|
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#21 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث العشرون
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) رواه البخاري . المفردات : أدرك الناس : توارثوه قرنا بعد قرن ، والناس بالرفع والعائد على ما محذوف ،ويجوز النصب على أن العائد ضمير الفاعل . من كلام النبوة الأولى : التي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . والمراد أنه مما اتفقت عليه الشرائع ، لأنه جاء في أولاها ، ثم تتابعت بقيتها عليه . إذا لم تستح : من الحياء ، وهو خلق يحث على فعل الجميل ، وترك القبيح ، ويمنع من التفريط في الحق ، أما ما ينشأ عنه الإخلال بالحق فليس هو حياء شرعيا ، بل هو خور وضعف . فاصنع ما شئت : في هذا الأمر ثلاثة أقوال : أحدها _ أنها بمعنى الخبر كأنه يقول : إذا لم يمنعك الحياء فعلت ما شئت ، أي ما تدعوك إليه نفسك من القبيح . الثاني _ أنه للوعيد ، كقوله تعالى : (( اعملوا ما شئتم )) والثالث أنه للإباحة ، أي انظر على الفعل الذي تريد أن تفعله ، فإن كان مما لا يستحى منه فافعله ، و إلا فلا. يستفاد منه : 1-شرف الحياء ، فإنه ما من نبي إلا وقد حث عليه ، ولم نسخ فيما نسخ من شرائع الأنبياء ، ولم يبدل فيما بدل منها ، وذلك لأنه أمر قد على صوابه وبان فضله ، واتفقت العقول على حسنه _ وما كان كذلك لا ينسخ . 2-أن الحياء هو الذي يكف الإنسان ويردعه عن مواقعة السوء ، فإذا رفضه وخلع ربقته كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة ، تعاطي كل سيئة . |
![]() |
![]() |
![]() |
#22 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الحادي والعشرون
عن أبي عمرو _ وقيل أبي عمرة _ سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك . قال : (( قل آمنت بالله ، ثم استقم )) رواه مسلم . المفردات : قل لي في الإسلام : في دينه وشريعته . قولا : جامعا لمعاني الدين ، واضحا في نفسه ، اكتفى به واعمل عليه . استقم : الزم عمل الطاعات ، وانته عن جميع المخالفات . يستفاد منه : 1-الأمر بالاستقامة ، وهي الإصابة في جميع الأقوال والأفعال والمقاصد . وأصلها استقامة القلب على التوحيد التي فسر بها أبو بكر الصديق قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) فمتى استقام القلب على معرفة الله وخشيته ، وإجلاله ، ومهابته ، ومحبته ، وإرادته ، ورجائه ، ودعائه ، والتوكل عليه ، والإعراض عما سواه ، استقامت الجوارح كلها على طاعته ، فإن القلب ملك الأعضاء وهي جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت |
![]() |
![]() |
![]() |
#23 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثاني والعشرون عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئا ،أأدخل الجنة ؟ قال (نعم ) . رواه مسلم . ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته . ومعنى أحللت الحلال فعلته معتقدا حله . المفردات : أن رجلا : هو النعمان بن قوفل . أرأيت : أخبرني . المكتوبات : المفروضات الخمس . وصمت رمضان : أمسكت نهاره عن المفطرات بنية. وأحللت الحلال : فعلته معتقدا حله . وحرمت الحرام : اجتنبته . ولم أزد على ذلك شيئا : من التطوع . أأدخل الجنة : ابتداء من غير عقاب ، لأنه مطلق الدخول يتوقف على التوحيد . نعم : تدخل الجنة . يستفاد منه : 1- أن من قام بالواجبات ، وانتهى عن المحرمات دخل الجنة . وقد تواترت النصوص بهذا المعنى . 2- جواز ترك التطوعات على الجملة إذا لم يكن من قبيل التهاون ، ولا ينافي ذلك أن تاركها فوت نفسه ربحا عظيما . وقد كان الصحابة ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتهم على الفرائض ، ولم يكونوا يفرقون بينها في اغتنام الثواب ، إنما احتاج الفقهاء ذكر الفرق لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها وخوف العقاب على الترك . ونفيه إن حصل ترك بوجه ما . وقد قيل : إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه هذا السائل على السنن والفضائل تسهيلا وتيسيرا لقرب عهده بالإسلام ، لئلا يكون الإكثار من ذلك تنفيرا له ، وعلم أنه إذا تمكن في الإسلام ، وشرح الله صدره ، رغب فيما رغب فيه غيره أو لئلا يعتقد أن السنن و التطوعات واجبة . |
