يمكن اعتبار إدارة الموارد البشريّة واحدة من أهمّ العمليّات الإداريّة في المُنظَّمة، حيث إنّها تهتمُّ بالعنصر البشريّ الذي يُنفِّذ أنشطتها، ومشاريعها جميعها، كما أنّ لهذا العنصر دوراً رئيسيّاً في تحقيق أهدافها، علماً بأنّها عمليّة تنظيميّة تُعنى بالأمور التي لها علاقة بالأفراد العاملين في المُنظَّمة، كاختيارهم، وتعيينهم، وتدريبهم، وما إلى ذلك من أمور لها علاقة بشؤون العمل، بالإضافة إلى الأبعاد الأخرى التي تترتّب على حياتهم، ومن الجدير بالذكر أنّ ما يتَّصف به العنصر البشريّ من مهارات يُعَدُّ وسيلة لتحقيق النجاح المُستمرّ، كما أنّه يُعتبَرُ ذا ميزة تنافسيّة مهمّة؛ نظراً لأنّه لا يمكن أن يتمّ تقليده، ولأنّ عطاءه مُتنامٍ، إضافة إلى أنّه المُحرِّك لعوامل الإنتاج الأخرى جميعها.
موضوع اخر:
رسائل توديع قبل الحج
مفهوم إدارة الموارد البشريّة
تعدَّدت تعريفات الباحثين لإدارة الموارد البشريّة، حيث انتقل المفهوم بشكله التقليديّ المُتمثِّل بإدارة أفراد، إلى المفهوم الذي هو عليه الآن، وهو يعكس التكامُليّة، والشموليّة بين عدّة وظائف متناغمة فيما بينها، كالتخطيط، والتعيين، وتقييم الوظائف، والأجور، والتنمية، وغيرها من الأمور الأخرى، وفي ما يأتي بعض التعريفات التي تمّ التوصُّل إليها:
عرَّفها د.مصطفى نجيب شاويش على أنّها: "النشاط الإداري المتعلق بتحديد احتياجات المشروع من القوى العاملة، وتوفيرها بالأعداد والكفاءات المُحدَّدة، وتنسيق الاستفادة من هذه الثروة البشرية بأعلى كفاءة ممكنة".
عرَّفها (Flippo) على أنّها: "تخطيط، وتنظيم، ومراقبة، واستقطاب، وتنمية، ومكافأة، وتكامل، وصيانة الموارد البشريّة؛ لغرض تحقيق أهداف المُنظَّمة".
عرَّفها (.Belanger L) على أنّها: "مجموعة أنشطة تتمثل في الحصول، والتطوير، والحفاظ على المورد البشري؛ بهدف تزويد منظمات الأعمال بيد عاملة مُنتِجة، ومُستقِرَّة، وراضية".
يجد عبّاس أنّها: "الأنشطة المُكتسَبة من خلال الاستمراريّة في تنمية عمليّة الاهتمام بالموارد البشريّة، والتي تُشكِّل استراتيجيّة شاملة، قوامها التوظيف، والتطوير، والتخطيط، وتقويم الأداء، وإظهار أهمّية العلاقات الوظيفيّة".
ومن خلال ما سبق، يمكن لنا تعريف إدارة الموارد البشريّة على أنّها: السياسات، والإجراءات ذات العلاقة باختيار العاملين، وتعيينهم، ووسائل التعامل معهم، وتنظيمهم داخل المُنظَّمة، وتوفير صلات التعاون بينهم، وبين الإدارة، وذلك بزيادة الثقة فيما بينهم؛ ممّا يساعد على وصول المُنظَّمة إلى المستويات الإنتاجيّة القُصوى، وبما يضمن تحقيق الأهداف المرجوّة.