الجسر المعلق في دير الزور ..

[الأفق البعيد]

الجسر المعلق



في فترة الاستعمار الفرنسي ظهرت الحاجة لنقل القوات الفرنسية إلى الطرف الثاني من النهر فتقرر بناء جسر عليه، وقام بتعهد هذا الجسر "الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات" تحت إشراف المهندس الفرنسي (مسيو فيفو) وتم البدء فيه عام 1925 واستمرت ببنائه ست سنوات حيث انتهى العمل فيه في شهر آذار عام 1931 وكان ثاني جسر معلق في العالم من نوعه بعد جسر يقع في جنوب فرنسا.






من الصور النادرة.. الجسر المعلق أثناء إنشائه




وتم استخدام هذا الجسر -الفريد من نوعه آنذاك- أيضاً لمرور الناس والجمال وعربات الخيول والسيارات القليلة التي كانت في المدينة.




قافلة من الجمال تعبر الجسر بعد الإنتهاء منه






ونظراً لضيق الجسر وطوله، كان يجري تنظيم المرور عليه بشكل يومي من خلال اتصال هاتفي بين موظفين اثنين من بلدية المدينة يقفان على ضفتي النهر لتنظيم مرور السيارات بالدور حتى لا تلتقي سيارتان فوقه، إذ لا تسمح قلة عرض الجسر إلا بمرور سيارة واحدة كحال سكة القطار.



ويُحكى أن أهالي المدينة في البداية أدهشهم هذا الجسر الضخم الطويل الذي يهتز تحت قدمي العابر (يمكنك الاحساس فعلاً باهتزاز الجسر وهذا ما جربته بنفسي) وأدخل في قلوبهم الخوف من أنه سيقع حتماً وسيقعون معه في النهر، وبالتالي قاطعوه ولم يستخدموه، مما اضطر الجهة التي نفذته لاستقدام المهندس والطلب منه السير عليه مع أسرته جيئةً وذهاباً أمام أهالي المدينة، كما مرّر عليه سيارته وسيارات أخرى. ثم قام المهندس بتحدٍ آخر لإقناع الأهالي بالسير على الجسر الجديد، إذ جلس تحته في زورق مع أفراد أسرته وطلب من قافلة سيارات تضم عشر سيارات العبور عليه، وهو في الزورق يطفو على نهر الفرات أسفل الجسر وأمام الأهالي، ولمّا لم يسقط الجسر "العجيب" كما كانوا يعتقدون اقتنعوا أخيراً بالسير عليه.






في عام 1947 نُوِّر بالكهرباء بأنوار ملونة في غاية الجمال تنعكس ليلاً على مياه النهر، وفي عام 1980 منع السير عليه بالسيارات والدراجات النارية خوفاً على الجسر وللحفاظ عليه كمعلم تاريخي فريد من نوعه واقتصر على المشاة والنزهة فقط.


يبلغ طول الجسر 500 متر تقريباً وعرضه 360 سم بالإضافة إلى رصيفين جانبيين عرض كل رصيف 40 سم ليصبح عرض الجسر 4 أمتار.





اللمسات الأخيرة... نقطة إلتقاء الجسر بإحدى الضفتين





ويتكون من الركائز والقواعد الحجرية الضخمة في قاع النهر والحديد والفولاذ والقناطر المبنية بارتفاع على جسم الجسر الذي يتألف من أربع فتحات وسط النهر بطول 105 أمتار لكل فتحة، أضافة لفتحتين جانبيتين وترتفع الركائز لمسافة 36 متراً من القاع وحتى أعلى نقطة فيها.





صورة نادرة لمجموعة من الجمال تعبر الجسر والناس تقف في قعر النهر في موسم جفاف شديد






عندما حان للفرنسيين أن يخرجوا من سوريا عمدوا إلى تلغيم الجسر بغية تفجيره وذلك بحجة عدم عبور القوات البريطانية عليه إلا أن احد أبناء المدينة واسمه (محمد علي.. أبو محمود ) قام بقطع الفتيل فنجا الجسر من الدمار.






الجسر في الوقت الحالي




يتم حالياً إجراء صيانة للجسر كل عدة سنوات وتستغرق أعمال الصيانة والطلاء مدة شهرين.





















أتمنى أن تكونوا قد استفدتم واستمتعتم..





"منقول "



( أخترت هذه المرة أن أضع لكم موضوعا عن الجسر المعلق في دير الزور ..

خاصة انه تربطني به وبمدينة دير الزور ذكريات راااائعة ..وذكرني هذا الموضوع بالرحلة التي قمنا بها ..خاصة أنها كانت رحلة كما أسميها "شبابية " هههه فقد ذهينا أنا وأخويّ الاثنين وأختيّ مع ابن وبنات عمنا ..كان بغرض قضاء معاملات لنا ..انتهت بقيامنا برحلة هناك..وكانت أروع أروع أروع من أي رحلة أو نزهة قمتُ بها ....) ^ ^




أختكم في الله : الأفق البعيد ..