![]() |
![]() |
![]() |
#24 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثالث والعشرون
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن _ أو تملأ _ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك . كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها )) . رواه مسلم . المفردات : الطهور: بضم الطاء _ التطهير بالماء من الأحداث. شطر الإيمان : نصف الإيمان ، لأن خصال الإيمان على قسين : أحدهما : يطهر القلب ويزكيه ، والأخر : يطهر الظاهر فهما تصفان بهذا الاعتبار ، و في توجيه كون الطهور شطر الإيمان أقوال أخر ، والله أعلم بمراد رسوله . تملأ الميزان : لعظم أجرها ، وسبب ذلك أن التحميد إثبات المحامد كلها لله . تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض : لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والأرض ، لتضمنهما التنزيه والثناء على الله عز وجل و ( أو ) للشك من الراوي . والصلاة : الجامعة لشروطها و مكملاتها . نور : يستنير بها قلب المؤمن في الدنيا ، وربما يظهر على وجهه البهاء ، وتكون له نورا في ظلمات يوم القيامة . والصدقة برهان : حجة على إيمان فاعلها بمجازاة يوم القيامة ، لأن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقد الثواب فيها . والصبر : المحمود ، وهو الصبر على طاعة الله عز وجل ، والصبر عن المعاصي ، والصبر على الأقدار المؤلمة . والقرآن حجة لك : يدلك على النجاة إن عملت به . أو عليك : إن أعرضت عنه ، فيدل على سوء عاقبتك . يغدو : يسعى بنفسه . فبائع نفسه : لله بطاعته . فمعتقها : من العذاب . أو موبقها : مهلكها ببيعها للشيطان والهوى باتباعهما . يستفاد منه : 1-فضل الطهور. 2-فضل التسبيح و التحميد . 3-إثبات الميزان الذي توزن به الأعمال يوم القيامة . 4-عظم ثواب الصلاة والصدقة والصبر. 5-أن من تبع القرآن قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره وأعرض عنه قذف في النار . 6-إن كل إنسان إما ساع في إهلاك نفسه ، أو في فكاكها ، فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله . وأعتقها من عذابه ، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان ، وأوبقها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه . |
![]() |
![]() |
![]() |
#25 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الرابع والعشرون
عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : (( يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي ، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي ، كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم و آخر كم ,و إنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي ، لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي لو أن أولكم واخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خير فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) رواه مسلم . المفردات : حرمت : منعت . الظلم : وهو لغة وضع الشيء في غير موضعه . على نفسي : فضلا مني ، وجود و إحسانا إلى عبادي ، فلا أعاقب البريء على ما لم يفعل من السيئات ، ولا أعاقب أحدا بذنب غيره ، ولا أنقص المحسن شيئا من جزاء حسناته ، ولا أحكم بين الناس إلا بالعدل والقسط . وجعلته بينكم محرما : حكمت بتحريمه عليكم . فلا تظالموا : بتشديد الظاء وبتخفيفها أصله تتظالموا ، لا يظلم بعضكم بعضا . كلكم ضال : عن الحق لو ترك ، وما يدعوا الطبع من الراحة وإهمال الشرع . إلا من هديته : وفقته لا متثال الأمر واحتناب النهي . فاستهدوني : اطلبوا مني الدلالة على طريق الحق والإيصال إليها . أهدكم : أنصب لكم أدلة ذلك الواضحة ، وأوفقكم لها . فاستطعموني : اطلبوا مني الطعام . تخطئون : بضم التاء على