السلام عليكم .....
هذه الكلمات كتبت في احدى صفحات الكتاب
أذكر حادثة بسيطة للغاية موجودة على نطاق واسع. في عاصمة عربية ذهبت لأزور صديقاً عربياً. وعندما وصلت إلى الحي الذي يسكنه فاجأتني القاذورات وفضلات الطعام وكافة أشكال النفايات وأكياس الزبالة. كانت منشورة بعشوائية على الأرض، والشارع والزوايا. على أي حال، وصلت إلى البناية التي يسكن فيها ذلك الصديق.
المدخل كان قذراً والدرج أيضاً ولكن لدهشتي فقد وجدت عالماً آخر خلف باب صديقي. كان البيت نظيفاً للغاية وكان مرتباً وأنيقاً ومريحاً. لقد فهمت أن كل ما يخص الملكية العامة يعامله الناس كأنه عدو فينتقمون منه ولذلك نجد المقاعد في الحدائق العامة مكسرة أو مخلوعة ونجد معظم مصابيح الشوارع محطمة.
كما أن دورات المياه العامة قذرة بصورة لا توصف. وحتى المباني الحكومية فقد لحق بها كل أنواع التخريب الممكنة.
لقد فكرت طويلاً في ظاهرة تخريب الممتلكات العامة وفهمت أن المواطن العربي يقرن بين الأملاك العامة والسلطة وهو نفسياً في لا وعيه على الأقل ينتقم سلبياً من السلطة القمعية فيدمر بانتقامه وطنه ومجتمعه بدلاً من أن يدمر السلطة نفسها. تلك المظاهر السلبية التي ذكرتها اختفت تماماً من المجتمع الياباني.
ولكنها لم تختف منذ زمن طويل. لقد استمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية بسنوات. ولكننا انتصرنا عليها وتحررنا منها وعرفنا مسؤوليتنا عن الملكية العامة معرفة جيدة.. لا أستطيع الفصل بين القمع وعدم الشعور بالمسؤولية في المجتمع العربي، كيف يتبدى الأمر للآخر غير العربي؟ بالأخص نحن القادمين من اليابان؟