تفسير الاحلام في التاريخ
أما قدماء المصريين أيضاً ” أولوا اهتماماً خاصّاً بأحلام قادتهم الملكيين، بالنظر إلى أن الآلهة كانوا أكثر عرضة للظهور فيها. سيرابيس، إله الأحلام المصريّ، كانت له معابد لحضانة الأحلام. وقبل الذهاب إلى هذه المعابد، يصوم الحالمون ويصلّون كي يضمنوا رؤية أحلام سعيدة”. كما قال د.وسيم السيسي في كتابه عن مصر القديمة. وكنا قد ذكرنا في المقال الاول ان عزيز مصر وهو بحكم التاريخ ينتمي الي عائلات الهكسوس الذين حكموا مصر ولكن طبقا للتاريخ التوراتي فينتمي لعهد امنحتب الرابع الملقب بأخناتون الداعي للتوحيد في مصر القديمة ابان عصر الدولة الوسطي كانوا يهتمون كثيرا بتفسير وتأويل الاحلام ويتخذون قرارتهم بعد مشورة الكهنة الكبار. أما الصينيون فاعتبروا أن روح الحالم هي العامل المهمّ في توجيه الحلم. كانوا يعتقدون أن “الهون” أو الروح تغادر الجسد أثناء الحلم لتتواصل مع أرض الأموات. وفي كتاب الأوبنيشاد الذي ظهر في الزمن ما بين 900 و 500 قبل الميلاد. وهو يتناول منظورين عن الأحلام: الأوّل يرى أنها مجرّد تعبير عن الرغبات الداخلية. والثاني يشبه الاعتقاد الصيني عن الروح التي تغادر الجسد أثناء النوم لتعود عندما يستيقظ الجسد ثانية. ولو تأملنا قليلا في المنظور الصيني الاول والثاني سنجد أنه التفسير الاقرب لأفكار أغلب فلاسفة وعلماء النفس في القرن العشرين وستجد هذه الافكار في كتب نيتشه الفيلسوف الالماني الشهير, وفي تفسيرات الاحلام لسيجموند فرويد وسيزماروف وغيرهم. كثير من علماء ومفكرين اوروبا في القرن العشرين كانوا يهتمون بأفكار الشرق الاقصى التي عانت تجاهلا نسبيا من الاوروبيين لفترات طويلة لبعد المسافات وغياب التفاعل الذي قد ينقل الافكار بسهولة مثلما حدث مثلا بين حضارة العرب والمسلمين واوروبا. فكان من العادي ان تجد في اوروبا في القرن السادس عشر الميلادي كتب اطباء وعلماء العرب مثل الرازي وابن النفيس والحسن بن الهيثم وابن البيطار وغيرهم وباللغات العربية واللاتينية وغيرها.
لمعرفة المزيد اضغط هنا