يُعَدُّ العمل التطوُّعي من أهمّ عوامل تقدُّم، وازدهار الأمم، وهو جزء مهمّ من مُتطلَّبات الحياة المعاصرة، وركيزة أساسيّة في تنمية المجتمعات، وتطوُّرها، وهو عمليّة ترتبط بمعاني الخير، ونشر الترابط بين أفراد المجتمع، كما أنّ له دوراً مهمّاً في التغيير الاجتماعيّ، بالإضافة إلى أنّه يعزِّز من انتماء الأفراد تجاه مجتمعاتهم، ويفسحُ لهم المجال؛ للتعبير عن ما يجول في بالهم من أفكار، وآراء في القضايا الاجتماعيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ العمل التطوُّعي يساهم في إتاحة الفرصة للشباب باستثمار أوقات فراغهم في ممارسة ما هو إيجابيّ من الأعمال، وهو يحمي بدوره المجتمعات من التمزُّق، والصراعات.
موضوع ممتع:
نكت مضحكة قصيرة
وبناءً على ما سبق، فإنّه يجدرُ بنا التطرُّق إلى مفهوم العمل التطوُّعي، حيث يُعَدُّ التطوُّع لغةً: مصدراً للفعل (تطوَّع)، نقول: تَطَوَّعَ بِمَالِهِ لِمُسَاعَدَةِ الجَمْعِيَّةِ؛ أي أَعْطَاهُ عَنْ طَوَاعِيَةٍ وَاخْتِيَارٍ، كما نقول: التَّطَوُّعُ مِنْ أَجْلِ أَعْمَالٍ خَيْرِيَّةٍ؛ أي التَّجَنُّدُ لأَدَائِهَا عَنْ طَوَاعِيَةٍ وَاخْتِيَارٍ، أمّا اصطلاحاً، فهو يعني: الجهود المبنيّة على الخبرات، والمهارات التي يتمّ بذلها نتيجة اختيار، ورغبة؛ بهدف أداء واجب، ودون انتظار أيّ أجر مادّي مقابل هذه الجهود، وبالنظر إلى العمل التطوُّعي كمفهوم، فقد تمّ تعريفه من قِبل العديد من الباحثين، وفيما يأتي بعضُ هذه التعريفات:
عرَّفه (باركر) على أنّه: "الحركات التي ينفِّذها أفراد، أو جماعات، دون انتظار مقابل مادّي؛ لتقديم خدمات إنسانيّة خارج إطار المُؤسَّسات الحكوميّة".
عرَّفه (حماد) على أنّه: "الجهد الذي يُقدِّمه أفراد على وفق سياساتهم، وإيمانهم بفكرة، أو مبدأ مُعيَّن، دون مقابل مادّي، أو حافزٍ مادّي، وإنّما هو خدمةٌ عامّة للمجتمع".
تمّ تعريفه على أنّه: "الجهد والخدمات التي يقوم بها شخصٌ مُعيَّن، أو مجموعة من الأفراد، أو مؤسَّسة مُعيَّنة؛ بهدف تقديم المساعدات، والخدمات للمجتمع، أو فئة مُعيَّنة، دون توقُّع مقابلٍ لهذه الجهود المبذولة".