أسماء الله الحسنى
الله تعالى هو خالقُ كلّ شيءٍ في الكون الذي لا ينبغي الكمالُ لأحدٍ غيرِه، ولهذا كانت أسماؤه تعالى وصفاته تدلّ على هذا الكمال، والعقل البشري بالطريقة التي خلقها الله تعالى لا يستطيع استيعاب كمالَه ومعرفته على حقيقتِه، ولهذا فإنّ الله تعالى أطلع الناسَ على صفاته وأسمائه عن طريق القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، ولا يمكنُ للإنسان أن يعطيَ الله تعالى غيرَ هذه الأسماء والصفات التي ذكرَها عن نفسه تعالى؛ لعدم فهمِه لطبيعةِ اللهِ تعالى.
عدد اسماء الله الحسنى
إنّ عددَ أسماء الله تعالى الكاملة محفوظةٌ في علم الغيب فنحن لا نعلم إلّا أسماءه التي أطلعنا عليها، وقد أطلعنا الله تعالى على تسعةٍ وتسعين اسماً من أسمائه، حيثُ يقولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم: (إنّ لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً، مَن أحصاها دخلَ الجنة)، وأمّا ما يدلُّ على أنّ لله تعالى أكثرَ من هذه الأسماء التي لم يطلعْنا عليها، فهو الدعاء الثابت عنه صلّى الله عليه وسلم: (أسألُك بكلِّ اسم هو لك سميّتَ به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علمِ الغيب عندك ...).
أهميّة تعلّم أسماء الله
قد يتبادرُ إلى أذهانِ البعض أنّه ليس هنالك أيُّ ضرورةٍ لتعلّم أسماءِ الله ومعرفتها بحجّةِ أنّ الإنسان لا يستطيعُ ذلك، حيثُ إنّها ليست كالعبادات من الصلاة والزكاة وغيرها، ولكنّ هذا التفكير خاطئٌ تماماً، فقد أمرَنا الله تعالى أن ندعوه بأسمائه الحسنى، وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً أن نحصيَ أسماءه تعالى ونتعلّمُها.
لا تقتصرُ أهمية تعلّم أسماء الله تعالى على دعائه بها فقط، بل إنّ تعلّمها يساعدُ الإنسان أيضاً على فهم خالقه وعظمته بشكلٍ أكثر وهو ما يساعدُه على عبادته حقّ العبادة، فعندما تعرفُ أنّ شخصاً ما في الدنيا هو ملك أو عالمٌ فإنّ احترامَك له سيزدادُ، وكذلك الأمر عندما يعلم المسلم أنّ خالقه الذي يعبدُه هو ملك الملوك والعالم بكلّ شيءٍ فبذلك سيستطيعُ استشعارَ عظمته وعبادته بشكلٍ أفضل.
كيفيّة إحصاء أسماء الله
لا يكونُ إحصاء أسماء الله تعالى بحفظها فقط ومعرفتها إنّما يكون باستشعار معاني هذه الأسماء وصفاته تعالى والكمال فيها، وأن يدعو الإنسان الله تعالى بهذه الأسماء ويثني عليه ويذكرُه بها، وأن تنعكسَ هذه الأسماء على حياةِ الإنسان كاملةً، فعندما يذكرُ المسلمُ اسم الله الرحيم يستشعرُ رحمته تعالى في جميعِ جوانب الحياة فيرحم بهذا المخلوقات تقرّباً منه تعالى، وإن ذكر اسم الله الرزاق تذكرُ أنّ الرزق من الله تعالى وليس بيدٍ أحدٍ من الخلق أن يمنعَ هذا الرزق عنه، وعندما يذكرُ اسم الله القويّ يستشعرُ هذه القوّة، وأنّ الله تعالى قادرٌ على حماية الإنسان من أيّ مخلوقٍ، وبهذا يستطيعُ أن يكملَ في طريق الحقّ دون أن يخافَ أحداً من الخلق.