مع تصاعد حدة المؤامرات التي تحاك ضد المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف الاحتلال لاعتداءاته على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيه، تتزايد التوقعات بأن الحدث الجلل المرتقب الذي يحضره الاحتلال للمسجد الأقصى ومدينة القدس، سيكون شعلة الانطلاقة الفعلية لانتفاضة فلسطينية ثالثة.
وكما كان المسجد الأقصى عام 2000 الدافع الأساس للمجتمع الفلسطيني، حتى أشعل ثورة غضب على المحتل، بعدما اقتحم رئيس وزراء الاحتلال في حينها أرئيل شارون، باحات المسجد، ينتظر أهالي القدس المحتلة، الذي يقفون لوحدهم في مواجهة عدوان الاحتلال على مدينتهم، هبة مماثلة تنقذ القدس والأقصى قبل فوات الأوان.
سيل الاعتداءات
ويتجلى الحديث عن دور الأقصى في تحريك الضمائر الحية فلسطينيا وعربيا، في وقت تعتزم فيه جماعات "إسرائيلية" متطرفة اقتحامه بشكل جماعي منتصف الشهر المقبل، بالتنسيق مع شرطة الاحتلال والكنيست، بمناسبة ما يسمى بـ"عيد الفصح"، في حين تشهد ساحات الأقصى بشكل شبه يومي اقتحامات من قبل المستوطنين المتطرفين.
فقد اقتحم الأقصى صباح الأحد عشرات المستوطنين برفقة الحاخام المتطرف "يهودا غليك"، من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، فيما تعالت صيحات وتكبيرات مئات المصلين وطلاب مصاطب العلم المتواجدين بشكل دائم في الأقصى، في وقت شددت فيه شرطة الاحتلال من إجراءاتها على بواباته الرئيسة.
وقد شهدت الأشهر والأسابيع المنصرمة، تكثيفا للجهد الصهيوني المبذول نحو تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية والإسلامية، كما هو الحال بتهجير سكانها الأصليين منها، حيث ناقش الكنيست "الإسرائيلي" مؤخرًا، فكرة بسط السيادة "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى وسحب الولاية الأردنية عنه، في خطوة يرى فيها مراقبون استفرادًا بالمسجد وسط صمت عربي وفلسطيني رسمي مطبق.
صعوبة الأيام المقبلة
بدوره، حذر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، من أن الأيام القادمة ستكون صعبة وشديدة الخطورة على مدينة القدس.
وأوضح الخطيب في تصريح له، أن وجه الخطورة يكمن في عقد جلسات ماراثونية متواصلة بين الجماعات الصهيونية المتطرفة والكنيست وقيادة شرطة الاحتلال من أجل تهيئة الظروف لاقتحام المسجد الأقصى، و"وجود حالة تنسيق وتواطؤ بين السلطة التنفيذية والتشريعية وهذه الجماعات".
وأكد الخطيب أن الاقتحام الجماعي جزء من مشروع متكامل بدأ يتصاعد في سعي المؤسسة "الإسرائيلية" لإقامة الصلوات والدعوة لتقسيم الأقصى وهدمه، وبناء الهيكل المزعوم.
هدم البيوت
في حي جبل المكبر بالقدس، وليس بعيدًا عن المسجد الأقصى ومعاناته، أجبرت سلطات الاحتلال المواطن نعيم ربايعة ، على هدم جزء من منزله بيده بحجة البناء دون ترخيص.
وكانت محكمة بلدية الاحتلال في المدينة، فرضت على المواطن ربايعة في 24/11/2013 دفع غرامة مالية قيمتها 25 ألف شيكل، وحبس فعلي لمدة 6 أشهر، واستصدار رخصة لجزء من منزله خلال عام.
وسجل العام المنصرم، عشرات الحالات المماثلة لحالة المواطن ربايعة، حيث تجبر سلطات الاحتلال المقدسيين على هدم منازلهم بأيديهم، كحل أخير بدل دفع المبالغ المالية الطائلة التي تفرضها المحاكم الصهيونية بشكل تعسفي على أهالي المدينة.
بيع القدس
تأتي معاناة أهالي مدينة القدس المحتلة، وسط الحديث عن طرح أمريكي عبر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، بأن تكون بلدة بيت حنينا وليس شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
من ناحيتها، اعتبرت النائب في المجلس التشريعي سميرة حلايقة أن السلطة لم تتخذ أية إجراء إزاء الانتهاكات الصهيونية في القدس سوى طرح الملف على طاولة المفاوضات.
وأكدت سميرة حلايقة في تصريحات صحفية أن السلطة غائبة عما يجري في القدس، منوهة أنه لا جديد في تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إيهود أولمرت فيما يخص تقسيم القدس وقبول السلطة برئيس "إسرائيلي" لبلديتها.
نقلا عن
المركز الفلسطيني للإعلام