوايَ ما علِمَتْ سُليْمى يَمَانٍ إنَّ منْزِلَها يَمَان
تَكِلُّ الرِيحُ دُونَ بِلادِ سَلْمي ومِرباعِ المُنَوَّقَةِ الهِجانِ
بكُلِّ تَنُوفةٍ للرِّيحِ فيهَا خفيفٌ لا يُروعُ الترْبَ وانِ
إذَا ما المُسْنَفاتُ علَوْنَ منْها رُقاقاً أو سَماوةَ صَحْصَحانِ
يخِدْنَ كأنَّهنَّ بكُلِّ خَرْقٍ وإغْساءِ الظلامِ على رهانِ

الصفحة : 32

وْإن غَوَّرْنَ هاجِرَةً بفَيْفٍ كاَنَّ سَرابَها قِطَعُ الدُخانِ
وضَعْنَ بهِ أجِنَّةَ مُجهضاتٍ وضَعْنَ لثالثٍ علَقاً وثانِ
وليلٍ فيهِ تَحْسبُ كلَّ نَجْمٍ يدُلُّكَ مِنْ خَصاصَةِ طَيْلسانِ
نعَشْتُ بهِ أزِمَّةَ طاوِياتٍ نوَاجٍ لا يُبِئْنَ علَى اكْتنانِ
تُثرْنَ عَوازِبَ الكُدْريِّ وهْناً كأنَّ فراخَها قُمْرُ الأَفاني
يَطَأْنَ خُدورَهُ متَسمِّعاتٍ علَى سُمْرٍ تَفُضُّ حَصَي المِتانِ
شَرِبْنَ جَميعَهُ حتَّى توَلَّى كمَا انكَبَّ المُعَبَّدُ للجِرانِ
وشَقَّ الصُبْحُ اُخرَى اللَيْلِ شقَّاً جِماعَ أغَرَّ مُنْقَطعِ العنانِ
ومَا سَلْمَى بسَيِّئَةِ المُحَيَّا ولا عَسْراءَ عاسِيةِ البَنانِ
ألَا قدْ هاجَني فازْدَدْتُ شَوْقاً بُكاءُ حَمَامتيْنِ تجَاوَبانِ
تنَادى الطائرانِ بِصُرْمِ سلْمى على غُصْنَيْنِ منْ غَرَبٍ وبانِ
فكأَنَ البانُ إنْ بانَتْ سُليْمى وبالغَرَبِ اغْتِرابٌ غَيْرُ دانِ
ولوْ سألَتْ سراةَ الحيِّ عنِّي عَلَى أنِّي تلَوَّنَ بي زَمانِي
لنبَّأهَا ذَوُو أحسابِ قومِي وأعدَائي فكُلٌّ قَدْ بَلاني
بدَفعِي الذَمَّ عَنْ حسبِي بمَالي وزَبُّوناتِ أشوَسَ تيَّحَانِ
وأنِّي لا أزالُ أخَا حِفاظٍ إذَا لَمْ أجنِ كُنْتُ مِجَنَّ جَانِ

قال
صَخْر بن عَمْرو الشريد
أرَى أُمَّ صخرٍ ما تَجِفُّ دموُعُها ومَلَّتْ سُليمى مَضجَعي ومَكَاني
ومَا كُنتُ أخشَى أنْ أكُونَ جنازَةً عليكِ ومَنْ يغتَرُّ بالحَدَثانِ
فأيُّ امرئٍ ساوَى بأمٍّ حليلَةً فَلا عاشَ إلَّا في شَقاً وَهَوانِ
أهُمُّ بأمرِ العزْمِ لوْ أستطيعُهُ وقَدْ حيلَ بينَ العيرِ والنزوانِ
لعَمرِي لقدْ أيقظتِ مَنْ كانَ نَائِماً وأسمَعتِ مَنْ كانَتْ لَهُ أذُنانِ
وحيٍّ حَرِيدٍ قدْ صبحتُ بغارةٍ كرجلِ جَرادٍ أو دَباً كُتُفانِ
فلوْ أنَّ حياً فائِتُ الموتِ فاتَهُ أخُو الحَرْبِ فوقَ القارحِ العَدَوانِ

قال
سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِياحيّ
أَنَا ابنُ جَلَا وطلّاعُ الثَّنايَا متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
فإنَّ مكانَنَا منْ حِميَريٍّ مَكانُ الليثِ من وسَطِ العَرينِ
وإنِّي لا يعُودُ إلىَّ قِرنِي غداةَ الغِبِّ إلَّا في قَرِينِ
بِذِي لِبَدٍ يصدٌّ الرَّكب عنهُ ولا تُؤْتى فريستُهُ لحِينِ
عذَرْتُ البُزْلَ إذْ هيَ خاطَرَتنِي فمَا بَالي وبالُ ابنيْ لبونِ
وماذَا يدّري الشعراءُ منّي وقدْ جاوزْتُ رأْسَ الأرْبعينِ
أخو خمسينَ مُجْتَمِعٌ أشُدّي ونجّذني مجاورةُ الشؤونِ
فإنَّ عُلالتيْ وجِراءَ حَوْلي لذو شِقٍّ على الضّرَعِ الظَّنونِ
سأُحيي ما حييتُ وإنَّ ظهري لمشتدٌّ إلي نصْرٍ آمينِ
كَرِيمُ الخالِ مِنْ سلَفيْ رياحٍ كنصْلِ السيْفِ وضّاحُ الجبينِ
فإنَّ قناتنا مشِظٌ شظاها شديدٌ مدُّها عُنُقَ القرينِ

قال
شمرُ بن عَمْرٍو الحنفيّ
لَوْ كنتُ في ريْمانَ لسْتُ ببارحٍ أبداً وسُدَّ خَصاصُهُ بالطينِ
لي في ذُراهُ مآكلٌ ومشارِبٌ جاءَتْ إليَّ مَنيَّتي تبغيني
وَلقدْ مررْتُ على اللئيمِ يسبُّني فمضيْتُ ثُمَّت قُلْتُ لا يعْنينِي

الصفحة : 33

غَضْبانَ ممتلئاً عليَّ إهابهُ إني وربِّكَ سُخْطُهُ يرْضيني
يا ربَّ نكْسٍ إنْ أتتْهُ منيَّتي فرِحٌ وخِرْقٍ إنْ هَلَكْتُ حزينُ

قصائد لغوية
قال
أبو حزام العكلي
أُلزِّئُ مستهْنئاً في البَدئْ فيرمأُ فيهِ ولا يبذءهْ
لإهنأهُ إنني هانئٌ وأحصئهٌ بعدَ ما أهنئُهْ
وعنديَ للدَّهدءِ النابئينَ طنْئٌ وخزْءٌ لهمْ أجْزَءُه
وأكْدِئُ نجأتَهمْ بالنَّسى ءِ ثأْثأََةً أوْ لهمْ أرثَؤُهْ
وأقضئُهمْ مُلبئاتِ المأَى والبئُهُمْ بعدَ ما البؤُهْ
وعِندي زُوازِءةٌ وأبةٌ تُزأزئُ بالدَّأثٍ مَا تَهجؤهْ
ولا أجذَئِرُّ ولا أجثئِلُّ لآدٍ أدا لي وَلا أَحدَءُهْ
ولكنْ يُبأبئُهُ بُؤبُؤٌ وبَأبؤُهُ حَجَأٌ أحجَؤُهْ
تزءُّلَ مُضْطَنئٍ آرمٍ إذا أئتَبَّهُ الأدُّ لا يَفطَؤُهْ
مُرافِئ أحبِائهِ واذئٍ لِواذِئِهِِ آزمٍ مَحْمَؤُهْ
وكَائنْ تحلَّئْتُ عَنْ ماسِئٍ وعندِي منَ الذَّأمِ ما يذ مَؤُهْ
يُصأصِئُ منْ ثأرهِ جابِئاَ ويَلفَأُ مِنْ كانَ لا يَلفأُهْ
سأَنْسَأُ طِنئيَ مِنْ طِنْئِهِ وآليَ مِنْ آلِهِ أنسَأهْ
وإنّي لَكَيئٌ عَنِ المُوءباتِ إذَا مَا الرَّطِيءُ أنمأَى مَرْثَؤُهْ
وإنِّي لمُزدءبٌ مئرَةَ المُمائِرِ مُؤدٍ لِما يكفَأُهْ
ولا الطِّنئُ مِنْ مربَأي مُقرئٌ وَلا أنَا مِنْ معبأي مزنَؤُهْ
وإنيِّ ليُد رئُ بي مُد رئُ لِذِي تُد رَئٍ مُشئِزٍ تُدرأُهْ
لِلا نأنأٍ جُبَّأٍ كيئَةٍ عَليِّ مَآبِرُهُ تَنْصَؤُهْ
فلمَّا انتتأتُ لدرئِهِمُ نزأُتُ عليهِ الوأى أهذَأُهْ
برأمٍ لذأَّجَةِِالضِّنىءِ لا يَنُوءُ اللَّتيئُ الَّذي تَلْتَأُهْ
فهاؤُو مُصئِّيَةً لمْ يُؤَ لَّ بادِئُها البدءَ إذْ يَبدأُهْ
لأرءُدِها ولزُءَّبها كشَطَئِكَ بالعَبْئِ مَا تَشطَأُهْ

