علامة إستفهام التي من الممكن أن تصف حال انسان ضاع في طرقات هذا الزمن زمن الضياع .. زمن تشويه الصور والمشاعر زمن صار فيه الجميل قبيح والقبيح جميل ... على الدوام هي كانت في البدء علامة تأتي في آخر جملة سؤالية أما اليوم فهي في بداية كل الجمل وفي خطوات أغلب الناس تأتي مع السحاب وتمطر دون أن تروي عطش الأرض وتمشي إنها علامة لوصف الحياة في هذه اللحظة من التأريخ بالكامل وهي نفسها تعبير لقمة اللاتكامل فيها وفينا قبل الآن كنا بشر بصدق نحب بصدق ونكره بصدق نصادق بصدق ونصارع بصدق لكن الآن تأتي استفهام قبل التأكيد على بشرية الناس في أعماقهم ليس كلهم فأنا لست مع التعميم ولكن يمكنني القول أغلبهم اصبحنا نتسائل دوما عن مشاعر المقابل تجاهنا ومشاعرنا تجاهه هل فعلاً يحبنا ؟ نحبه ؟ يكرهنا ؟ نكرهه ؟ لسنا متأكدين من أي شيء حتى من ذواتنا فقدنا اليقين في أحاسيسنا وتعاملاتنا وأفكارنا أصبحنا نعيش داخل دوامة من الشك واللاإستقرار وراية الاستفهام ترفرف فوق رؤسنا بل في رؤسنا وفي قلوبنا على الدوام نحن نسأل ونتسائل ولا جواب لدينا ولا جواب في الأفق القريبة والبعيدة ولا جواب اصلاً لأننا حذفنا الجواب من اللغة فنحن بذاتنا أصبحنا على صورة علامات بل علامة وليست علامات علامة استفهام كبيرة احتلت كل كياننا وعالمنا المليء بالزيف من يملك أي جواب ؟ من يستطيع ان يخلصنا من بئر السؤال أو يخلص نفسه على الأقل ؟ وبما يمكننا أن نصف حالنا المتوتر والقلق على الدوام ؟ أين اليقين وأين الحقيقة قبل وبعد الشك والأكاذيب ؟ وحتى هنا أنا أشك في كوننا أصبحنا على ما تحدثت وكتبت عنه وعن تشبيهنا وتشبيه حياتنا الآن بعلامة استفهام ووصلت الآن الى أن اضيف اسطري وكلماتي ايضاً الى قافلة الاستفهام هذه وأضع لكم علامة تسكننا جميعا وهي : ولكم مني خالص التحية والتقدير والاحترام