سجلت عربات النقل الحضري للقطار والترمواي ثلاثة حوادث في ظرف وجيز، فخلال الأسبوعين الماضيين تم تسجيل انحراف عربات الترامواي عن مسارها بكل من وسط مدينتي وهران وقسنطينة، بالإضافة إلى انقلاب مقطورة قطار نقل البضائع بالعاصمة، لتضاف هذه الحوادث إلى الخسائر البشرية والمادية الرهيبة التي أحصتها الحكومة عبر طرقات الوطن، حيث بلغت 10 آلاف مليار سنتيم سنويا.
ويبدو أن حوادث المرور الرهيبة التي تعرفها الطرقات في الجزائر، انتقلت إلى شبكة خطوط سكك سير عربات القطار والترمواي داخل مدن الكبرى.
فبعد انقلاب مقطورة قطار نقل البضائع بين محطتي باب الزوار والدار البيضاء، قبل أسبوعين، تلتها حادثة انحراف تراموي بمدينة وهران، جاء دور تراموي مدينة قسنطينة، الذي انحرف، أمس، عن سكة سيره، ما تسبب في إصابة شخصين بجروح، تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ولو أن الحوادث المذكورة لم تخلف خسائر بشرية جسيمة، ماعدا إصابات وجروح تم التكفل بها، غير أنها تكلف الحكومة خسائر مادية كبيرة تقدر بعشرات الملايير، وهو حال عربات تراموي وهران التي تعرضت لأضرار كبيرة، تطلب الأمر تفكيكها بعد استحالة إقلاعها مرة أخرى، كما تسبب انقلاب إحدى مقطورات قطار البضائع بين محطتي باب الزوار والدار البيضاء، إلى تضرر السكة بين الموقعين المذكورين، وهو ما يتسبب في تأخر يومي لرحلات الضاحية الرابطة بين وسط العاصمة والجهة الشرقية مدينة الثنية ببومرداس، لعدم الانتهاء من أشغال إصلاح السكة المتضررة، ما استدعى برمجة سير القطار المنطلق من العاصمة والقادم من الثنية على خط سكة واحدة بين المحطتين التي وقع في نطاقهما الحادث.
ودفعت هذه الحوادث المواطنين، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للتساؤل عن مدى فعالية إجراءات الأمن والوقاية المعمول بها لتجنب مثل هذه الحوادث، خاصة على مستوى شبكة خطوط سير الترامواي، من حيث فرض رقابة على طول السكة لتفادي كل ما من شأنه أن يشوش على السائق أثناء قيادة العربة، لاسيما وأن سائقي السيارات وحتى الراجلين كانوا سببا مباشرا في أغلب الحوادث المسجلة سابقا، رغم وجود عديد إشارات التنبيه لمرور عربات الترامواي.
الوزير طلعي لـ"الشروق": على مؤسسة "سترام" تقديم التوضحيات اللازمة
من جهة، ذكر المسؤول الأول على قطاع النقل، الوزير بوجمعة طلعي لـ"الشروق"، أن مصالحه تتابع عن كثب الحوادث المسجلة عبر مختلف وسائل النقل الحضري، من خلال التقارير المفصلة المرفوعة لها عن كل حادث من قبل الجهات المسيرة لوسائل النقل، وأوضح بشأن الأسباب والعوامل التي ترجع وراء تسجيل ثلاثة حوادث في ظرف أسبوعين، أن المؤسسة المسيرة "سيترام"، بإمكانها تقديم التوضيحات اللازمة حول الحوادث المسجلة مؤخرا.
منقول