facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم القرآن الكريم


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-19, 09:46 AM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 2.00 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي معطيات التدبر في القرآن

لماذا التدبر في القرآن؟ هكذا يتساءل البعض، ويضيفون: إننا نقرأ القرآن، ونستمع إلى تلاوته كل صباح ومساء، أفلا يكفينا هذا؟ والجواب:

1. التدبر في القرآن هو الطريق للاستفادة من آياته والتأثر بها.

إن القراءة الميتة للقرآن لا تعني أكثر من كلمات يرددها اللسان دون أن تؤثر في واقع الفرد التأثير المطلوب، أما "التلاوة الواعية" فهي تتجاوز اللسان لكي تنفذ إلى القلب، فتهزه، وتأثر فيه.

لقد كان أولياء الله العارفون يتلون القرآن بوعي، فكانت جلودهم تقشعر، وقلوبهم ترتجف حين يقرأون آية، بل ربما كانوا يصعقون لعظم وقع الآية في نفوسهم. لقد تلا الإمام الصادق (عليه السلام) آية في صلاته ورددها عدة مرات، فصعق صعقة، ووقع مغشيا عليه، ولما أفاق سئل عن ذلك، فقال: "لقد كررتها حتى كأني سمعتها من المتكلم بها، فلم يثبت لها جسمي، لمعاينة قدرته." وكانت الآية ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإَيَّاكَ نَسْتَعِينُ)).

بل إن التدبر لحظاتٌ في القرآن الكريم كان منعطفا تغييراً كبيراً في حياة الكثيرين، فهذا الفضيل بن عياض كان في بداية حياته مجرماً خطيراً، وكان ذكر اسمه كافياً لإثارة الرعب في القلوب. لقد كان يقطع الطريق على القوافل، ويسلب المسافرين ما يملكون.

وذات يوم وقعت نظراته على فتاة جميلة، فصمم في نفسه أمراً، وفي نفس تلك الليلة كان يتسلق جدار ذلك البيت الذي تسكن فيه الفتاة، وهو ينوي الاعتداء عليها واغتصابها، وفي هذه الأثناء، تناهى إلى مسامعه صوت يتلو هذه الآية الكريمة: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه))، فأخذ يفكر في الآية بضع ثوان، وأخذ يردد مع نفسه: "يا رب، بلى قد آن."1 ثم هبط من الجدار، وتولى بوجهه شطر المسجد الحرام، فاعتكف فيه إلى أن مات.

إن تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوّله من مجرم متمرس بالجريمة إلى معتكف في محراب العبادة، فكيف إذا تدبر الإنسان في كل القرآن؟

2. التدبر في القرآن هو الطريق لفهم قيم القرآن وأفكاره ومبادئه كما أنزلها الله سبحانه.

إن هناك خيارات صعبة وعديدة تطرح أمام الفرد وأمام الأمة كل يوم، ولاختيار الطريق السليم بين الخيارات لابد من الرجوع إلى القرآن، والتدبر في آياته. ومن هنا يقول الله سبحانه: ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم))2، ومن هنا - أيضا - أطلق القرآن على نفسه اسم "الفرقان"، ذلك لأنه يفصل ويفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال، ولكن لمن؟ الجواب: لمن يفهم آياته، ويتدبر فيها.

3. هنالك مشاكل كثيرة يصطدم بها الإنسان في حياته - سواء المشاكل الفردية التي لا تتعدى إطار ذاته أو المشاكل الاجتماعية التي تصيب الجميع، والقراءة الواعية للقرآن الكريم، والتدبر في آياته يقومان بدور مزدوج في هذا المجال، فهما يقومان - من جانب - بتطهير ما علق في نفس الإنسان من سلبيات - ومن هنا يقول الله سبحانه:

((قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَة مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُور))3

((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))4

ويقومان - من جانب آخر - بوضع البرامج السليمة للخروج بحل ناجع لهذه المشاكل.

4. وأخيراً، فإن التدبر في القرآن هو الطريق للعمل بما جاء فيه، وذلك لأن العمل بالقرآن يتوقف على فهمه، وفهم القرآن لا يمكن إلا بالتدبر في آياته. ومن هنا فإن الذين لا يتدبرون القرآن ربما يفوتهم تطبيق الكثير من مبادئ الدين في حياتهم العملية وهم لا يشعرون.

منهج التدبر في القرآن

قبل الحديث عن منهج التدبر في القرآن لابد أن نعترف أن استعراضنا لهذا المنهج - هنا - هو استعراض ناقص، ويعود ذلك إلى عاملين:

أحدهما: صعوبة الإحاطة بالمنهج بشكله المتكامل، فالقرآن بحر عميق، لا يدرك غوره، ولا تفنى عجائبه - كما يقول الإمام عليه (عليه السلام)، ومن هنا فإن الإحاطة أمر صعب، إن لم يكن أمراً مستحيلاً.

وثانيهما: أن بعض هذه المناهج قد تكون عسيرة الهضم على البعض، ذلك لأن فهمها يرتبط باستيعاب علوم معينة، ومن هنا تركنا التعرض إلى تلك المناهج في هذا البحث.

وبعد معرفة هذه الحقيقة، ينتصب السؤال التالي: ما هو منهج التدبر في القرآن؟ والجواب: إن المنهج يعتمد على طرح مختلف التساؤلات حول "الظواهر القرآنية"، فكل آية من القرآن الكريم مجال خصب لطرح تساؤلات عديدة، وعلى الفرد الذي يحاول التدبر أن يثير عقله في هذا التساؤلات، ومن ثم يحاول الإجابة عليها. وهذا التساؤلات تتناول ما يلي:

معنى الكلمة.

تخير الكلمة.

موقع الكلمة.

الشكل الخارجي.

التسلسل المعنوي، والتناسب في الانتقال من غرض إلى غرض.

التصنيف.

وسوف نسلط الأضواء على هذه الأمور مع ذكر بعض النماذج الإيضاحية كتصورات أولية تفتقر إلى مزيد من البحث والتمحيص.

منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
معطيات, التدبر, القرآن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: معطيات التدبر في القرآن
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئتين الفلسطينيين hakimdima قسم التاريخ الفلسطيني 0 2016-09-03 12:53 PM
لفظ (خلص) في القرآن matic dz القسم الاسلامي العام 0 2016-06-09 01:03 PM
ختم القرآن zakaria94 قسم القرآن الكريم 0 2015-01-25 10:06 PM
هدي القرآن وبركته على أهله ( القرآن خير من النوم ) ADEL قسم القرآن الكريم 0 2013-01-05 05:40 PM
التدبر في خلق الله islam القسم الاسلامي العام 2 2012-11-29 07:30 PM


الساعة الآن 07:42 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML