ثم هناك المساحات الصامتة، وهوة المعنى التي تتحدى الترجمة. تهويدة الجدة، وألم الخسارة الخام الملتصق بكلمة واحدة، وذكرى الوطن الحلوة والمرة المنسوجة في نسيج لسان آخر - هذه أصداء باهتة جدًا بالنسبة لأي خريطة، مما يترك المترجم يعاني من ألم مؤثر من الفهم والخسارة.
ولكن حتى في مواجهة هذه الهمسات غير القابلة للترجمة، فإن المترجم يثابر. إنهم يؤمنون بالقوة التحويلية للقصص، بالطريقة التي يمكن بها لجملة واحدة مترجمة أن تبني جسراً عبر جراند كانيون من الثقافات. وهم يعتقدون أنه في نسيج الروايات المشتركة، المنسوجة من خيوط التفاهم، يكمن الأمل في عالم تصبح فيه الاختلافات حوارات، واللغات، وليس الجدران، ولكن النوافذ الزجاجية الملونة في الروح البشرية.
لذلك، في المرة القادمة التي تسمع فيها لغة أجنبية، أو تتعثر على عبارة مترجمة محفورة على جدار بعيد، تذكر النساجين الهادئين للمعنى، بناة الجسور بين العوالم. لأنهم في رقصهم الدؤوب مع الكلمات، يذكروننا أنه حتى أكبر محيطات اللغة يمكن عبورها، من القلب إلى القلب، من خلال العبارة اللطيفة لقصة مشتركة.
في ملاذ مكتب مضاء بالمصابيح، يرقص شخص وحيد مع الأشباح. ليست خصلات طيفية، بل أشباح المعنى، محاصرة في عنبر لسان آخر. يقوم المترجم، وهو عالم آثار الكلمة المنطوقة، بالتنقيب في طبقات من تركيب الجملة والقواعد، ويكشف عن جوهر الفكر المدفون.
اقرا المزيد
مكتب ترجمة معتمدة