الرواية المشهورة ، وروي بفتحها وفتح الطاء : تأثمون . وأنا أغفر الذنوب جميعا : غير الشرك وما لا يشاء مغفرته . فاستغفروني : سلوني المغفرة ، وهي ستر الذنب ومحو أثره . وأمن عاقبته . قاموا في صعيد واحد : في أرض واحدة ومقام واحد . المخيط : بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الياء _ الإبرة . أحصيها : أضبطها وأحفظها بعلمي وملائكتي . أوفيكم إياها : أعطيكم جزاءها وافيا تاما . فمن وجد خيرا : ثوابا ونعيما بأن وفق لأسبابهما . أو حياة طيبة هنيئة . فليحمد الله : على توفيقه للطاعات التي ترتب عليها ذلك الخير والثواب ، فضلا منه ورحمة . غير ذلك : شرا . فلا يلومن إلا نفسه : فإنها آثرت شهواتها على رضا رازقها ، فكفرت بأنعمه ، ولم تذعن لأحكامه . يستفاد منه : 1-تحريم الظلم ، وذلك متفق عليه في كل ملة ، لاتفاق سائر الملل على مراعاة حفظ النفس والأنساب والأعراض والعقول والأموال ، والظلم يقع في هذه أو بعضها ، وأعظم الظلم الشرك ، قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم) . 2-وجوب الإقبال على المولى في جميع ما ينزل بالإنسان لافتقار سائر الخلق إليه وعجزهم عن جلب منافعهم ودفع مضارهم إلا بتيسيره . فيجب إفراده بأنواع العبادة : من السؤال والتضرع والاستعانة وغيرها ، فإنه المتفرد بخلق العبد وبهدايته وبرزقه ، وإحيائه وإماتته ، ومغفرة ذنوبه . 3-كمال فعله تعالى لتنزيهه عن الظلم وكمال ملكه فلا يزاد بالطاعة ولا ينقص بالمعاصي . وكما غناه فإن خزائنه لا تنفد ولا تنقص بالعطاء . وكمال إحسانه إلى عباده فإنه يجب أن يسألوه جميع مصالحهم الدينية والدنيوية كما يسألونه الهداية والمغفرة ، فله تعالى الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله . 4-أن الأصل في التقوى والفجور هو القلوب ، فإذا بر القلب وأتقى برت الجوارح ، وإذا فجر القلب فجرت الجوارح . 5-أن الخير كله من فضل الله تعالى على عباده من غير استحقاق . والشر كله من عند ابن آدم من إتباع هوى نفسه . |
![]() |
![]() |
![]() |
#26 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الخامس والعشرون
عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا : أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : (( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة ، وكل تهليله صدقة ، وكل تحميدة صدقه ، وكل تهليلة صدقه . وأمر بمعروف صدقه ، ونهي عن منكر صدقه ، وفي بضع أحدكم صدقه )) قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له به أجر )) . رواه مسلم . المفردات : ناسا : هم فقراء المهاجرين ، كما في الرواية الأخرى . من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : جمع صاحب بمعنى الصحابي : و هو من اجتمع بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد النبوة وقبل وفاته مؤمنا به ومات على ذلك ، وإن لم يره كابن أم مكتوم . الدثور : بضم الدال و بالمثلثه ، جمع دثر بفتح فسكون ، وهو المال الكثير، بفضول أموالهم : بأموالهم الفاضلة عن كفايتهم . تصدقون : الرواية في هذه اللفظة بتشديد الصاد والدال جميعا ، ويجوز في اللغة تخفيف الصاد. وبكل تكبيرة صدقة : روى برفع صدقة ونصبه ، فالرفع على الاستئناف . والنصب عطف على (( إن بكل تسبيحة صدقة )) وكذلك ما بعده . بضع : بضم فسكون ، يطلق على الجماع وعلى الفرج نفسه ، وكلاهما تصلح إرادته هنا . وزر : إثم . يستفاد منه : 1- حرص الصحابة على الأعمال الصالحة وقوة رغبتهم في الخير بحيث كان أحدهم يحزن على ما يتعذر عليه من الخير مما يقدر عليه غيره . لكان الفقراء يحزنون على فوات الصدقة بالمال التي يقدر عليها الأغنياء . 1-أن الصدقة لا تختص بالمال بل ربما كانت الصدقة بغيره أفضل ، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه دعاء إلى طاعة الله وكف عن معاصيه ، وذلك خير من النفع بالمال ، وكذلك تعليم العلم النافع ، وإقراء القرآن ، وإزالة الأذى عن الطريق ، والسعي في جلب النفع للناس ودفع الأذى عنهم ، والدعاء للمسلمين ، والاستغفار لهم . 