وقال:
ألَمْ تُزأدْ لإنعاثِ الخلِيطِ ليُثعِلَ بالغُطاطِ أوِ الشَّميطِِ
على قُودٍ تُتقتقُ شَطرَ طنْئٍ شَأَى الأخْلامَ ماطٍ ذي شُحُوطِ
بلَي زُؤُداً تَفَشَّغَ في العواصي سأفْطِسُ منْهُ لافَحْوَى البَطِيطِِ
فَلا تَنحِطْ عَلَي لُغَفاءَ دَجُّوا فَلَيسَ مُفيئَهُمْ أمْرُ النَّحِيطِ
وَلاهُمْ حادِجُونَ حَرَاكَ إلاَّ خِلافَ مُجَرْدَمٍ وَاصٍ قَمِيطِِ
فوذِّحْ ضِنءَ مَنْ رُطئَتْ شِغاراً ومَا شُكِدَتْ عَلَيْهِ مِنْ فَسيطِ
وَمَنْ ثَهتَتْ بهِ الأرطالُ حِزْباً إلا ياعَسْبَ فاقِعةِ الشَّرِيطِ
أتَثِلبُني وأنتَ عَسِيفُ وَغْدِي لَحاكَ اللهُ مِنْ قَحْرٍ قَفُوطِ
فَلا تُؤْمِرْ مُمَاءرَتي وبُؤْلِي فليسَ يَبُوءُ بخسٌ بالشَّطُوطِ
ونَدُّكَ مُفشِئٌ رَيَّخْتُ منهُ نَؤُوراً آضَ رِئْيدَ نؤُورِ عُوطِ
فآصَلَ قدْ تد خْدَخَ لي وداخَتْ فراضِخُهُ دُءاخَ العضرَفُوطِ
أمَا فثَأَ الوَرَى نَفخِى شواهُمْ وزرِّيهِمْ بأثعَلَ ذِي أطيطِ
وتظيِيئيهِمُ بالَّلأظِ مِنِّي وذَأَطِيهِمْ بشُنتُرَتي ذُؤُوطي
هيَا قُزَ لستُ أحفِلُ أنْ تَفحِّى نَدِيدَ فَحيحِ صَهْصَلَقٍٍ ضَنُوطِ
سأثمَأُ إنْ زنأُتِ إلي فارقَى بِبِرطِيلٍ قتالَكِ فاستَميطِي

الصفحة : 34

ولستُ بواذِئ الأحباءِ حُوباً ولا تندَأَهُمُ جَشْراً عُلُوطِي
ولا نَأَتَتْ لُمَاتِي حادِجِيهِمْ علَى حندِيرَتَيَّ مِنْ النَّفيطِ
فدُونكُمُ عَماساً دَرْدَبِيساً كَأَزْوَلِ مَا يُذَبَّر في قُطُوطِ
تعادَتْ بالجبانِ عَلَى المُزجَّى وَيُخْفِي خَبْأَها البَدْءُ الضَّفيطِِ

