نَهْرُ الحَيَاة
شعر/عيسى جرابا
28/2/1425هـ
شَجَبُوا, وَمَاذَا يَنْفَعُ الشَّجْبُ؟
وَدِمَاؤُنَا بِيَدِ الرَّدَى نَهْبُ
وَحَيَاتُنَا تَنْسَاقُ ذَاهِلَةً
خَطْبٌ يُنَسِّي هَوْلَهُ خَطْبُ
تَتَسَاقَطُ العَبَرَاتُ رَاسِمَةً
صُوَراً بِهَا يَسَّاقَطُ القَلْبُ
وَالقَادِمُ الـمَجْهُوْلُ مُلْتَحِفٌ
ثَوْبَ السَّوَادِ يَسُوْقُهُ الغَرْبُ
وَأَرَى الـحِمَى فِي كَفِّ مُغْتَصِبٍ
وَحُمَاتُهُ هَابُوا وَمَا هَبُّوا
وَالذِّئْبُ يَرْمُقُ كُلَّ قَاصِيَةٍ
وَسِوَى القَوَاصِي لَمْ يَرَ الذِّئْبُ
يَا أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ لا هَنِئَتْ
يَوْماً بِطِيْبِ مَنَامِهَا العُرْبُ
رِيْحُ الـخُطُوْبِ تَهُبُّ عَاتِيَةً
مَازَالَ يَسْبُرُ غَوْرَهَا اللُّبُّ!
حَتَّى مَتَى؟ لَمْ يَبْقَ فِي لُغَتِي
رَمَقٌ وَجَفَّ لِسَانُهَا الرَّطْبُ
وَالشِّعْرُ نَكَّسَ بَيْنَ أَوْرِدَتِي
رَأْساً وَضَاقَ فَضَاؤُهُ الرَّحْبُ
وَالصَّافِنَاتُ صَهِيْلُهَا غُصَصٌ
حَرَّى فَلا رَكْضٌ وَلا وَثْبُ
وَأَبُو الفَوَارِسِ عَبَّ فَاخْتَلَطَتْ
أَوْرَاقُهُ مَا السِّلْمُ؟ مَا الـحَرْبُ؟
وَالصَّارِمُ البَتَّارُ فِي يَدِهِ
مَا عِيْبَ إِلا أَنَّهُ يَنْبُو
وَإِذَا ادْلَهَمَّ اللِّيْلُ أَوْسَعَهُ
سَبًّا وَنَامَ بِهَمِّهِ الشَّعْبُ
يَأَيُّهَا الشُّهَدَاءُ كَمْ هَدَرَتْ
حِمَمُ الرَّدَى وَسِلاحُنَا الشَّجْبُ
مَازَالَ يَرْكُضُ غَيْرُنَا بِخُطَىً
تَطْوِي الطَّرِيْقَ وَلَمْ نَزَلْ نَحْبُو
نَئِدُ العُقُوْلَ وَفِي مَدَارِجِهَا
يَدْنُو البَعِيْدُ وَيَسْهُلُ الصَّعْبُ
وَلِكُلِّ لاهِي القَلْبِ بَوْصَلَةٌ
سِيَّانَ فِيْهَا الشَّرْقُ وَالغَرْبُ
تَاللهِ مَا أَلْفَيْتُ ذَا سَفَهٍ
فَتَحَتْ لَهُ أَبْوَابَهَا السُّحْبُ
يَا أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ لا حَزَنٌ
سَمَتِ الـخُطَى وَتَسَامَقَ الدَّرْبُ
وَدِمَاؤُكُمْ نَهْرُ الـحَيَاةِ جَرَى
فَنَمَا الذُّبُوْلُ وَأَزْهَرَ الـجَدْبُ
مَا مَاتَ مَنْ للهِ أَسْلَمَهَا
رُوْحاً إِلَى جَنَّاتِهِ تَصْبُو
إِنِّي أَرَى لِلَّيْلِ أَلْوِيَةً
وَجَحَافِلاً يَجْتَرُّهَا العُجْبُ
وَأَرَى دَمَ الشُّهَدَاءِ وَهْجَ سَنَا
تَخْبُو بِهِ الدُّنْيَا وَلا يَخْبُو