اعلم بأن مشكلتك لا علاقة لها بالمال!
عندما يحدث عندك نقص في المال أو يأتيك المال ثم يتبدد بدون سبب واضح أو تجد
نفسك فجأة بحاجة لإنفاق كل مدخراتك لحدوث مشكلة تجبرك على ذلك فهذا يعني
أن لديك مشاكل أكبر. المال مجرد علامة.
لماذا المال علامة؟ لأنك بطة، ما تفهم إلا لغة المال.
إقترب هنا وإفتح أذنك وأنصت جيدا. مشكلتك ليست في المال لأن المال هو الحل الوحيد
لتفهم وتقتنع بأن لديك مشكلة. مزاجك سيء، تشعر بعدم إرتياح لوضعك العام، تصاب
بالأمراض بشكل متكرر، إرهاق عام، أعمالك لا تتم إلا بصعوبة ومع ذلك لم تفهم فلم يبقى
أمامك إلا أن يضيق عليك في رزقك لعلك تدرك حجم المشكلة التي تعاني منها.
لقد إستنفذت كل محاولات الهروب ولم يبقى لك سوى الإنذار المدوي الأخير وهو فقدان
المال ولو جائك المال من أي مصدر سوف يتبخر خلال أيام لتعود كما كنت.
سأكون صريحا معك. رب العالمين قام بدوره نحوك على أكمل وجه. أعطاك جسد وعقل
ومشاعر وقدرات كثيرة ظاهرة وباطنة فحياتك ووضعك الصحي والجسدي مجرد
مؤشرات على مدى قربك أو بعدك عن الصواب. في الحقيقة أنت مصمم بحيث لا يمكن
أن تخطىء حتى لو كنت تعيش منعزلا عن البشر ولم تعرف دين ولا ملة ولا فكر ولا أي
شيء. أنت مصمم لتنجح فقط. جسمك سيخبرك بوضعك العام.
عندما تخفق في تحسس مكامن الخلل في نفسك وتخفق في إصلاحها فإن جسمك ومزاجك
ووضعك الفكري والنفسي سينبهانك وعليك أن تتوقف للحظة وتفكر، أين الخلل وما الذي
أستطيع القيام به لإصلاحه؟ لكنك عوضا عن ذلك تفضل الهروب حتى تستلم الإنذار
الأخير المتمثل في فقدان المال.
مناطق الخلل كالتالي
١- أفكار ومعتقدات خاطئة
٢- مشاعر سلبية أو غير سليمة
٣- علاقات غير سليمة
٤- سلوك غير سليم
٥- أسلوب حياة غير صحيح
أكبرها وأشدها تأثيرا عليك هي الثلاث الأولى وبالأخص العلاقات. عندما تكون علاقاتك
غير سليمة فإن هذا ينعكس على جسدك مباشرة. علاقاتك بالأهل والأصدقاء والأبناء
وشريك حياتك. عندما يحدث إختلال في هذا الجانب بالذات فإن نتائجك ستكون سيئة
وسيظهر هذا جليا في جسدك على شكل أمراض ولو تركت هذا ولم تصلح علاقاتك
إما بتحسينها أو التخلص منها فلن يبقى لك إلا الإنذار الأخير وهو فقدان المال.
أنظر في نفسك وفي علاقاتك وأفكارك ومشاعرك وأسلوب حياتك ثم قم بعملية إصلاح
شاملة للتمكن من العودة للطبيعي وهو النجاح في الحياة والعيش بسعادة.
عارف الدوسري