وقال
نَسَّ آلي فهادَ هِنْداً نَسُوسَا واستَشاطَ القذالُ منِّي خَلِيسا
لا تُنِيَرنْكِ ذُرْأَتِي وذُبُوبي ستَئَيِضينَ أنْ نُسئْتِ حُرُوسا
نِدَّ مَا إضْتُ جَيْرِ حَتَّى تَئِيضي في العَلاقَي تُعلِّقينَ البَسُوسا
إنْ يَحُلْ حالِكِي ويَذْوِ قَتالي وأُدايجْ أوائمُ المَعْرُوسا
غَيْرَ مُؤدٍ عَلى دَدٍ سامِدِي طمشُ بدءٍ وَلا أطيسُ الخَمِيسا
فلقَدْ تَشْفِنُ الشَّوافِنُ منّي حينَ يَحْدِجْنَ تانِئاً عِرِّيسا
لُوسُهُ الطَّمْشُ إنْ أرادَ شَماجاً خَرِشَ الدَّمْسِ سندَريَّاً هَمُوسا
زيرَ زُورٍ عَنِ القَذارِيفِ نُورٍ لا يُلاخِينَ إنْ لَصَوْنَ الغَسُوسا
وسخاويَّ مُجمَعاتٍ قَياقٍ قَدْ أَهَسْتُ الوآةَ فِيها الهَيُوسا
ما بها تشفن الشوافن إلا هجرساً ضابحاً وسيداً ولوسا
إطبَتْهُ الَّتي تُؤَرَّثُ لِلعا في فَزْوزَى يَصُورُ عِنْدِي العَلُوسا
قال زبادةً فزبد إمَّا هبرات المأى وإما بسيسا
وَمَعي صيغَةٌ وَجَشّاءُ فيهَا شِرعَةٌ حَشَرُها حَرىً أنْ يُكِيسا
لمْ أكنْ مُهيمِياً لِحَشئِهِ حَشْراً غيْرَ إنِّي حَدَأُتُ عَنْهُ البَئِيسا
إتِّئاباً مِنْ ابنِ سيدٍ أويسٍ إذْ تَأَرَّي غَذُوفَنَا مُسترِيسا
وَرَطِيئٍ فغاً تَحَلأَّْتُ عنهُ بعدَ إزْجائِهِ لي الدَّرْدَبِيسا
خَنْفَقِيقاً تُؤَبِّسُ الدَّهْدَأََ الشُّو سَ بحُولاتِِ رُبْدِهَا تَأَبِيسا
ومَصِنٍّ مُخَرْمَدٍ مُكْثِبٍ بي وإذَا مَا انتَسَأْتُ هَذْرَمَ جُوسا
أيُّهَا النَّأنأُ المُسافِهُ في العُلْعُولِ أنْ لاغَفَ الوََرَى الجُعْسُوسا
لاتُبِئُنِي وأنتَ لي بكَ وَغْدٌ لاتُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإريسا

قال بعضهم
لسُعْدَى بِاللوَى رَبْعٌ عَفاهُ عارِضٌ مُرْزِمْ
صَدُوقُ الوَبْلِ هَطّالٌ وَهُوجُ البارِقِ الَأسْحَمْ
فأَضْحَتْ آيَةً قَفْراً كَبَاقِي الخَطِّ في الأرْسُمِْ
عَهِدْنَا فيهِ حُوراً قا صِراتِ الطَرْفِ كالأنْجُمْ
وفِيهِنَّ هَضِيمُ الكشحِ َريَّا وَاضحُ الَمبسِمْ
سبَتْ قَلْبِي فأردَتْنِي بلَوْحِ الوجهِ والمِعصَمْ
رَمَتْ سَهْماً بعينَيهَا فَعَيني دائماً تَسجِمْ
ألا يَا لَيْتَ شِعْري هلْ تُراعي الوصلَ أوْ تَصرِمْ
فقَدْ أصَبحْتُ مَشْغُوفاً كَئِيباً هائِماً مَسهَمْ
فدعْ هذَا ولا تَيأَسْ عَلى مَا فاتَ يَا مُغرمْ
ألا يَا صَاحِ أنبِئْني هداكَ اللهُ مَا القَشعَمْ
ومَا الهيفَا ومَا النَكْبَا ومَا الصَرمَا ومَا المُرْدِمْ
وما السَامُّ ومَا اللامُ ومَا الذَامُ ومَا المِخْذَمْ
ومَا التُرعَةُ والتلعَةُ والهيْعَةُ والهَمْهَمْ
وما الأنزع والأشنع والأسفح والسلهم
وما الزُحْلُوفُ والغُرْضُو فُ والشُرْسُوف والمنْسِمْ
ومَا السِرْحانُ والدَيثا نُ والدُسفانُ والأصلَمْ
وما الدَيْمُومُ والحَيْزَو مُ والحَيْمُومُ والأصْحَمْ

