الــحــقـيـقــه ..
وفى أعماقه أخذ الوالد (محمد زويل) يفكر ..
لقد فشل فى النوم طوال الليل ..
فقط كان يفكر ..
واهتدى عقله إلى ما وافقه عليه قلبه ..
لن يجبر ابنته على الزواج من (فوزى) ..
ولن يرفض حتى (حامد) ..
سيخبرها بمن تريد ..
(حامد) ..
أم (فوزى) ..
وسيوافق على اختيارها ..
فهو يوافق على الإثنان ..
أنه يعرف أن (حامد) شاب مخلص مؤمن ومكافح ..
ويعرف أن (فوزى) ثرى وسيريح ابنته فهو يحبها بجمالها ..
وهنا نهض صباحاً ودخل غرفة (نسمه) ، وقرر أن يــسألها ، فوجدها شاحبه ، وقد حسمت أمرها ، وقبل أن يسألها ، قالــت هى فى صرامه :
- كــفى يا ابى .. أنا أريد ان أتزوج من (فوزى) .. أوافق عليه .
وكان هذا ما يتمناه الوالد ..
لذا فلم يخبرها أنه سيوافق على (حامد) إن أرادته هى ..
دون أن يدرى أنه لو فعل ، لعادت دماء الحياه والحب تسرى فى جسد (نسمه) ، وأنها ستعود إلى سابق عهدها ..
لكن ..
فات الآوان ..
* * *
كالضائع الحائر أخذ (سامى) يسير فى الجامعه بحثاً عنها ..
على الرغم من أنه يعرف جيداً أنها لم تأتى الجامعه ، فهو لم يرها تحضر المحاضر التى انتهت منذ قليل ..
لكنه أخذ يبحث عنها ويبحث ويبحث ..
بلا فائده ..
مستحيل ..
مستحيل أن تنتهى قصة حبه على هذا النحو ..
لذا فلقد حسم أمره ..
الحب لا يأتى مرتين ..
وفى حسم ، اتجه ناحية (سامية) واستوقفها فى الجامعه وقال :
- (سامية) .
كان يقف أمامها لذا فلقد اتخذت مسير فى طريق ثانى لتنصرف منه ، لكنه استوقفها قائلاً فى رجاء :
- لا .. لن أتركك تنصرفى .. اسمعينى أرجــوكى .
رفعت نظرها إليه فى ازدراء ، فهتف هو بها :
- ماذا ؟! .. لماذا تنظرى لى هكذا ؟! .. ماذا فعلت أنا ؟!
صاحت به وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظه :
- ألا تعرف مــاذا فعلت ؟! ، لقد سوءت سمعتها ، وخدعتها ، وكذبت عليها ، و...
قاطعها قائلا فى هدوء :
- لقد سئمت سماع هذا الكلام ، وأكره التحدث بعصبيه وغضب ، وأعلم أن (سلمى) صديقتك الــمقربه ولا تحبى لها الشر .. فاستمعى لى جيداً .
هتفت :
- كفاك خداع .. إنك تريد أن تعيدها لك وتستمر صداقتكما ، لكى لا يراك أصدقائك قد تركتك هى ، فيجب أن تثب لهم أنك أنت الـــ...
قاطعها قائلاً بحنق :
- تباً .. كفاكى حديث بلا فائده كـــ...
بتر عبارته ، عندما وجدها تنصرف تاركاه وحده ، فحاول أن يستوقفها إلا أنه سمعها تتحدث وهى تكمل مسيرها دون أن تلتفت إليه :
- لقد تأخرت على الذهاب لمنزلى .
قالتها وانصرفت ..
وزفر هو فى حنق ، ووقف عند الشجره الكبيره التى كانت هى نقطه التلاقى بينه وبـــين (سلمى) ، وفى حزن شديد أخذ يفكر ويفكر ..
(سامية) تؤكد أنه كان يؤكد الإشاعه أمام زمائلها وزمائله هو ..
لكن هذا مستحيل ..
"فيما تفكر ؟!"
سمعها بصوت صديقه المرح المقرب (أحمد) ، فالتفت إليه وفشل فى رسم ابتسامه على وجهه ، وهو يغمغم :
- فى (سلمى) .
قال له (أحمد) ، وقد شعر بحدوث أمر جلل :
- ماذا عنها ؟!
أخذ يقص له حبه لها ، ثم أتى عند ذكر الإشاعه الكاذبه ، فوجد (أحمد) يقاطعه فى دهشه :
- ماذا تقول ؟! .. ألم تؤكد الإشاعه لى بنفسك ؟!
هتف بدهشه :
- أنا ؟!
ثم استطرد فى ألم :
- كنت أظنك الوحيد الذى لا يصدق الإشاعه الكاذبه هذه .
قال له (أحمد) فى دهشه :
- لقد اقترب أن يتناسا الناس هذه الإشاعه .. وهذه ليست المشكله .. المشكله أنك اتصلت بى شخصياً بهاتفك المحمول واكدت لى صحة الإشاعه .. والدليل أنه كان اليوم الذى لم تأتى به للجامعه لسفرك للاسكندريه كما اخبرتنى .. وكما أخبرت أنا أيضاً (سلمى) عندما سألتنى عنك .. وسألتها أيضاً هل الإشاعه صحيحه كما أخبرتنى ؟!
هتف (سامى) فى ذهول هذه المره :
- ماذا ؟!
وهنا فقط برقت عينيه بفكره ..
بالحقيقه ..
هذا يعنى أن شخص ما ينتحل شخصيته ودبر هذه الخطه ، لينشرها فى يوم مرضه ..
ولم يحتاج (سامى) لكثير من الذكاء ، ليعرف أن هذا الشخص هو (فتحى) ..
هذا يفسر كل شئ ..
وبمنتهى السعاده قبل رأس (أحمد) ، وقال :
- كم أعزك يا (أحمد) ؟!
نظر له (أحمد) فى دهشه وهو يتركه ينصرف ، ثم انتبه فجأه (سامى) لما فعله به (فتحى) فتلاشات سعادته وقال :
- (فتحى) الوغد .
ثم عادت سعادته وهتف :
- المهم أننى الآن استطيع أن أخبر (سلمى) بالحقيقه .. ويعود حبنا .
* * **
*
*
*
يتبع.......