إحذر من عقاب طفلك.. فحتى ضربه على يديه قد يجعله انعزالياً أو
عدوانياً ثم إرهابياً
قال خبراء في الطب النفسي إن معاقبة الأباء للأبناء بالضرب على أيديهم كشكل من أشكال
الانضباط في معاملة الأطفال يمكن أن يؤثر على صحة الطفل النفسية ويزيده عدوانية
وانعزالية واندفاعاً، وأكدوا أن الأطفال الذين يتعرضون مراراً وتكراراً للضرب على أيديهم
تزيد لديهم احتمالية سلوكهم سلوكاً إرهابياً بعد البلوغ، وطالب الآباء بمنح الطفل وقتاً
للتفكير بفعلته أو التعزيز الإيجابي قبل عقابه.
النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست" نقلت عن عالم النفس د. رونالد بايز، الأستاذ
المحاضر في مجال أخلاقيات علم الأحياء والإنسانية بجامعة نيويورك الأميركية، قوله إن
ضرب الأطفال على أيديهم يزيد من السلوك العدواني العنيف لديهم.
عالم النفس الأميركي قال لمجلة الإنترنت "ذا كونفرسيشن" التي تُعنى بمواضيع أكاديمية:
"بصفتي عالم نفس فلا يسعني تجاهل الحقيقة القائلة إن ضرب الأطفال براحة اليد المفتوحة
دون التسبب بإصابة جسدية يحدث ضرراً جدياً بصحة الأطفال النفسية".
وكتب بايز أن كثيراً من الآباء يعتقدون أنه لا ضير في معاقبة الأبناء بالضرب على
تصرفاتهم السيئة، لكن الضرب من وجهة نظره يتم بينما الأب أو الأم في ثورة غضب
يفاقمها الضرب ويزيدها سوءاً فتعمى بصيرته عن رؤية طرق تأديبية أخرى مثل منح
الطفل وقتاً للتفكير بفعلته أو التعزيز الإيجابي.
وذكر العالم أنه ليس أول من اكتشف هذه الحقيقة، فقد اقتبس عن مرجع في دراسة سابقة
عام 2011 موثقة ومدعمة بالدلائل، وتظهر أن ضرب الأبناء على أيديهم ينعكس سلباً على
صحة الطفل النفسية ويزيده عدوانية وانعزالية واندفاعاً وراء الغضب.
وأجرت الدراسة السابقة اختباراتها على 933 أماً لأطفال بين 2-14 عاماً في مدينتين
أميركيتين صغيرتين، ووجدت أن العلاقة وثيقة بين تلك الأعراض وبين تعرض أولئك
الأطفال للضرب على أيديهم من أمهاتهم.
وفي أعقاب نشر الدراسة، أصدرت الرابطة الوطنية لممارسي تمريض الأطفال تصريحاً
قالت فيه: "إن العقاب البدني عامل مهم في تكوّن سلوك اندفاعي وانطوائي عند الأطفال،
وأن الأطفال الذين يتعرضون مراراً وتكراراً للعقاب البدني تزيد لديهم احتمالية سلوكهم
سلوكاً إرهابياً بعد البلوغ".
وختم د. بايز بقوله إن ضرب الأطفال على أيديهم قد يكون ناجعاً على المدى القصير، غير
أنه "غير مجدٍ بل ومؤذٍ" على المدى الطويل؛ لأن الطفل الذي يتعرض لهذه العقوبة يتعلم
أن العنف الجسدي وسيلة مقبولة في حل المشاكل.
يُذكر أن الأمم المتحدة في يوليو/تموز 2015 أوصت بحظر ضرب الأطفال على أيديهم
بشكل قانوني في كل الأماكن بما فيها البيوت، وحثت المنظمة الدولية في تقريرها على
تشجيع "طرق التأديب غير العنيفة بدلاً من ذلك".
huffpostarabi