الصفحة : 35

ومَا الضايِعُ والهايِعُ واللايِعُ والأعْلَمْ
ومَا الدَأدَا ومَا النَأنَا ومَا الظَأظَا ومَا الأجْذَمْ
ومَا الدَرْدَقُ والخِرْنِقُ والنِقْنِقُ والهَيْثَمْ
ومَا الأغْيَدُ والأدْرَ دُ والجَلْعَدُ والهَرْثَمْ
ومَا الصَلْصَالُ والسَلْسا لُ والشِمْلالُ والمُفْعَمْ
ومَا اللُؤمُ ومَا التُؤْمُ ومَا البُومُ ومَا الشَيهَمْ
ومَا العَيهَلُ والقَنْبَلُ والصِئْبِلُ والسِلْتِمْ
ومَا القَحْمُ ومَا الرَقْمُ ومَا الوَغْمُ ومَا الضَيْغَمْ
ومَا القَرْمَدُ والجَلْمَدُ والمِسْرَدُ والِلهْزِمْ
ومَا النَفْنَفُ والصَفْصَفُ والحَرْجَفُ والصَيْلَمْ
ومَا القَسْطَلُ والعَيْطَلُ والغَيْطَلُ والعَنْدَمْ
ومَا الجَثْجَثُ والكَثْكَثُ والعَثْعَثُ والأبْلَمْ
ومَا الجُؤشُوشُ والرَعْشُو شُ والخَنْشُوشُ والشَجْعَمْ
ومَا القزُّ ومَا الوَخْزُ ومَا الضَمْزُ ومَا العَيْهَمْ
ومَا الجِحْجِاحُ والضَحْضَا حُ والصِرْدَاحُ والأَزْلَمْ
ومَا المَيْنُ ومَا الَلأيْنُ ومَا القَيْنُ ومَا التُؤَمْ
ومَا المَانِحُ والكاشِحُ والجانِحُ والأرْقَمْ
ومَا الأقْيَالُ والأنْفَا لُ والأوْشَالُ والعَلْقَمْ
ومَا السَبْسَبُ والكَبْكَبُ والقَرْهَبُ والغَيْلَمْ
ومَا الأزْعَرُ والأصْوَ رُ والأصْعَرُ والأدْرَمْ
ومَا الأبْرَاءُ والأطلا ءُ والأصداءُ والمَجْثَمْ
ألا لا يَكْفَأنْ شِعرِي فِشِعري مُعرَبٌ مُحْكَمْ
لقدْ حبَّرْتُ شِعراً كالحريقِ الساطعِ المُغْرَمْ
فقلْ لإبنِ جميلٍ سا دَ ويكَ الحيَّةُ الضِرْغَمْ
فأنتَ الخاضعُ الواهي فأنتَ الأهَوجُ الطِمْطِمْ
لقدْ أصبحْتَ يَا مثبو رُ تقْرا غيرَ مَا تَكْرُمْ

