انتهاك الحُرُمات
تتعرَّض القيم الأخلاقية، والديانات في العصر الحالي إلى هزّة عنيفة ناتجة عن المادية الجارفة التي صارت سمة من سمات هذا العصر، إذ تحاول الماديّة أن تستأصل الجمال المبثوث في هذا العالم من أساساته، وبشكل يُفرّغ الإنسان من مُحتواه، ويحيله إلى كائن يقوم بوظائف ميكانيكيّة محددة لا أكثر.
بما أنّ الإسلام بشكل خاص هو ركن أساسي، ورقم صعب بين المبادئ، والقيم، والأفكار الإنسانيّة رفيعة المستوى، فإنّه يتعرَّض بشكلٍ مُستمرٍّ إلى أعنف الهزَّات، وأقسى أنواع الانتهاكات، حتى وصل الأمر للأسف الشديد إلى مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصياً، الأمر الذي أثار حفيظة المسلمين جميعاً، الذين ينظرون إلى هذه الشخصية الإنسانية التي لم يُخلق مثلُها في التاريخ الإنساني؛ بعيون القداسة، والتعظيم، والإجلال، والإكبار، فكيف لا وهو سبب هدايتهم، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ونجاتهم في الآخرة من الحارقة، المُهلِكة.
تنوعَّت أساليب نصرة المسلمين لرسولهم صلى الله عليه وسلم، غير أنّ هناك بعض الوسائل الإيجابيّة للنصرة، التي تترك أثراً عميقاً، وتُظهر أخلاق المُسلمين، وتُحوِّل هذه الاعتداءات لصالح الإسلام، ولصالح رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولصالح المسلمين، وفيما يلي بيان ذلك.
النصرة الإيجابية لرسول الله
*تمثُّل الأخلاق النبوية الرفيعة في كُلِّ وقت وحتى مع الأعداء، فقد كانت هذه الأخلاق حاضرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً، وأبداً، حتى في أشد الظروف، والأوقات صعوبة، وما موقفه صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة يوم الفتح ببعيد، فقد جسَّد هذا الموقف منتهى العظمة التي يمكن لإنسان ما أن يصل إليها.
تعريف النّاس بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخلاقه، ومبادئه التي حثَّ الناس على تبنيها، وتعريفهم بسلوكاته المختلفة التي لا تنمُّ إلَّا عن شخصيّة بلغت منتهى التوازن؛ فانتهاك حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون مدفوعة في أحايين كثيرة بجهل عميق بهذه الشخصيّة الكاملة، العظيمة.
الابتعاد عن وسائل التعبير العدوانيّة، فهذا مسلك إجرامي ينبغي على المسلمين أنفسهم محاربته، والتصدي له كونه يعمل على تشويه صورة رسالتهم، وصورة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم، وصورتهم أمام العالمين.
الإكثار من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلِّ وقت وحين، فبذكره تحلُّ البركات على المجالس، وتتنزَّل الخيرات على الذاكرين، وتدخل الطمأنينة إلى نفوس الناس، ويزداد ارتباطهم به صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم لا يزال حيَّاً في قلوب الناس، حاضراً معهم في كلِّ وقتٍ وحين.
تدبُّر آيات القرآن الكريم، والتعرُّف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلاله، فليس هناك أفضل من القرآن واصفاً لمقامه السامي، ولصفاته الراقية صلى الله عليه وسلم.
منقول