أحسنت تعبيرا حينما قلت لماذا يعادي الجاهلون أهل العلم ولم تقل مثلا يعادي العلماء أهل الجهل أو لماذا العداوة بين أهل العلم والجهل ...بما يعني أنه في حال وجود عداوة فهي من الجاهل تجاه العالم حتما
إن دلالة اللفظ جاهل أيضا تحتاج منا إلى تشريح لا سيما ان معناها تطور بشكل كبير منذ أن كانت في الجاهلية تعني الشدة والقتل مرورا بإطلاقها على الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ...ووصولها إلى ما وصلت اليه في عصرنا من تزمت ورجعية وابتداع واتباع ....وتكفير لأهل العلم ورميهم بالزندقة وما إليه ...حتى أننا نرى ونسمع أطفالا لفظتهم المدارس الابتدائية يقرأ صفحة أو أقل من تلك الكتب الوافدة في خضم ما يفد ..ثم ينطلق في سب العلماء وتكفيرهم ورميهم بشتى النعوت ...
لا شك أن مثل هذه العداوة لا تنشأ إلى في تربة الجهل ولاتسقى أو ترضع إلا بلبان الحسد والغيرة ولا يرعاها سوى الخوف على الذات من كل انواع التقدير .... ذلك أن طاقة الجهل المنخفضة لا يمكنها أن ترتفع لتنسجم مع طاقة العالم العليا فيحدث لها تصادم واهتزاز ولا تفتأ تقاوم حتى تقضي عليه
أما إمكانية التعايش السلمي بين جاهل وعالم ففمكن إذا كان في روح الجاهل بقية من الربانية التي تصبح وازعا زاجرا له من ازدراء العلماء رغبة في أن يمسه بعض ريحهم