2-فضيلة التسبيح والتكبير و التحميد والتهليل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 3-سؤال المستفتي عن بعض ما يخفى من الدليل ، إذا علم من حال المسئول أنه لا يكره ذلك ، ولم يكن فيه سوء أدب . 4-ذكر العالم دليلا لبعض المسائل التي تخفى ، وتنبيه المفتي على مختصر الأدلة . 5-إحضار النية في المباحات ، وأنها تصير طاعات بالنية الصادقة ، :كأن ينوي بالجماع قضاء حق الزوجة ، ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله به ، أو طلب ولد صالح ، إو إعفاف نفسه ، أو إعفاف زوجته ، وغير ذلك من المقاصد الصالحة . 6-جواز القياس . وما نقل عن السلف من ذم القياس : المراد به القياس المصادم للنص |
![]() |
![]() |
![]() |
#27 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث السادس والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( كل سلامى من الناس عليه صدقه ، كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )) . المفردات : سلامى : بضم السين المهملة وتخفيف اللام مع القصر ، وهي المفاصل . وقد ثبت في صحيح مسلم أنها ثلاثمائة وستون . عليه : تذكير الضمير مع عوده إلى المؤنث باعتبار المعنى وهو المفصل . صدقة : في مقابلة ما أنعم الله به عليه في تلك السلاميات ، إذ لو شاء لسلبها القدرة وهو في ذلك عادل . فإبقاؤها يوجب دوام الشكر بالتصدق ، إذ لو فقد له عظم واحد ، أو يبس ، أو لم ينبسط أو ينقبض لاختلت حياته ، وعظم بلاؤه ،والصدقة تدفع البلاء . تطلع فيه الشمس : إتى بهذا القيد لئلا يتوهم أن المراد باليوم هنا المدة الطويلة ، كما يقال : يوم صفين . وهو أيام كثيرة . أو مطلق الوقت كما في آية : (( يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم )) . تعدل بين اثنين : متحاكمين ، أومتخاصمين ، أو متهاجرين . صدقة : عليهما لوقايتهما مما يتسبب على الخصام من قبيح الأقوال والأفعال . فتحمله عليها : كما هو أو تعينه على الركوب . والكلمة الطيبة: وهي الذكر والدعاء للنفس والغير ، ومخاطبة الناس بما فيه السرور ،و اجتماع في القلوب و تألفها . خطوة : بفتح الخاء :المرة الواحدة ، وبضمها : ما بين القدمين . تميط : بضم أوله _ تنحى . الأذى : ما يؤذي المارة : من قذر و نجس وحجر وشوك ، ونحو ذلك . يستفاد منه : 1-أن تركيب عظام الآدمي وسلامتها من أعظم نعم الله تعالى عليه ، فيحتاج كل عظم منها إلى تصدق عنه بخصوصه ليتم شكر تلك النعمة . 2-المداومة على النوافل كل يوم ، وأن العبادة إذا وقعت في يوم لا يعني عن يوم آخر ، فلا يقول القائل مثلا : قد فعلت أمس فأجزأ عني اليوم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( كل يوم تطلع فيه الشمس )). 3-أن الصدقة لا تنحصر في المال . 4-فضل الإصلاح بين الناس . 5-الحث على حضور الجماعات والمشي إليها ، وعمارة المساجد بذلك ، إذ لو لى في بيته فإنه الأجر المذكور في الحديث . 6-الترغيب في إماطة الأذى ، وفي معنا ه : توسيع الطرق التي تضيق على المارة ، وإقامة من يبيع ويشتري في وسط الطرق العامة . 7-أن قليل الخير يحصل به كثير الأجر بفضل الله تعالى. |
![]() |
![]() |
![]() |
#28 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث السابع والعشرون
عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )) . رواه مسلم . وعن وابصة بن معبد رضي الله تعالى عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (( جئت تسأل عن البر ؟ قلت نعم قال _ استفت قلبك ، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك )) حديث حسن ، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل ، والدارمي بإسناد صحيح . المفردات : البر : معظمه ، وهو عبارة عما اقتضاه الشرع وجوبا أو ندبا . حسن الخلق : وهو الإنصاف في المعاملة ، والرفق في المجادلة ، والعدل في الأحكام ، والبذل و الإحسان في اليسر ، والإيثار في العسر ، وغير ذلك ، من الصفات الحميدة . والإثم : الذنب . حالك في صدرك : اختلج في النفس وتردد في القلب ، ولم يطمئن إليه . وكرهت : كراهة دينية . أن يطلع عليه الناس : وجوههم وأماثلهم الذين يستحى منهم . اطمأنت إليه النفس : سكنت إليه النفس الطيبة . أفتاك الناس : علماؤهم ، كما في الرواية ، ( وإن أفتاك المفتون ). وأفتوك : بخلافه ، لأنهم إنما يقولون على ظواهر الأمور دون بواطنها . يستفاد منه : 1-ضابط البر والإثم . 2-الترغيب في حسن الخلق . 3-أن الحق والباطل لا يلتبس أمرهما على المؤمن البصير ، بل يعرف الحق بالنور الذي في قلبه ، وينفر عن الباطل فينكره . 4-معجزة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أخبر وابصة بما في نفسه قبل أن يتكلم به ، وأبرزه في حيز الاستفهام التقريري مبالغة في إيضاح إطلاعه عليه و احاطته به . 5-أن الفتوى لا تزيل الشبهة إذا كان المستفتي ممن شرح الله صدره . وكان المفتي إنما أفتى بمجرد ظن ، أو ميل إلى الهوى من غير دليل شرعي ، فأما ما كان له مع المفتي به دليل شرعي فيجب على المستفتي قبوله وإن لم ينشرح صدره ، كالمطر في السفر والمرض ، وقصر الصلاة في السفر ، ونحو ذلك مما لا ينشرح به صدور كثير من الجهال . |
![]() |
![]() |
![]() |
#29 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث الثامن والعشرون
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع ، فأوصنا . قال : (( أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة )) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . المفردات : وعظنا : نصحنا وذكرنا . موعظة : تنويها للتعظيم ، أي موعظة جليلة . وجلت : خافت . منها : من أجلها . ذرفت : سالت بالدموع . كأنها موعظة مودع : فهموا ذلك من مبالغته صلى الله عليه وسلم في تخويفهم وتحذيرهم ، فظنوا أن ذلك لقرب مفارقته لهم ، فإن المودع يستقصي ما لا يستقصي غير في القول والفعل . فأوصنا : وصية جامعة كافية . بتقوى الله : امتثال أوامره ،و اجتناب نواهيه . والسمع والطاعة : لولاة الأمور ، فيجب الإصغاء إلى كلام ولي الأمر ، ليفهم ويعرف ، وتجب طاعته . فسيرى اختلافا: في الأقوال والأعمال والاعتقادات . فعليكم بسنتي : الزموا التمسك بها ، وهي طريقته صلى الله عليه وسلم ، مما أصله من الأحكام الإعتقادية والعملية الواجبة والمندوبة وغيرها . الراشدين : الذين عرفوا الحق واتبعوه ، والمراد بالخلفاء الراشدين : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . عضوا : بفتح العين وضمها غلط . بالنواجذ: أواخر الأضراس . بدعة : وهي ما أحدث على خلاف أمر الشارع ، ودليله الخاص أو العام . يستفاد منه : 1-المبالغة في الموعظة ، لما في ذلك من ترقيق القلوب ، فتكون أسرع إلى الإجابة . 2-الاعتماد على القرائن في بعض الأحوال ، لأنهم إنما فهموا توديعه إياهم بإبلاغه في الموعظة أكثر من العادة . 3-أنه ينبغي سؤال الواعظ الزيادة في الوعظ والتخويف والنصح . 4-علم من أعلام النبوة ، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر بما يقع بعده في أمته من كثرة الاختلاف _ ووقع الأمر كذلك . 5-الأمر بتقوى الله والسمع والطاعة ، وفي هذه الوصية سعادة الدنيا والآخرة ، أما التقوى فهي وصية الله للأولين والآخرين ، وأما السمع والطاعة فبهما تنتظم مصالح العباد في معاشهم ، ويستطيعون إظهار دينهم وطاعاتهم . 6-التمسك بالسنة والصبر على ما يصيب المتمسك من المضض في ذلك ، وقد قيل : إن هذا هو المراد بعض النواجذ عليها . 7-أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا وخالفه فيه غيره كان المصير إلى قول الخليفة أولى . 8-التحذير من ابتداع الأمور التي ليس لها أصل في الشرع ، أما ما كان مبنيا على قواعد الأصول ومردودا إليها . فليس ببدعة ولا ضلالة . |
![]() |
![]() |
![]() |
#30 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحديث التاسع والعشرون
