غزة تودع "خنساء فلسطين" بجنازة عسكرية
شيَّع أهالي قطاع غزة جثمان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مريم فرحات في
جنازة "عسكرية" خرجت من المسجد العمري الكبير شرق مدينة غزة بعد ظهر اليوم
الأحد.
مصطفى حبوش
غزة – الأناضول
شيع أهالي قطاع غزة جثمان النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) مريم
فرحات المكناة بـ"خنساء فلسطين" في جنازة "عسكرية" خرجت من المسجد العمري
الكبير شرق مدينة غزة بعد ظهر اليوم الأحد إلى مقبرة الشهداء حيث وارى جسدها
الثرى إلى جانب قبور أبنائها الثلاث.
وشارك في الجنازة العسكرية، رئيس حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية وعدد كبير من
قادة حركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، إضافة إلى ممثلين عن
فصائل فلسطينية أخرى ونواب بالمجلس التشريعي، بحسب مراسل وكالة الأناضول
للأنباء.
وحمل 6 مسلحين من عناصر كتائب القسام جثمان النائب فرحات - الملقبة أيضًا بـ"أم
نضال" - الذي تم لفه براية حركة "حماس" الخضراء ووضع عليه قطعة سلاح من
طراز "كلاشنكوف" .
وأحاط العشرات من مسلحي كتائب "القسام" الملثمين بالجنازة، كما انتشر العشرات
منهم في محيط المسجد العمري الكبير الذي شهد صلاة الجنازة، وحمل المشيعون -
الذين كان من ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال - الأعلام الفلسطينية ورايات
حركة "حماس".
وقال إسماعيل هنية في كلمة له خلال الجنازة: "أم نضال كانت رمزاً من رموز الأمة
ورموز جهادها في تاريخها المعاصر وسجلت سيرة عطرة".
وتابع: "هذه المرأة الاستثنائية الخالدة بمثابة قدوة لنساء فلسطين والعالمين ورجال
فلسطين ورجال الأمتين العربية والإسلامية".
وواصل هنية رثاءه للفقيدة بالقول: "كانت أم نضال من السابقات في الدعوة والجهاد
والصبر والتضحية وقدمت للشعب والأمة نماذج فريدة في جهاد أعداء الله".
وألقيت خلال مراسم تشييع الجنازة كلمات رثاء أخرى في الراحلة، من بينها كلمة
للقيادي في حركة "حماس" خليل الحية، ونائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر.
وتوفيت النائب فرحات فجر اليوم الأحد في مستشفى الشفاء بغزة بعد صراع مع
المرض، بحسب مصادر طبية.
وتحظى فرحات بشهرة واسعة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة العربية؛ حيث تشتهر
بلقب "خنساء فلسطين"، كونها قدمت 3 من أبنائها "شهداء" في إطار المقاومة
الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، كما يروى عنها دومًا أهل غزة.
واشتهرت فرحات على نطاق واسع، عقب تنفيذ نجلها "محمد" عملية عسكرية ضد
إسرائيل، أسفرت عن مقتل 9 جنود إسرائيليين في مارس/آذار 2002.
ودُهش الفلسطينيون والعرب، وقتها من نشر مقاطع فيديو تظهر فرحات تودع ابنها محمد
– الذي لم يتجاوز الـ17 عاما من العمر - قبل تنفيذه العملية التي لقى حتفه فيها، وتحثّه
على قتال إسرائيل، والموت "شهيدا في سبيل الله".
وأنجبت فرحات - وهي من مواليد عام 1949 - عشرة أبناء، 6 منهم ذكور، و4 إناث.
وإضافة إلى نجلها محمد، اغتال الجيش الإسرائيلي اثنين من أبناء فرحات هما: "نضال"
في العام 2003، و"رواد" في العام 2005.