أولو العزمِ من الرُّسُل
وردَ هذا الوصف العظيم للرُّسل الكرام في القُرآن الكريم في سورة الأحقاف الآية 35، حيثُ يقولُ الله تباركَ وتعالى للنبيّ -عليهِ الصلاة والسلام- فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)، ومِنَ المعروف في اللغة العربيّة أنّ من معاني حرف الجرّ "مِن": التبعيض، أي أنَّ هؤلاء الرُّسل هُم بعضٌ من الرُّسُل، وقد قالَ العُلماء في تحديد الرُسُل أولي العزم بأنّهُم نوحُ -عليه السلام- وإبراهيم الخليل -عليه السلام- وموسى -عليه السلام- وعيسى -عليه السلام- ثُمّ خاتمُ الأنبياء والمُرسلين مُحمّد -عليهِ الصلاة والسلام-، فهُم خمسةُ رُسُلٍ كِرام تحمّلوا أعظم الأذى من أقوامهِم وصبروا أجملَ الصبر وأكمله، فكانوا أهلاً للعزم والصبر والجد، وهم كالتالي:
اسماء اولي العزم من الرسل
نوح عليه السلام: من المعروف أنّهُ -عليه السلام- كانَ من أطول الرُسُل دعوةً إلى الله تعالى، وقد مكثَ ألف سنَةٍ إلّا خمسين عاماً يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، فكانت عُقوبتهُم بعد أن أصرّوا على الكُفر بأن أغرقهُم الله بالطُوفان الذي أتى على الكافرين وأنجى الله نبيّهُ والمؤمنين معه بالسفينة التي صنعها نوح -عليه السلام-.
إبراهيم عليه السلام: وهو الملقّب بخليل الرحمن، والذي أُلقيَ في النار في بداية الدعوة إلى الله، وهوَ الذي ابتلاهُ الله بذبحهِ ابنه ففداهُ اللهُ بذبحٍ عظيم، وهو -عليه السلام- الذي ابتلاه الله أيضاً بترك ابنه الرضيع اسماعيل -عليه السلام- وزوجته هاجر في أرض مكّة حيث لا حياة هُناك ولا شجر ولا ماء، فكانَ أن أخرج الله ماء زمزم له، هوَ أبو الأنبياء -عليه السلام-، وهو الذي تحمّل الأذى وصبرَ في سبيل الدعوة إلى الله.
موسى -عليه السلام-:هوَ الذي أرسلهُ إلى فرعون الطاغية، وهو الذي عانى في طفولته ونشأته، وصبر على أذى فرعون وجنده وعلى تكذيب بني اسرائيل وكُفرهم، فكانَ من الصابرين.