كيفية حفظ القرآن الكريم بسهولة.. :
قال سبحانه وتعالى:" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر "،
لقد أكثر علماء الحديث والسنّة النّبوية في تعليم النّاس الأحاديث التي تحثّ على حفظ القرآن الكريم وتعلمه
، فقد نجد من كتب الأثر أنّ أصحاب الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - كانوا حريصين جداً على تعلم القرآن وحفظه،
كما أنّهم كانوا حريصين على تعليم أبنائهم حفظ القرآن الكريم،
وكانوا يتنافسون في ذلك، كما أنّ زوجات الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - كانت تتهافت على حفظ القرآن الكريم الذي تسمعه من الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
كما أنّ هناك العديد من الأمور الواجب مراعاتها من أجل حفظ القرآن الكريم، ومنها:
_وجود النّية الصّادقة من أجل حفظ القرآن الكريم، وأن تكون الغاية من حفظ القرآن الكريم هي نيل رضا الله عزّ وجلّ، كما أن يتمّ تسخير العقل والرّوح من أجل حفظ القرآن، ومحاولة الابتعاد عن الأمور التي تشغل الإنسان عن حفظ القرآن الكريم، والتي تسبب مضيعة للوقت. طلب العون من الله عزّ وجلّ، وذلك أثناء الصّلاة، وأنت بين يدي الله أن تسأله يد العون في مساعدتك على حفظ القرآن الكريم، وذلك من أجل الفوز بجنّاته ونيل رضاه، كما يتوجّب الإلحاح على الله في هذا الأمر من أجل أن يساعدك على ذلك.
_ الإكثار من الاستغفار من أجل محو الذّنوب التي قمت بها، كما يجب الابتعاد عن المعاصي والتي ستنسيك أمر حفظ القرآن الكريم، كما أنّه لا يليق بكتاب الله أن تقوم بارتكاب المعاصي أثناء حفظ كتاب الله. أن تتوافر لديك الإرداة والعزيمة على هذا الأمر، فيجب ألا تتكاسل بسرعة، لأنّ الأمر سيكون مرهقاً في البداية، ولكن سرعان ما يسهله الله عليك.
أن تقوم بتنظيم أمورك من خلال جدول تبيّن فيه السّاعات التي ستستغلها من أجل حفظ القرآن الكريم، كما يجب أن تقوم بالسّيطرة على نفسك من خلال عدد الصفحات التي ستنجزها اليوم في الحفظ . يجب أن تقوم بعمل مراجعة يوميّة لما حفظته خلال النّهار، وأن تكون هذه المراجعة في آخر النّهار بعد الانتهاء من الحفظ، كما أن تقوم بعمل مراجعة أسبوعيّة لما حفظته.
_استغلال البكور، والبكور يعني أن يحفظ الإنسان القرآن في ساعات الفجر المبكّرة، حيث أنّ هذه السّاعات الأفضل لحفظ القرآن الكريم، حيث أنّ العقل والدّماغ يكونان في حالة نشاط كاملة، كما أنّ القرآن الكريم الذي يحفظه الإنسان في ساعات الفجر المبكرة يبقى لمدّة أطول في الذّاكرة. يجب أن يفهم الإنسان ما يقرأه، فالحفظ لا يعني التلقين وحسب، بل يجب أن يتدارس معاني الآيات من أجل حفظها، وهذا الأمر يسهّل الحفظ على الإنسان.
_ حاول أن تقرأ ما قمت بحفظه خلال صلاتك، وبهذه الطريقة سوف تحافظ على ما حفظته، وتتأكّد أنّك لم تنسى الآيات التي حفظتها، كما أنّها طريقة جيدة جداً من أجل مراجعة ما حفظته.
أهمية حفظ القرآن الكريم إنّ حفظ القرآن مع فهم معانيه هو أمر مطلوب شرعاً، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن لكي يتلى ويتمّ تدبّر معانيه، وأن يعمل به، ويحكم به بين النّاس، وكي يدعى به الخلق، ويبشّروا به أو ينذروا، وهذا لا يتمّ إلا من خلال فهم معاني القرآن الكريم، وقد ذكر ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم، أنّ أوّل مراتب ودرجات طلب العلم هو أن يتمّ حفظ القرآن وأن يفهمه، وقد ذكر أنّ ما يعين على فهم معانيه يجب تعلمه، وكان هدي أصحاب النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - هو أن يتعلموا آيات منه ويتعلموا معانيها، كما روى الطبري عن ابن مسعود أنّه قال:" كان الرّجل منّا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيهنّ والعمل بهنّ ". وبهذا يعلم تأكيد وأهمية تعلم تفسير القرآن الكريم، حتّى يتمكّن القارئ من التدبّر في آياته، والعمل به، والدّعوة به كذكل، ثمّ إنّ النّاس يختلفون في مستوى فهمهم ومواهبهم، ففي حال كان مستوى الإنسان في الفهم ضعيفاً، وكان سهلاً عليه أن يحفظ، فإنّه من المستحسن أن ينتهز الفرصة وأن يبادر بحفظ ما أمكنه، مع العزم على دراسة التفسير عند وجود فرصة مناسبة. ومن الأدعية النّافعة المستجابة دعاء ذي النّون ـ عليه السّلام ـ فقد روى أحمد والترمذي وغيرهما، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" دعوة ذي النّون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فإنّه لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قطّ إلا استجاب له ". (1)
منقول