قال بعضهم
لسَلمى بالحشا مَرْقدْ فصُبْحَاً بعدَهَا أبِدْ
بكتْ لبينِها عيْني وخُلقي بعدَهَا عَرْبدْ
أبدتُ يومَ قلَّتْهَا أَمُونٌ قَصد تْ فَد فدْ
أفدْ مِنّي بياضُ الفوْ دِ وأنَا مُولعٌ أَنْشُدْ
بخندَاةٌ فمَا لومِي كذَا رعدِيدَةٌ ثُوهدْ
فذاتُ الُأصدِ صادَتْني ودُوني بابُهَا مُوصَدْ
قتلْني سهمُ عينِيها وفرعٌ فَاحمٌ أسودْ
ألا بَالبيتُ هلْ تعْلمْ بِأنِّي مُغْرَمٌ مُفْرَدْ
وهلْ تدري بمَا أمسيتْ بجنْحِ الليلِ لَمْ أَبْرُدْ
فدونكْ ذَا خذِ اللغاتْ إذِ اللغاتُ لاتُرْتَدْ
ألا يا خلِّ خبرْنيْ هداكَ اللهُ ما القرْد دْ
وما البحترُ والبهترُ والأبهرُ والجلعدْ
وما الأصبارُ والأصما رُ والصبارُ والقرمدْ
وما الأشقحُ والشفْلحُ والشرمحُ والأبلدْ
وما العرفَج والعسلجُ والأبلجُ والأنكدْ
وما الضمْعجُ والأدعجُ والد ملجُ والمسردْ
وما الأمكدُ والأملدُ والأمعدُ والأميدْ
وما السمخُ وما النبخُ وما البذخُ وما السلغَدْ
وما الأخزرُ والقعسرُ والأمقرُ والمسندْ
وما الأدرةُ والأطرَ ةُ والأصرةُ والأكبدْ
وما الإرْدَبُّ والإرْزَ بُّ والأرقَبُ والمحتدْ
وما الزخزوبُ والقرضو بُ والمرطوبُ والمِعضدْ
وما القرهبُ والقرشبُّ والقرضبُ والمحصدْ
وما الوخواخُ والمنتا خُ والنضّاخُ والصفْرِدْ
وما الشحْذانُ والغرْثا نُ والمطرانُ والسرْهَدْ
وما العَنْكَثُ والأعفثُ والأغبثُ والضَرْغَدْ
وما السبْرُوتُ والرُتو تُ والمخْروتُ والصَيْهَدْ

الصفحة : 36

وما الهَذّاذُ والملاّ ذُ والشَحّاذُ والمِلْكَدْ
وما الجعْبرُ والجعْفَرُ والجعظَرُ والحَرْمَدْ
وما العبْقَرُ والعبْهَرُ والعِثْيَرُ والفوهَدْ
وما الكحكحُ والكَوْمحُ والكَفيحُ والعجْرَدْ
وما الصمْكوكُ والمضْنو كُ والزُعْكوكُ والموطَدْ
وما العمْشوشُ والعشو شُ والرعشوشُ والملْسَدْ
وما العطعطُ والأعيطُ والفسيطُ والأكْلَدْ
وما العُثمانُ والعيما نُ والنشوانُ والأقهدْ
وما الهيذَمُ والملد مُ والملطمُ والمقلدْ
وما الخيشومُ والحيزو مُ والمظلومُ والأقْوَدْ
وما الكصيصُ والكيصُ وما الكريصُ والقرْمَدْ
وما العاهنُ والكاهنُ والقاطنُ والفرْقَدْ
وما القصقاصُ والمنْما صُ والوصواصُ والفرْهدْ
وما التيفاقُ والمعْفا قُ والغيداقُ والأرْمَدْ
وما العطاطُ والقطّا طُ والمِلْطاطُ والمذْوَدْ
وما الظُنُّ وما الظَنُّ وما القِنُّ وما الأعْوَدْ
وما العاتقُ والناتقُ والفاسقُ والمُصْمَدْ
وما الهضهاضُ والأنْفا ضُ والأوفاضُ والأقْمَدْ
وما اللضْلاضُ والنَضّا ضُ والأنْواضُ والمُقْعَدْ
وما العارٍضُ والغامِضُ والنافِضُ والأنْقَدْ
وما الكِتْفانُ والكلْفا
ألا لاتَحْقِرَنْ شِعْري
لقدْ حَسَّنْتُ شِعْراً كالْحريقِِ
فَصيحاً لَوْ حضَرْ سَحْبانْ
ألا قُلْ للمُجادِلْ ويْكَ
فأنْتَ الصاغِرُ الضارعُ
لقدْ كُلِّفْتَ يا مسْكينْ
وإنْ خامَرْكَ شَكٌّ قُلْ


فدوى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:41 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML