ابني يحب الدراسة !!
تخيل أن لديك ابنا يحب الدراسة، ويتشوق للساعة التي يجلس فيها أمام كتبه، هل هذا
معقول!! بالتأكيد ليس هناك حل سحري لأي مشكلة تواجهنا، لكن الحاجة تدفعنا للإبداع
والابتكار. من المفيد جدا أن تسمع من الآخرين تجاربهم الناجحة وتحاول التطبيق، لكن
كن حذرا، فما يصلح مع غيرك قد لا ينفع معك، فلنبدأ بقواعد هامة في موضوع دراسة
أبنائنا:
-الذكاء يشكل جزء بسيط من قدرة ابنك على التحصيل فليس هو العامل الأهم.
-ابنك ينجذب إلى ما يحب، ويبتعد عما يكره: إذن لو استطعت تكوين مشاعر إيجابية بين
ابنك وبين الدراسة لن تضطر أن تلاحقه طوال اليوم ليؤدي واجباته ويستذكر دروسه.
-تأكد من التغذية السليمة لابنك إذ أثبتت الدراسات العلاقة الوثيقة بين القدرة على
الاستيعاب والتغذية.
-احرص على ممارسته للرياضة وعلى لياقته الجسمية، فالدراسات تؤكد ارتفاع قدرة
التحصيل الدراسي مع ممارسة الرياضة.
ونعود للسؤال الأهم: كيف أجعل ابني يحب الدراسة؟
أولا: اربط بين الدراسة واللعب، فاللعب حاجة ضرورية للأبناء في سن ما قبل 12 سنة
واجعل من الدراسة وقتا ممتعا لابنك، دعه يتعلم القسمة بطريقة جديدة: جرب اقتناء
قطع الصلصال مثلا ليقسم الكرة الكبيرة إلى كرات، أو رغيف الخبز إلى أرباع، سيجمع
ما بين الممارسة واللعب فيتذكر ما فعله بيده ويتشوق للعبة، بل ربما يقود أمه من
يدها: "هيا ندرس معا"!.
تفاهم مع مُدْرسهِ بعدم إثقال الطفل الصغير بواجبات النسخ الكثيرة،غنِّ معه الحروف
الانجليزية أو الدروس، اجلسا معا في ورشة عمل صغيرة لتصنعا من قصاصات الورق
الملونة الحروف وتلصقانها بلوحة تفخر بها أمام عائلتك.
اربط دروسه بالحياة الواقعية، مثل الكلمات الانجليزية التي تكون مكتوبة على مغلفات
الشوكولاتة أو الألعاب أو واجهات المحال، أبدِ تَعَجُبَك حينما يروي لك عن مراحل تصنيع
الورق، أو المناخ الاستوائي، "كم هي رائعة دروسك، ما رأيك أن تخبرني عن كل جديد
تدرسه يا ولدي؟"، حتى وأنتِ مشغولة بغسل الأطباق: "هل يمكنك تسليتي وتقرأ عليّ
درس التاريخ؟"،أو اجعل عنده دوما ما يميزه عن أقرانه: "سأخبرك بكلمة انجليزية
وتحدّ بها أصدقاءك!" سيطلب منك تكرار ذلك.
عزيزي الأب: ليس هناك وسيلة تنفع مع جميع الأبناء، لكن حاور ابنك دوما ولا تجعل
من الدراسة موضوعك الوحيد، فرّغ يوم الإجازة الأسبوعية للنشاطات البدنية واللعب،
ولا تسمعه كلمة الدراسة، بل وهناك ماهو أبدع: دعه يحدثك عن حلمه، وإن لم يكن له
حلم محدد، فتحدث معه عن قصص عظماء وادفعه بطرق غير مباشرة، أن يقول لك:أريد
أن أكون كذا، ومن ثم اكتب له لوحة جميلة وعلقها في المنزل، أو على سريره:"سرير
د.علي ...."
لو لاحظت نفوره من مادة معينة، ما رأيك يا ولدي أن نؤلف قصة مشوقة، امسك بورقة
واجعل من درس الحساب (الصعب) قصة، ألّف حوارا بين العمليات والأرقام. إذا كان
الأمر يتعلق بقواعد جامدة، تحدث معه بشكل يريح أعصابه تماما بعيدا عن جو
المعلومات، ثم اطلب منه أن يقف أمام المرآة ويشرح تلك القاعدة لك أنت أيها
الأب "الذي تمثل التلميذ الآن"، أو شجعه على طلب المساعدة من صديقه أو جاره
في جو ايجابي هادئ..
أ. علاء جمال الربعي
المختص في الإرشاد النفسي
نُشر المقال في جريدة فلسطين- غزة. بتاريخ 6-3-2014
عن صفحة Children.aa على الموقع الفايسبوك