لربما جهل كثيرون، أن يكون موسيقيا بطلا لنوبل الأدب، التي عرفت بتتويج كبار الروائيين والكتاب والشعراء بجائزتها المرموقة، وهو ما جعل نيل الموسيقار والمغني الأميركي "بوب ديلان" للجائرة مثار تساؤلات عدة لدى كثيرين.
وفي تاريخها الممتد لأكثر من 100 عام، نال جائزة نوبل للأدب، أدباء ومبدعون تنوعت أعمالهم بين الرواية والشعر والقصة القصيرة، وحتى الفلسفة، والكتابة الملتزمة، فيما لم يعرف عن نوبل أنها يمكن أن تتجاوز هذه الأقسام إلى عالم الموسيقى.
ولكن، ما لا يعرف عن بوب ديلان، أنه ليس مجرد موسيقي ولا فنان، امتد تاريخه لعقود طويلة، شدا فيها بروائع خلدته علامة ثقافية، ليس في بلاده الولايات المتحدة فحسب، بل إلى ما يمتد إلى ما وراء ذلك، في أوروبا وإفريقيا ودول شتى.
ترجع تلك الأهمية التي استحق بها ديلان نوبل للأدب إلى ريادته، وثورته التي قادها في عالم الموسيقى عبر كلماته كشاعر، وعبر غنائه الذي حرك به الراكد في ذلك العصر من خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
إذ، لا يمكن فهم صعود نجم ديلان من دون ربطه بالسياق الثقافي والسياسي العام الذي بزغ فيه نجمه، ابتداء من العام 1964، حيث تحول ديلان إلى العزف على القيثارة الكهربائية.
فلقد كان شخصية مؤثرة في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود، والكثير من أعماله الأكثر شهرة كانت من الستينيات، كما كانت كلمات أغانيه مزيج من الحكمة والاحتجاج، كونه من الطبقة العاملة والمضطهدة بأميركا.
كما تم استخدام بعض أغانية كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام. وقد نشر ديلان ستة كتب من الرسومات واللوحات، وعرضت أعماله في المعارض الفنية الكبرى.
وكموسيقي، باع ديلان أكثر من 100 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم، مما يجعل منه واحدا من الفنانين الأكثر مبيعا من أي وقت مضى.
وإضافة إلى جائزة نوبل للآداب 2016، نال ديلان 11 جائزة غرامي، وجائزة أوسكار واحدة، وغولدن غلوب واحدة، وفي مايو 2012، تلقى ديلان وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأميركي باراك أوباما. وصدر له أول ألبوم استوديو عام 1962.
سكاي نيوز عربية