تفسير الأحلام والرؤى
هو ليس مجال للاجتهاد الشخصي وطرح وجهات النظر المجردة، بل هو علم قائمٌ بذاته بعيدًا عن الأهواء والآراء الشخصية.
وقد نبغ فيه مجموعة من علماء التفسير المشهورين في العالم العربي من أمثال ابن سيرين وابن شاهين والنابلسي والإمام الصادق وآخرهم في عصرنا الحالي الدكتور فهد العصيمي الذي أصبح هو الآخر علامة في تفسير الاحلام.
كثيرًا ما نرى في منامنا أمورًا قد تؤرقنا وقد تحيرنا وقد نستبشر بها، ولكن ليس كل ما نراه يُعد رؤيا نبحث لها عن تفسير، بل من المحتمل أن يكون فقط نتاج مخزون في عقلنا الباطن نتيجة ما ينشغل به تفكيرنا في الواقع وظهر لنا في صورة حلم، أو قد يكون من عمل الشيطان الذي يقوم بعمله هو وذويه من وساوس يحاول وضعها في نفوسنا وتكون الفرصة مواتية له عندما نكون نائمين.
الدراسات الحديثة
يعتقد عالم الأعصاب أنه يمتلك الإجابة في النهاية عن أحد أكثر الألغاز المحيرة في العلم: لماذ نحلم؟. واستوحى إريك هويل، أستاذ مساعد باحث في علم الأعصاب بجامعة Tufts في ماساتشوستس، نظريته من الذكاء الاصطناعي (AI).
وفي تقرير جديد، يجادل بأن جودة الحلم التي غالبا ما تكون مهلوسة وغير منطقية، تشبه إلقاء بيانات جديدة وغير متوقعة إلى شبكة عصبية.
ويسمي البروفيسور هويل هذه "فرضية الدماغ المفرطة" - ويجادل بأنها تمنع العقول البشرية من "التلاؤم بشكل جيد مع التوزيع اليومي للمنبهات".
وتشير الفرضية، المقدمة في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Patterns، إلى أن الأحلام هي تقنية متطورة بشكل طبيعي لجعل فهمنا للعالم أقل بساطة وأكثر شمولا.
ومثل الشبكات العصبية، تصبح أدمغتنا مألوفة جدا لـ "مجموعة التدريب" في حياتنا اليومية.
ولمواجهة الألفة، يخلق الدماغ نسخة غريبة من العالم في الأحلام - نوع من "الفوضى المقدمة، تهدف إلى إبقائنا متيقظين.
ويكتب هويل، وهو أيضا مؤلف روائي: "إن غرابة الأحلام في اختلافها عن تجربة اليقظة هي التي تمنحها وظيفتها البيولوجية. ومن خلال هلوسة التحفيز الحسي خارج التوزيع كل ليلة، يكون الدماغ قادرا على إنقاذ قابلية تعميم قدراته الإدراكية وزيادة أداء المهام".
اقرأ المزيد صورة تعبيرية "انقراض جماعي" في الأمعاء البشرية كشفته بقايا أحافير براز عمرها 2000 عام! واشتهر سيغموند فرويد بالنظر إلى الأحلام على أنها أدلة إلى اللاوعي. وجادل طبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس التحليل النفسي بأن الأفكار والمشاعر والدوافع التي تهدد العقل اليقظ، يتم إطلاقها كصور مشوهة ومقنعة في أحلامنا.
وقال هويل: "من الواضح أن هناك عددا لا يُصدق من النظريات حول سبب حلمنا. لكنني أردت أن ألفت الانتباه إلى نظرية الأحلام التي تأخذ الحلم نفسه على محمل الجد - والتي تقول إن تجربة الأحلام هي سبب حلمك".
وتعتمد الشبكات العصبية على بيانات التدريب - على سبيل المثال، صور الأشخاص أو الحيوانات - للتعلم وتحسين دقتها بمرور الوقت.