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار ، قال : (( لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، ثم قال _ ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع _ حتى بلغ _ يعملون )) ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر و عموده وذروة سنامه ؟ _ الجهاد _ ثم قال _ ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا )). قلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ![]() المفردات : لقد سألت عن عظيم : عن عمل عظيم ، لأن دخول الجنة والنجاة من النار أمر عظيم جدا ، لأجله أنزل الله الكتب ، وأرسل الرسل . من يسره الله عليه : بتوفيقه إلى القيام بالطاعات على ما ينبغي . تعبد الله : توحده . على أبواب الخير : من النوافل ، لأنه قد دله على واجبات الإسلام قبل . الصوم : الإكثار من نفله ، لأن فرضه مر ذكره قريبا . جنة : بضم الجيم _ وقاية لصاحبه من المعاصي في الدنيا ، ومن النار في الآخرة . الصدقة : نفلها ، لأن فرضها مر. وصلاة الرجل في جوف الليل : يعني أنها تطفيء الخطيئة ، والمرأة مثل الرجل في ذلك ، وإنما خص الرجل بالذكر لغلبة الخير في الرجال ، أو لأن السائل رجل . تلا : النبي صلى الله عليه وسلم ، ليبين فضل صلاة الليل . تتجافى : تتنحى . المضاجع : مواضع الاضطجاع للنوم . ثم قال : النبي صلى الله عليه وسلم . برأس الأمر : الذي سألت عنه . ذروة : بضم الذال وكسرها _ الطرف الأعلى . بملاك ذلك كله : بمقصوده وجماعه ، وما يعتمد عليك . والملاك بكسر الميم وفتحها . فأخذ بلسانه: أمسك النبي صلى الله عليه وسلم لسان نفسه . كف عليك : عنك . أو ضمن (( كف )) معنى أحبس . ثكلتك : فقدتك . ولم يقصد رسول الله حقيقة الدعاء . بل جرى ذلك على عادة العرب في المخاطبات . وهل : استفهام إنكار ، بمعنى النفي . يكب : بضم الكاف _ يصرع . الناس : أكثرهم . حصائد ألسنتهم : ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه . يستفاد منه : 1-شدة اهتمام معاذ رضي الله عنه بالأعمال الصالحة . 2-أن الأعمال الصالحة سبب لدخول الجنة ، كما قال تعالى : (( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (( لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله ))، فالمراد أن العمل بنفسه لا يستحق به أحد الجنة ، لولا أن الله جعله بفضله ورحمته سببا لذلك ، والعمل نفسه من فضل الله ورحمته على عبده ، فالجنة وأسبابها كل من فضل الله ورحمته . 3-أن التوفيق بيد الله عز وجل ، فمن يسر عليه الهداية اهتدى . ومن لم ييسر عليه ، لم ييسر له ذلك . 4-ترتب دخوله الجنة على الإتيان بأركان الإسلام الخمسة ، وهي : التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والحج . 5-فضل التقرب بالنوافل بعد أداء الفرائض . 6-أن الصدقة تكفر بها السيئات . 7-فضل الصلاة في جوف الليل . 8-أن الصلاة من الإسلام بمنزلة العمود الذي تقوم عليه الخيمة ، يذهب الإسلام بذهابها ، كما تسقط الخيمة بسقوط عمودها . 9-فضل الجهاد . 10-أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله ، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك الذي هو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، والقول على الله بغير علم ، وهو قرين الشرك وشهادة الزور والسحر والقذف والغيبة والنميمة ، وسائر المعاصي القولية . بل المعاصي الفعلية لا تخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها . |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ملخص وحدة التحولات النووية | سيف الدين | ركن شعبة العلوم التجريبية | 2 | 2014-11-06 09:38 PM |
بحث حول التجارب النووية و آثارها و تجارب رقان و مخلفاتها | number47 | قسم البحوث | 0 | 2014-10-26 09:54 PM |
مخلص الوحدة الثانية في مادة الفيزياء التحولات النووية باكالوريا | Man Of Chemistry | قسم تحضير شهادة الباكالوريا BAC 2017 | 0 | 2014-03-16 11:16 PM |
وثائقي حول الغواصات النووية | سيف الدين | قسم الأفلام الوثائقية | 0 | 2014-03-11 06:20 PM |
تمارين حول التحولات النووية للسنة الثالثة ثانوي | مسك الختام | ركن شعبة العلوم التجريبية | 1 | 2013-07-29 05:46 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |