غزة أثبتت فشل نظرية حرب سلاح الجو والاستخبارات
المجد- ترجمات
اعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن العدوان الأخيرة في قطاع غزة أثبت
فشل نظرية الحرب في الاعتماد على سلاح الجو والاستخبارات كما كان مستخدماً طيلة
حروب الكيان السابقة.
ودعت الصحيفة للإسراع في رصد ميزانيات للتدريب الخاص للجيش بعد فشل النظريات
السابقة في الحرب، مشيرةً إلى أن الاستمرار على ذات الطريقة يمثل خطراً كبيراً على
دولة الكيان.
وأكدت الصحيفة أن الحرب المقبلة قد تندلع في المنطقة الشمالية، مؤكدةً أنها ستكون
أصعب بكثير إن لم يتم تدريب الجيش بطريقة خاصة وزيادة ميزانيته.
وتشهد المنطقة الشمالية تطورات متتالية بعد كشف حزب الله اللبناني لأجهزة تجسس
صهيونية وقصفها وقتل خبير في حزب الله أثناء محاولته تفكيكها.
فيما تشهد منطقة الجولان تساقط عدد من قذائف الهاون ووصول المقاتلين السوريين
الاسلاميين لحدود الجولان المحتل بعد تكبيد قوات الأسد خسائر كبيرة بما فيها معبر
القنيطرة.
ويتوقع مسؤولون في هيئة أركان الجيش الصهيوني، أن الحرب القادمة التي تنتظر
الكيان قد تندلع على الجبهة الشمالية أمام منظمة حزب الله اللبنانية، محذرين من
أنها ستكون أصعب بكثير مع حرب غزة الأخيرة.
وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة الاركان:"إن دولة الكيان يجب أن تصحو، وحسب
قوله: إذا لم يكن سلاح البر الصهيوني قوي بما فيه الكفاية فهو سيواجه مشكلة في
الشمال".
ولفت إلى أن الحل في زيادة الميزانية التي يجب أن تذهب لتدريب الاحتياط، وعلى
الجيش اعطاء اموال لشراء بنى وأدوات متطورة وأن يضع خطة متعددة السنوات
للتسلح.
من جهته أكد وزير الجيش موشيه يعلون أن الجيش سيضطر إلى تغيير نظريته
بالاعتماد على القصف الجوي والمعلومات فقط وإهمال سلاح البر، مشيراً إلى أن
هذه النظرية تبين أنها خاطئة في الحرب على غزة، مشيراً إلى أنه من أجل جسر
الهوة على الجيش أن ينقل ميزانيات من سلاح الجو لسلاح البر.
وقالت الصحيفة إن جنرالات في هيئة الاركان يقولون إنه بالإمكان التنازل عن جزء
من الـ 19 طائرة من طراز اف35 التي لم تصل بعد، وتبلغ ثمن كل طائرة 140 مليون
دولار، والمبالغ التي سيتم توفيرها يمكن أن تعطى للحاجات الفورية.
وشدد الجنرالات على أن الجيش يستطيع أن مواجهة المخاطر بـ 15 طائرة، مؤكدين
أن ذلك دون قوات برية يعني أن الأمر دون فائدة.
ووفقاً للصحيفة بمقارنة تهديدات قطاع غزة المحاصر والذي أجبر قادة الجيش على
وضع رأسهم في الرمل وخصوصاً فيما يتعلق بالموضوع الأنفاق، من الممكن أن يكون
الوضع أخطر بكثير بالمستقبل على الجبهة الشمالية على ضوء تعاظم قوة حزب الله
وانتشار التنظيمات المسلحة في سوريا وهو ما يشكل تحدى أكبر بكثير.
وحسب الصحيفة يوجد للجيش اليوم عدد قليل من مدرعات "النمر" التي تعطي دفاعاً
مقبولاً، والباقي عبارة عن مدرعات خفيفة من نوع "زالدا" و"دوميو" حيث مستوى
تدريعها رأيناه في كارثة المدرعة في العملية العسكرية على غزة "الجرف الصامد".
وأضافت الصحيفة ستتحول المدرعات القديمة الى مصيدة موت أمام صواريخ مضادة
للمدرعات والتي يملكها حزب الله، نظراً لأن الجيش يملك عدد قليل من اجهزة الدفاع
من نوع "معطف الريح" وهناك الكثير من المدرعات التي ستكون مكشوفة.
ومن ناحية الدفاع الجوي كما تقول الصحيفة فأن الوضع ليس أفضل بكثير، حيث يمتلك
الجيش اليوم 9 بطاريات فقط من منظومة القبة الحديدية، ومن الواضح أنها لن تكفي
للكارثة التي ستحدث عند سقوط آلاف الصواريخ على دولة الكيان، وستكون المشكلة
أن اسقاط واحد سيكلف مليون دولار.